قد تلعب صناعة الشحن بسكك الحديد في بريطانيا دورا حاسما للحفاظ على تدفق السلع قبل موعد خروج بريطانيا من السوق الأوروبية الموحدة.
وعلى الرغم من أنها أصغر بكثير من قطاع النقل البري، إلا أن الشاحنات العالقة المتوجهة إلى ميناء دوفر على الساحل الجنوبي لإنجلترا والعائدة منه، تشكل طوابيرا طويلة بينما تحاول الشركات تخزين البضائع قبل انتهاء المرحلة الإنتقالية لخروج بريطانيا من الإتحاد الأوروبي في 31 ينايرالمقبل.
ونشر موقع العين الإخباري - أن الوضع قد تفاقم بسبب إغلاق بعض الدول حدودها أمام بريطانيا لإحتواء سلالة سريعة الإنتشار من فيروس كورونا المستجد.
ووسط فوضى تعم ميناء دوفر البريطاني، أعدت بريطانيا خطة طوارئ لإجراء اختبار سريع للكشف عن فيروس كورونا لدى سائقي الشاحنات عبر الحدود وذلك خلال مناقشات مع السلطات الفرنسية، للسماح بإستئناف حركة الشحن المتوقفة بسبب انتشار سلالة جديدة من فيروس كورونا.
وهناك حوالى 650 شاحنة متوقفة حاليا على الطريق السريع المؤدي من إلى ميناء دوفر من لندن، وهو الميناء الرئيسي العابر لقناة المانش المغلقة أمام العبور منذ مساء الأحد.
كما أن هناك أكثر من 800 شاحنة بضائع ثقيلة متوقفة في مطار سابق على مقربة من المكان.
وتستعد مجموعة "فريتلاينر" الرائدة لنقل الحاويات الكبيرة من موانئ المملكة المتحدة بالقطار إلى محطات المستودعات في أنحاء البلاد، لإحتمال اللجوء إلى خدماتها لنقل المزيد من المنتجات عبر بريطانيا إذا قررت الشركات العالقة في طوابير دوفر نقل بضائعها إلى موانئ أخرى.
وأطلع بيتر جراهام رئيس استراتيجية السكك الحديد في شركة "فريتلاينر" مصدر إعلامي غربي أن "ما قد نبدأ في رؤيته هو تأثير نقل البضائع إلى موانئ بحرية أخرى في أنحاء بريطانيا".
وتنقل قطاراتها الأطول (775 مترا) والتي يمكنها نقل حوالى 60 حاوية، حاليا البضائع شمالا من ميناء ساوثهامبتون الإنجليزي.
وبينما قلصت التدابير التقييدية بشكل كبير حركة القطارات للركاب في بريطانيا، تعمل خدمة الشحن في حدود مستويات ما قبل الوباء مع نقل سلع حيوية مثل المعدات الوقائية التي تحتاج إليها المستشفيات.
وقالت ماجي سيمبسون المديرة العامة لمجموعة "ريل فريت" التجارية إن قطارات الشحن تأثرت "أقل من قطاع قطارات الركاب".. مضيفة أن قطاع الصناعات البيتروكيميائية ما زال "متقلبا بعض الشيء".
وأوضحت لوكالة أنباء غربية: "لم يعد الطلب على النفط العالمي كما كان في السابق.. عاد قليلا إلى ما كان عليه، لكننا لا ننقل الكثير من وقود الطائرات على سبيل المثال".
وأشارت ماجي إلى أنه مع أول إغلاق في المملكة المتحدة في أواخر مارس، انخفضت نسبة عمليات الشحن بالقطارات في بريطانيا "إلى حد كبير بين عشية وضحاها إلى نحو 50 في المئة".
وقال بيتر جراهام: "لكن كان هناك تعافٍ يمكنه الصمود."
وبغض النظر عن الوضع في دوفر، ستسمح العمليات في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، للقطارات التي تأتي من فرنسا عبر نفق القناة بإنجاز التدابير الجمركية في محطة داخلية في المملكة المتحدة.
وقد يكون هذا مفيدا أيضا لقطاع الشحن بالسكك الحديد وسط مخاوف من استمرار التأخير الطويل للشاحنات في الموانئ بمجرد مغادرة بريطانيا السوق الموحدة للإتحاد الأوروبي والإتحادات الجمركية في الأول من ينايرالمقبل.
وقالت ماجي سيمبسون: "بدأ الناس يفكرون بشكل مختلف قليلا بشأن سلسلة التوريد الخاصة بهم يمكنك أن ترى بعض الشركات بدأت الإنتقال بعيدا" عن دوفر.
ولفتت إلى أنه منذ استفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 2016، كانت هناك زيادة في نسبة البضائع التي يتم نقلها عن طريق الشحن من الموانئ الواقعة شمالا على طول الساحل الشرقي لإنجلترا.
وأوضحت: "على سبيل المثال، الأشخاص الذين ربما قدموا من بلجيكا أو ألمانيا أو بولندا في شاحنات عبر دوفر، قد لا يستخدمون هذا الطريق" مرة أخرى.
ويكتسب نقل البضائع بالقطار رواجا أيضا بسبب الفوائد البيئية.
وتعكس صناعة السكك الحديد إن قطار الشحن يمكنه أن يحمل كمية البضائع نفسها التي تحملها 76 شاحنة بضائع ثقيلة.
ويتناقض ارتفاع عمليات الشحن بشكل كبير مع قطارات الركاب في بريطانيا التي أصبحت أقل ازدحاما إذ إن ملايين الموظفين يعملون حاليا من منازلهم.
وقد أجريت حوالى 35 مليون رحلة بالقطارات في المملكة المتحدة في الربع الثاني من العام 2020، وهو انخفاض من أكثر من 400 مليون رحلة في العام السابق إلى المستويات التي سجلت في منتصف القرن التاسع عشر، وفقا لإدارة السكك الحديد والطرق.