أحدث ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا في بريطانيا، حالة من الارتباك
في المشهد العالمي، وسط تحليلات متسارعة من قبل الأطباء المختصين، ومتابعة عاجلة
من قبل منظمة الصحة العالمية التي أطلقت تحذيرات واسعة بعد انتشار السلالة الجديدة
في 3 دول أخرى، الدنمارك وهولندا وأستراليا.
تلك الحادثة دفعت العديد من الدول
إلى تعليق رحلاتها الجوية القادمة من بريطانيا، كما فرضت الحكومة الإيطالية إغلاقا
عاما في جميع أنحاء البلد في معظم فترة أعياد الميلاد والسنة الجديدة.
في التقرير التالي نرصد أبرز ملامح
السلالة الجديدة لفيروس كورونا، وفقا لآراء المتخصصين ومنظمة الصحة العالمية:
قال المستشار العلمي للحكومة
البريطانية باتريك فالانس- بحسب فرانس 24- إن السلالة الجديدة تنتشر بسرعة، وباتت أيضا
الشكل "السائد" من الفيروس بعدما أدت إلى "زيادة حادة" في
الحالات التي استدعت الدخول إلى المستشفيات في ديسمبر الجاري.
وبحسب تقرير نشرته "فرانس
24" وعنوته بـ"ما الذي نعرفه لحد الآن عن السلالة الجديدة لفيروس
كورونا؟" فإن العلماء، رجحوا أن تكون هذه السلالة قد ظهرت في منتصف سبتمبر في
العاصمة البريطانية لندن أو كنت.
ونقلت "فرنس 24" عن كريس ويتي، كبير المسئولين الطبيين في إنجلترا،
إن "المجموعة الاستشارية لأخطار فيروسات الجهاز التنفسي الجديدة والناشئة
تعتبر الآن أن هذه السلالة الجديدة قد تنتشر بشكل أسرع".
وقال أستاذ الطب في جامعة "إيست أنغليا" بول هانتر لموقع
"ساينس ميديا سنتر:" يرتكز هذا الرأي على ملاحظة "زيادة حادة في
عدد الإصابات والحالات التي تستدعي الدخول إلى المستشفى في لندن والجنوب الشرقي
مقارنة ببقية إنجلترا في الأيام الأخيرة".
وتابع "يبدو أن هذه الزيادة ناجمة عن السلالة الجديدة" في إشارة
إلى المعلومات التي قدمتها السلطات الصحية، بحسب الوكالة ذاتها.
ومع ذلك "لا يوجد مؤشر في الوقت الراهن على أن هذه السلالة الجديدة
تسبب ارتفاع معدل الوفيات أو أنها تؤثر على اللقاحات والعلاجات، لكن العمل جار
لتأكيد ذلك" وفق كريس ويتي.
وشدد البروفيسور بيتر أوبنشو المتخصص في جهاز المناعة في إمبريال كوليدج
لندن، لموقع "ساينس ميديا سنتر"، على أن المعلومات حول هذه السلالة
الجديدة مقلقة جدا، لأنه "يبدو أنها أكثر قابلية للانتقال بنسبة تتراوح بين
40 إلى 70%".
وأضاف البروفيسور جون إدموندز من كلية لندن للصحة وطب المناطق المدارية
"هذه أنباء سيئة للغاية. يبدو أن هذه السلالة معدية أكثر بكثير من السلالة
السابقة، بحسب بتقرير نشرته "فرنس 24".
وذكر المتخصص الفرنسي في علم الوراثة أكسل كان، على صفحته في على موقع
التواصل الاجتمعاعي "فيسبوك"، أنه حتى الآن "تم رصد 300 ألف سلالة
من كوف-2 في العالم".
وتحمل السلالة الجديدة طفرة تسمى "إن501 واي" في بروتين
"شويكة" فيروس كورونا، وهي موجودة على سطحها وتسمح لها بالالتصاق
بالخلايا البشرية لاختراقها.
وبحسب الدكتور جوليان تانغ من جامعة ليستر: " كانت هذه السلالة تنتشر
بشكل متقطع في وقت سابق من العام الحالي خارج المملكة المتحدة، في أستراليا بين يونيو
ويوليو، والولايات المتحدة في يوليو وفي البرازيل في أبريل".
ولفت البروفيسور جوليان هيسكوكس من جامعة ليفربول إلى أن "فيروسات
كورونا تتحوّر طوال الوقت وبالتالي ليس من المستغرب ظهور سلالات جديدة من سارس-كوف-2.
الشيء الأكثر أهمية هو معرفة ما إذا كانت هذه السلالة لديها خصائص من شأنها
التأثير على الصحة البشرية والتشخيصات واللقاحات".
وأشار أكسل كان، إلى أنه "كلما ارتفع عدد الإصابات، ارتفعت احتمالات
حصول تحور عشوائي للفيروس وارتفعت وتيرة حصول التحور".