الأربعاء 29 مايو 2024

«ثورة القمصان الحمراء».. جزء جديد من كتاب أحجار على رقعة الأوراسيا

فن22-12-2020 | 15:50

تنشر بوابة «الهلال اليوم» الجزء الأخير من الفصل الخامس لكتاب «أحجار على رقعة الأوراسيا»، للكاتب عمرو عمار، والصادر عن دار «سما» للنشر والتوزيع:



ثورة القمصان الحمراء


العديد من أعضاء وقيادات منظمة يونيو (تايلاند لحقوق الإنسان) ومنهم الحقوقي التاليلاندي (آنون نامبا) الممول شخصيًّا من قبل جورج سوروس، هم أعضاء في جبهة (ثاكسين شيناواترا) أي (الجبهة المتحدة للديمقراطية ضد الديكتاتورية) المعروفة باسم (القمصان الحمراء) وهي جبهة تشكلت كحركةٍ سياسية، في أعقاب الانقلاب العسكري الناجح ضد شيناواترا عام 2006، والمتهم في قضية فساد، وقد تم مصادرة (1.4 مليار دولار) من أرصدته، بعد إقرار المحكمة العليا، أن شيناواترا قد حصل عليها من خلال استغلال نفوذه.


شيناواترا، مثل جورج بوش، كان مستشارًا سابقًا لـ (مجموعة كارلايل) إحدى شركات الكوربوقراطية، وصديقًا شخصيًّا لعائلة بوش، ومنذ انقلاب 2006، الذي أطاح به من السلطة، تسعى الولايات المتحدة جاهدة، لإعادة رجل الكوربوقراطية التايلاندي إلى حكم البلاد، وتحويل المملكة الدستورية لتايلاند إلى جمهورية تابعة، يمكن لها عبر حكم شيناواترا، من تقويض طموحات الصين على طريق الحرير، في منطقة جنوب شرق آسيا.


أما جبهة القمصان الحمراء، تحت قيادة شيناواترا الذي يتحكم الآن في العديد من الأحزاب السياسية المعارضة، تعد فصيلًا متشددًا، ذات تاريخٍ طويل من المشاركة في عمليات التمرد المسلح والإرهاب والقتل الجماعي والاحتجاجات الدموية في الشوارع، وإشعال الحرائق في جميع أنحاء البلاد.


مايو 2018، نجح الغرب في إشعال ثورة ملونة جديدة، تتوج مجهودات موجات متتالية منذ مايو 2014، لما أسماه نادي المراسلين الأجانب في تايلاند، احتجاجات مناهضة للحكم العسكري الديكتاتوري.


المحاولة الفاشلة نفذتها جبهة (القمصان الحمراء) مستترة تحت مظلة المعارضة السياسية، وكالعادة توصف هذه الجبهة، من وجهة نظر نادي المراسلين الأجانب، كفصيلٍ من المحاربين من أجل الديمقراطية، ويوصف دائمًا شيناواترا، بالرئيس الديمقراطي، الذي أُطيح به من السلطة بطريقةٍ غير ديمقراطية.


ولا يزال الجنرال العسكري السابق (برايوت تشان أوتشا) رئيسًا لوزراء مملكة تايلاند الدستورية، منذ الانقلاب العسكري عام 2014، وتظل محاولات الولايات المتحدة من أجل قطع أواصر طريق الحرير في الجنوب الغربي له، وتطويق الصين بأنظمة حكم موالية للبيت الأبيض، تسير على قدمٍ وساق، داخل أروقة صناعة القرار الاستراتيجي الأمريكي، لإحداث التوازن الاستراتيجي لآسيا والمحيط الهندي.