اعتبر أعضاء لقاء سيدة الجبل (تجمع سياسي – ثقافي لبناني يستهدف تعزيز قيم العيش المشترك المسيحي الإسلامي)، أن الرئيس اللبناني ميشال عون، يستخدم القضاء على نحو انتقائي رافعا شعار الإصلاح، الأمر الذي يشكل انقساما بين اللبنانيين وتصوير الوضع وكأن فريقا يسعى للعدالة وآخر لا يريدها.
وشهد لبنان في الآونة الأخيرة توترات أخذ بعضها الطابع الطائفي على خلفية اتهامات واستدعاءات قضائية طالت في المقام الأول مسئولين حاليين وسابقين؛ ومن بينهم سياسيون ونواب تربطهم خصومة سياسية بالفريق السياسي الداعم الرئيس اللبناني (التيار الوطني الحر)، فضلا عن توجيه اتهامات بالإهمال والتقصير لرئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب في تحقيقات انفجار ميناء بيروت البحري، على نحو اعتبرت معه المرجعيات الدينية والسياسية للطائفة السُنّية أنه يمثل استهدافا لموقع رئاسة الحكومة.
وحذر المشاركون في الاجتماع الأسبوعي للقاء سيدة الجبل – اليوم – من أن لبنان يعاني انهيارا في القطاعات التي تشكل ركائز وأسس قيام الدولة، الأمر الذي يبعث على القلق الشديد، مشيرين إلى أنه بعد انهيار القطاع المصرفي، بدأت الخدمات العامة وقدرات المستشفيات الخاصة في التراجع، فضلا عن اهتزاز الوضع في المؤسسات التعليمية الجامعية العامة والخاصة، إلى جانب "الزج المنهجي للمؤسسات العسكرية والأمنية في فتح ملفات بصورة انتقائية بحق مسئولين وشخصيات شغلت مناصب".
وحمّل أعضاء اللقاء حزب الله والتيار الوطني الحر في المقام الأول، المسئولية عن الانهيار الذي يشهده لبنان، معتبرين أنهما يستهدفان تدمير وثيقة الوفاق الوطني (اتفاق الطائف) ووضع دستور جديد يحقق مصالح إيران في لبنان ويثبت نفوذها، من خلال تحويل فريق من اللبنانيين إلى "فئة مميزة" على حساب العيش المشترك وسيادة واستقلال لبنان.
وطالبوا بالتنفيذ الصارم لأحكام الدستور واتفاق الطائف وقرارات مجلس الأمن المتعلقة بلبنان باعتبارها تمثل الشرعية الدولية. مضيفين: "الخطوة الأولى لرفع وصاية إيران عن لبنان هي في استقالة رئيس الجمهورية وكل السلطة الحاكمة، والتردد في هذا الأمر كفيل بتسريع الانهيار وانتقال لبنان إلى دولة مارقة وجمهورية فاشلة".