انفصل جزء من أكبر جبل جليدي عائم في العالم "A68a" عقب اصطدامه بجرف قاري في جزيرة جورجيا الجنوبية (جنوب المحيط الأطلسي)، وفقا لصور التقطها قمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الأمريكية ”ناسا“.
وستحصل القطعة المنفصلة حديثا، والتي يعادل حجمها مساحة مقاطعتي كوينز وبرونكس في نيويورك، على اسم لاحقا، ولا يزال الجبل الجليدي ضخما بما يكفي للوكالات البحرية لمراقبة مساره.
وانفصلت القطعة الجليدية في الأصل من كتلة لارسن الجليدية للمرة الأولى في عام 2017، ومنذ ذلك الحين، تنجرف الكتلة الجليدية العملاقة بشدة باتجاه الشمال.
ومن الماء، تبدو الكتلة المسماة "A68a" مثل جزيرة متحركة، إذ ترتفع إلى 30 مترا فوق مستوى سطح البحر.
وفي أبريل الماضي، بلغت مساحة الكتلة الجليدية 2000 ميل مربع، وفي الآونة الأخيرة، كانت هذه الكتلة الجليدية العائمة في مسار تصادمي مع جزيرة جورجيا الجنوبية، وهي موطن للملايين من البطريق والفقمة والحيوانات البرية.
وقال جيريانت تارلينج، عالم المحيطات البيولوجي في المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية "تتفكك الجبال الجليدية في المحيط المفتوح مع كل حركة أمواج واضطرابات، لكن الجبل ”A68a“ يتجه مباشرة إلى جزيرة جورجيا الجنوبية، وهو إقليم بريطاني ما وراء البحار في جنوب المحيط الأطلسي، حيث يمكن أن يصطدم في غضون فترة قريبة، في المنطقة الحيوية التي تعج بالحياة البرية.
وبحسب وكالة الفضاء الأوروبية، ليس من الواضح بالضبط سبب كسر الجبل الجليدي، إلا أن الاصطدام في قاع البحر الضحل كان على بعد عشرات الأميال من ساحل جورجيا الجنوبية وهو ما تسبب في الانفصال.
ويوجد في جزيرة جورجيا الجنوبية، ملايين من فقمة أنتاركتيكا الفرائية وطيور القطرس الباتروس وانواع مختلفة من البطريق، ويوجد في هذه الجزيرة ما يقرب من نصف عدد طيور البطريق على هذا الكوكب .
ويخشى العلماء من أن يستقر الجبل في جانب الجزيرة ويمنع بعضا من طيور البطريق الموجودة هناك البالغ عددها مليوني طائر من الوصول إلى المياه لإطعام صغارها.
ويقدر وزن الجبل الجليدي بنحو تريليون طن، ونظرا لأن عمقه لا يتجاوز 200 متر، فإنه يمكن أن يقترب من اليابسة أكثر من العديد من الجبال الجليدية العملاقة الأخرى.
ومن المرجح أن تكشف الصور والملاحظات المستقبلية عن مدى التهديد الذي يشكله جبل A68a على الطيور الموجودة في الجزيرة، وبعد الانفصال المذهل، أصبح هناك جبل جليدي آخر يوجد في أقصى الجنوب في أنتاركتيكا بمساحة 1500 ميل مربع، وفقا لوكالة الفضاء الأوروبية، ومن المقرر أن يطلق عليه اسم A23a.