الثلاثاء 2 يوليو 2024

كورونا يواصل نشر الرعب في العالم.. ظهور سلالة جديدة في 4 دول.. وأطباء: تحور الفيروس مستمر وأمر طبيعي.. وهذا تأثير تغير طفراته على فاعلية اللقاح

تحقيقات20-12-2020 | 16:46

شدد أطباء على ضرورة عدم التهاون في تطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا، في ظل التحور المستمر الذي يشهده الفيروس، والذي كان آخره إعلان بريطانيا اليوم عن ظهور سلالة جديدة منه أشد خطورة، موضحين أن هذه السلالة هي أحد أشكال تحور الفيروس وتغير طفراته باستمرار لكن هذا لا يعني تقليل فاعلية اللقاح المضاد لكورونا.


كان قد حذر وزير الصحة البريطاني مات هانكوك، اليوم الأحد، من تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تم اكتشافها مؤخرا في البلاد وخروج الوضع عن السيطرة، مؤكدا ضرورة ردع الفيروس من خلال اعتماد التباعد الاجتماعي المشدد، قائلا "إن السلطات فرضت إجراءات التباعد والحجر الصحي في لندن وجنوب شرق بريطانيا للسيطرة على السلالة الجديدة" .


فيما أكدت منظمة الصحة العالمية رصد تفشي السلالة الجديدة من فيروس كورونا التي تم اكتشافها فى بريطانيا مؤخرا فى ثلاث دول أخرى، وهي الدنمارك وهولندا وأستراليا، موضحة أنه سيواصل المسؤولون البريطانيون مشاركة المعلومات ونتائج تحليلاتهم والدراسات الجارية.



8 سلالات جديدة مؤخرا

وفي هذا السياق، قال الدكتور طه عبد الحميد عوض، أستاذ أمراض الصدر والحساسية بجامعة الأزهر، إن هناك 8 أنواع من السلالات الجديدة لفيروس كورونا ظهرت خلال الآونة الجديدة منها سلالتين في جنوب أفريقيا، وكذلك السلالة الجديدة التي أعلنت عنها وزارة الصحة البريطانية اليوم، وأعلنت منظمة الصحة العالمية ظهورها بثلاث دول أخرى هي الدنمارك وهولندا وأستراليا.


 


وأوضح عوض في تصريح لـ" الهلال اليوم"، أن فيروس كورونا يتحور بشكل مستمر طوال الوقت وتتغير مواصفات حمضه النووي، وهو أمر يثير المخاوف بشأن فاعلية اللقاحات المعلنة ضده، مؤكدا أن الوقاية خير من العلاج لذلك يجب على المواطنين الحذر وتشديد الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي بين المواطنين بمسافة لا تقل عن مترين.



وأكد أن أهم هذه الإجراءات هو ارتداء الكمامات لتغطية منطقة الأنف حتى أسفل الذقن لمنع انتقال الرذاذ المحمل بالفيروس إلى الإنسان، وعدم التواجد في أماكن مزدحمة والتهوية بشكل مستمر والبعد عن الأماكن المغلقة، وغلق دور المناسبات وقاعات الأفراح وغيرها من الأماكن التي تتطلب تجمعات، مضيفا أن الوضع خطير ويجب تشديد الإجراءات الاحترازية.


وأشار إلى أن انتقال المسافرين بين الدول ينقل هذه السلالات الجديدة إلى الدول وبعضها البعض، لذلك ينبغي تشديد الإجراءات الاحترازية والرقابية، مؤكدا أنه من الصعب اللجوء مرة أخرى لغلق حركة الطيران بين مصر ودول العالم، لأن الوضع الاقتصادي لا يتحمل ذلك فالإغلاق له عواقب كارثية على الاحتياطي النقدي والمؤشرات الاقتصادية بشكل كبير.



وشدد على ضرورة تشديد الإجراءات والكشف على المسافرين القادمين إلى مصر عبر إجراء المسحات وتحاليل الـPCR قبل دخول البلاد.




