الخميس 28 نوفمبر 2024

فن

في ذكرى ميلاده.. محمود المليجي من شرير الشاشة إلى "أنتونى كوين الشرق"

  • 22-12-2020 | 10:51

طباعة

تحل اليوم، ذكرى ميلاد الفنان محمود المليجي، والذي رحل عن عالمنا في 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 73 عامًا.


عُرف محمود المليجي بِـ "شرير الشاشة المصرية"؛ لكثرة تقديمه لأدوار الشر، ومع ذلك كان بارعًا في تقديم أدوار الخير والطبيب النفسي، كما أدى أيضًا أدوارًا فكاهية "كوميدية".


ولــد محمود حسين المليـجي، في 22 ديسمبر 1910، في حيّ المغربلين بالقاهرة، وبعـد حصوله على الشـهادة الابتدائية اخــتار المدرسة الخديوية ليكمل فيها تعليمه الثانوي، وكان حبه لفن التمثيل وراء هذا الاختيار؛ حيث أن مـدير المدرسة "لبيب الكرواني" كان يشجع الهوايات وفي مقدمتها التمثيل، فالتحق المليجي بفريق التمثيل بالمدرسة، وأتيحت له الفرصة للتتلمذ على أيدي كبار الفنانين، أمثال: أحمـد عـلام، جـورج أبيض، فتوح نشاطي، عزيز عيد، والذين استعان بهم مدير المدرسة لتدريب الفريق.


وتألق المليجي في أدوار الشر التي أجادها بشكل بارع، وتميز في أدوار رئيس العصابة الخفي، وقدم أدوارًا أمام عظماء السينما المصرية رجالا ونساء.


وفي بداية مشواره الفني انضمّ محمود المليجي في ثلاثينيات القرن الماضي، وكان مغمورًا في ذلك الوقت إلى فرقة الفنانة فاطمة رشدي، وبدأ حياته مع التمثيل من خلالها، وأدى عددًا من الأدوار الصغيرة، مثل الخادم على سبيل المثال، وكان يتقاضى منها راتبًا قدره 4 جنيهات.


وترك المليجي، الدراسة من أجل الفن، ومع تألقه على المسرح فشل في أول عمل سينمائي؛ ليترك التمثيل ويعمل ملقنًا بالمسرح، إلا أنه عاد مرة أخرى للتمثيل ليتألق في السينما ويكون واحدًا من أشهر أشرار الشاشة الكبيرة في الوطن العربي.


وكانت أول أعماله السينمائية، بطولة مطلقة أمام فاطمة رشدي، عام 1932، وكان عمره 22 عامًا، ومنذ ذلك التاريخ لم يحصل على بطولة مطلقة طوال حياته، ولكنه صنع نجوم وقدم معظم أبطال مرحلة الخمسينات والستينات عندما خاض تجربة الإنتاج في أفلام "المقامر"، والأم القاتلة، والملاك الأبيض، وسوق الـسلاح.


ومع الأدوار التي قدمها، والبالغ عددها 550 فيلمًا، استطاع أن يجسد معظم الأدوار، ولم يستمر طوال حياته داخل عباءة شرير السينما، فاكتسب المليجي مزيدًا من الشهرة والحرفية في فيلم "الأرض" عام 1970، عندما قدم شخصية "محمد أبو سويلم" الفلاح المكافح الذي لا يترك أرضه وعرضه، ومع تجسيده المتقن للشخصية، أضاف إليها المصداقية الكبري، في الوقت الذي لم يقبل المخرج يوسف شاهين أن يأتي ببديل له ليؤدي مشهد النهاية وهو مربوط برجليه في الحصان مع تشبثه بجذور زرع أرضه؛ ليكون ذلك المشهد تميمة شخصيته الفنية، وليشارك في جميع أفلام يوسف شاهين التالية حتى مماته، وعن ذاك قال شاهين: "كان محمود المليجي أبرع من يـؤدي دوره بتلقائية لـم أجـدها لدى أي ممثل آخر، كمـا أنني شـخصـيًا أخـاف من نظـرات عينيه أمام الكاميرا".


وكما يموت المحارب في ميدان المعركة، مات محمود المليجي في مكان التصوير، وهو يستعد لتصوير آخر لقطات دوره في الفيـلم التليفزيوني "أيـــوب"، ففجـأة، وخلال تناوله القهوة مع صديقه "عمر الشريف"، سقط المليجي وسط دهشة الجميع.


و أطلق عليه الفنانون العرب لقب "أنتوني كوين الشرق"، وذلك بعد أن شاهدوه يؤدي نفس الدور الذي أداه أنتوني كوين في النسخة الأجنبية من فيلم "القادسية" بنفس الاتقان بل وأفضل.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة