الأربعاء 5 يونيو 2024

كل يوم كتاب.. "آلام فرتر".. رواية جوتة التي تسببت في انتحار الكثيرين

فن23-12-2020 | 15:27

-"آلام فرتر" هي الرواية الأولى للكاتب الألماني يوهان جوتة، وهي رواية رسائلية نشرت الطبعة الأولى منها عام 1774 وبعدها نشرت طبعة منقحة عام 1787، وقد أثرت في الحركة الرومانسية في الأدب وحققت صدى واسع.

-يوهان جوتة، شاعر، مدير مسرح، عالم نبات، سياسي، رسام، فيسلوف، ناقد موسيقي، أديب، روائي، كاتب مسرحي، فيزيائي ودبلوماسي، ولد في 28 أغسطس عام 1749 وتوفي في 22 مارس عام 1832.

-يعد جوتة أحد أشهر أدباء ألمانيا المؤثرين، والذي ترك إرثا أدبيا وثقافيا ضخما للأدب الألماني والعالمي، وقد أثر في الأدب بشكل عام وتنوع إنتاجه بين الشعر والنقد والرواية وعلوم والفلسفة.

-نظرا للمكانة الأدبية التي كان عليها جوتة فقد تم إطلاق اسمه على أشهر معهد لنشر الثقافة الألمانية في شتى أنحاء العالم وهو "معهد جوتة"، والذي يعد المركز الثقافي الوحيد لجمهورية ألمانيا الاتحادية ويمتد نشاطه على مستوى العالم.

-"فرتر" بطل الرواية، وهو شاب يائس بسبب حبه المستحيل في مقتبل عمره، برغم ما يتمتع به من صفات نبيلة ومكانة جيدة، وشارلوت الفتاة الذكية والمربية الرائعة لأخواتها وصاحبة الطلة البهية التي خطفت قلب فرتر.

-يقع فرتر في غرام شارلوت من المرة الأولى التي يراها فيها ويتعرف إليها ثم يفاجأ فيما بعد أنها مخطوبة لموظف حكومي اسمه ألبير، وهو رجل نبيل وكريم الصفات والمكانة، تبدأ شارلوت في الإحساس بمشاعر فرتر تجاهها فتحس ببوادر مشاعر تجاهه هي أيضا، لكن مسؤوليتها تجاه خطيبها تحتم عليها أن تقتل هذه المشاعر للأبد.

-من حظ فرتر السيء أنه قد أغرم بشارلوت ووصل في حبها إلى نقطة اللارجوع فلا يستطيع أن يرحل، ولا أن يتزوجها، فقرر أن يحبها بداخله فقط، وأن يبارك زواجها من خطيبها ويكون صديق لعائلتهم.

-بعد زواج شارلوت من ألبير، تضرم النيران بقلب فرتر من اتجاهين غيرته وحبه لشارلوت وعدم قدرته على كرهه زوجها ألبير من ناحية أخرى لإنه كان رجل كامل الصفات والأخلاق.

-يتعذب فرتر وسط تفكيره و آلامه حتى يتوصل إلى قرار بإنهاء حياته، حتى يتخلص من كل هذا التشتت ولوعة القلب

"وأرید یا شارلوت أن أدفن في الثوب الذي أرتدیه الآن ، فقد طلبت تلك الحظوة ايضا من ابيك، فقد اكتسب هذا الثوب قداسة من لمسك إياه، آن روحي تحلق فوق لحدي، ولا أريد أن يفتش أحد جيوبي تلك الانشوطة من الشريط الوردي الذي كنت ترتدینه فوق صدر اول مرة رايتك فيها ، والأطفال من حولك وابلغيهم مصير صديقهم المنکود ! يخيل الي أن أراهم يلعبون من حولي، يا ل لأطفال الاعزاء ! لكم تعلقت بك بكل حرارة یا شارلوت منذ  الساعة الأولى التي رأيتك فيها . وکم استحال علي أن آفارقك ! تلك الانشوطة يجب أن تدفن معي، يبدو كل شيء مختلطا ! وما كان بخطر ب بالي أني سأسلك هذا الطريق ! ولكن ليحل عليك السلام یا شارلوت ! "

-كان هذا جزء من خطاب الوداع الذي كتبه فرتر ل شارلوت وبعدها دقت الساعة الثانية عشرة وقال وداع شارلوت وأطلق الرصاص على نفسه بسلاح كان قد استعارة من ألبير زوجها!.

-ذاع صيت رواية فرتر بين الشباب تحديدا وللأسف قلده الكثيرين من الشباب الذين فشلوا في حبهم، فكانت موجة انتحارات كثيرة العدد بعد صدور الرواية، وقد أطلق عالم الاجتماع دافيد فيليبس عام 1974 مصطلح تأثير فرتر على ظاهرة الانتحار بالتقليد بعد مرور قرنين على إصدار الرواية.