نصيحة للمواطنين

ومن جانبه، قال الدكتور عصام المغازي، رئيس جمعية مكافحة التدخين والدرن وأمراض الصدر، إن بريطانيا أعلنت اليوم عن ظهور سلالة جديدة لفيروس كورونا، ربما هي الأشد خطورة والأكثر عدوى مقارنة بغيرها من السلالات الموجودة، مضيفًا أن منظمة الصحة العالمية أعلنت تواصلها مع بريطانيا والحصول على المعلومات لدراسة هذه السلالة، للتأكد ممت إذا كانت أكثر صعوبة من السلالات المرصودة بالفعل أم لا.


وأوضح المغازي، في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن تحور أي فيروس هو أمر طبيعي، مشيرًا إلى أنه في 2003 ظهر مرض سارس، وفي 2012 متلازمة الشرق الأوسط "ميرس"، مضيفًا أن تطعيم فيروس الإنفلونزا يتغير كل عام بعد دراسة تطور وتحور الفيروس؛ ليصبح اللقاح فعالا في مواجهته.


وأكد أن وزارة الصحة المصرية أعلنت وجود 3 سلالات من فيروس كورونا في مصر، ولا يمكن القول بأنها أقل خطورة من الموجودة في الخارج.


وأشار إلى أن انتقال السلالات الجديدة من بريطانيا إلى بقية دول العالم ومنها مصر أمر وارد في ظل حرية السفر والتنقل، مشددا على ضرورة الالتزام بارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي والنظافة والتهوية بشكل متواصل، وعدم التهاون بأي شكل من الأشكال، وخاصة أن الموجة الثانية من الجائحة تتسم بأنها سريعة الانتشار، لكن الأعراض قد تكون أقل في الشدة.


لن يؤثر على فاعلية اللقاح

فيما قال الدكتور محمد عبد الحميد شلبي، أستاذ الفيروسات بكلية الطب البيطري بجامعة القاهرة، إن فيروس كورونا يقوم بطفرات بسيطة بشكل مستمر، لأنه من الفيروسات شديدة التحور مثل فيروس الأنفلونزا، وما يقال عن ظهور سلالة جديدة يندرج تحت هذا التحور، مضيفا أن الفيروس ثابت لكنه تحت الظروف البيئية والمكان يمكن أن يتحور بشكل خفيف بما يجعله سريع الانتشار أو ضاري أكثر.


وأوضح في تصريح لـ"الهلال اليوم"، أن هذا التحور لا يؤثر على فاعلية اللقاح، فحدوث طفرات في الفيروس لا يعني أن اللقاح لن يغطيه، فكل من سيتلقى اللقاح سيحصل على المناعة من الإصابة، مضيفا أن الحل الوحيد والأساسي لتحجيم هذه الجائحة هو حصول المواطنين على اللقاح على مستوى الدولة بما سيخلق مناعة تامة ضد الجائحة.


وأكد أن كل ما يثار عن الآثار الجانبية للقاح كلها غير صحيحة، فاللقاح فعال ونسبة أمانه جيدة، مضيفا أن التحورات البسيطة للفيروس قد لا تحدث في كل دول العالم، فحدوثها في بريطانيا لا يعني حدوث ذلك في الدول الأخرى.


وشدد على أنه في مصر بعد بدء الموجة الثانية وتزايد أعداد الإصابات خلال الآونة الأخيرة، يجب على المواطنين الالتزام بالتباعد الجسدي، مع ارتداء الكمامات باستمرار، واستخدام الكحول لتعقيم الأيدي، وتغطية الفم والأنف أثناء العطس والكحة، مشيرا إلى أن هذه الخطوات لا تقل فاعلية عن اللقاح، فكل هذه الإجراءات الاحترازية مع اللقاح ضرورة.


وأشار إلى أن معدل انتشار الفيروس واسع، فالشخص الواحد يمكنه أن يعدي من 3 أشخاص إلى 5 آخرين، ويجب على المواطنين تقليل فرص الاحتكاك بالآخرين وتجنب الأماكن المزدحمة.