الأحد 24 نوفمبر 2024

فن

حوار| طارق إمام: "طعم النوم" رواية بلسان الفتاة الصامتة.. والقتل هو الشيء الوحيد الذي يذكر الإنسان بالموت

  • 20-12-2020 | 17:14

طباعة

كاتب مختلف من الدرجة الأولى، نجح في جذب الجمهور لمؤلفاته بسرعة مقارنة بزملاء عصره، تغلب الواقعية على أسلوبه، ويوحي لك أنه عالم منفرد، له طباعه الخاصة والمميزة، فلا يتكلم لشخصه بل يتكلم بالجميع وللجميع، إنه المؤلف والكاتب الصحفي طارق إمام، الحائز على جائزة الدولة التشجيعية، وصاحب سلسة من المؤلفات منها "هدوء القتلة"، والحياة الثانية لقسطنطين كفافيس"، و"ضريح أبي" و"شريعة القطة"، ويهتم بالتجريب وإعادة كتابة الأعمال العالمية.

وأجرت "الهلال اليوم"، حوارًا مع الكاتب طارق إمام؛ للتعرف على مشروعاته المقبلة، وروايته الصادرة حديثًا "طعم النوم"، والتي كتبها مستندًا على روايتي "الجميلات النائمات" و"ذكريات عاهراتي الحزينات".

 

-لماذا تعيد كتابة الروايات القديمة؟

 لسببين؛ أولهما كان لدي رغبة قديمة في الاشتغال على رواية "الجميلات النائمات" للكاتب الياباني كاواباتا في أواسط التسعينات، وكان السؤال الذي يدور في ذهني، لماذا لم تتحدث الفتاة في الرواية؟، ومنذ ذلك الحين سيطر عليّ هذا السؤال، وتمنيت أن أكتب من وجهة النظر المسكوت عنها.

واستكمل إمام: "عندما جاءت رواية ماركيز انتظرت أن يفعل مالم يفعله كاواباتا في الجميلات النائمات، ولكنه كتب الرواية من وجهة نظر عجوز جديد، مهملا الفتاة أيضا، وقلت وقتها آن الآوان آن لأكتب عن الفتاة، وكان المحفز الرئيسي لكتابة رواية "طعم النوم"، هو الرغبة في إيقاظ فتاة نائمة أشعر بصوتها داخلي، لدرجة أنني كتبتها بصيغة المتكلم.

أما السبب الثاني، فقال طارق إمام: "بالنظر في الروايات السابقة، نجد فكرة إعادة التدوير، بمعني أنه لا مانع من كتابة الرواية العالمية كرواية مصرية خالصة، بعيدًا عن الروايات الأجنبية، وبالفعل أخذت المادة الخام، وأعدت صناعتها بشكل جديد، ومرجعية جديدة، مثل إعادة تدوير القمامة، والتي يخرج منها صناعة الأكياس والشنط البلاستيك وغيرها، كما أني لا أشترط على القارئ أن يقرأ الروايتين السابقتين، فالموضوع يرجع لحرية القارئ في الإطلاع، وهو ما يؤكد أن طعم النوم تشمل الثلاث روايات معًا".

 

- ما هو سر شغفك بكتابة أدب الجريمة وتفاصيل القتل؟

لا يوجد إنسان لا يجب الجريمة؛ فالجميع قرأ لشارلوك هولمز ونبيل فاروق، والأهم حادثة القتل بين قابيل وهابيل، فهي بداية دراما الإنسان، فأدب الجريمة يتجاوز الرواية البوليسية والتاريخية، وأنا لست ضدها، وأحترم وأقدر من يكتبون هذه الأشكال من الروايات، وأؤمن بالقول الشهير لفكرة القتل، وهي أن الإنسان لا يصبح إلهًا إلا عندما يقتل، وذلك لأنك عندما تزهق روحًا، فإنك لا تفعل شيئا عاديا، بل هو من صنع الإله، لأنه هو الذي يحي ويميت وليس هذا من فعل البشر، حتى النحت والتصوير وكافة أشكال الفنون الإبداعية،  والتي يخلق منها الانسان شيئًا جديدًا، لا تتساوى مع القتل ولا يصل لتلك المرحلة، ولا ننكر أن القتل فعل مشين ومرفوض أخلاقيًا واجتماعيًا، ولكني أكرر على أنه الفعل الوحيد الذي يؤكد للإنسان أنه في يوم ما سيموت، وهو أقصى درجات قدرة الإنسان.

 

- ألم تخف من اتهام القراء بارتكابك لجريمة القتل خاصة بعد سردها في أغلب رواياتك؟

لا أعتقد ذلك، فالقارئ أذكي من أن يتصور ربط الكاتب بما يقوله في روايته، أو أن يكون له علاقة شخصية وتجربة واقعية بما يحدث في الرواية، لكنها كانت فكرة ملحة بالنسبة لي وللقارئ.

- كيف تعاملت مع فترات الحظر وما هو تأثيرها على أعمالك الكتابية؟

قرار حظر التجوال هو ترجمة لحدث سياسي ضخم، وليس زاوية تمنع الناس فقط من النزول، ولكن له علاقة بالحرية، وهو عدم تجوال المواطنين داخل شوارع مدينتهم، وله جانب استثنائي، أي كيف سيتم التعامل معه، وهنا جاءت إحدى خطوط رواية "طعم النوم" من الناحية السياسية، ومن ناحية الغرفة، حيث شبهت الوطن بالغرفة التي يعيش فيها الفرد.

- ما هي مشروعاتك القادمة؟

عندي رواية جديدة، أوشكت على الانتهاء منها، عالمها هو مدينة القاهرة، وتتحدث عن جيل الثلاثينات، وهو جيل الثورة، وفيها تم طرح سؤال الثورة بشكل مختلف، وماهي علاقة الفن بالسياسة، وغيرها من الأسئلة التي تخطر في أذهان الجيل الحالي.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة