أكدت المهندسة جاكلين عزيز، خبيرة الترميم المعمارى، العصر الإسلامي له فن غني بالعناصر الجمالية من قبب إلى مآذن وأن كل عنصر له شكله الخاص والحرفية في التنفيذ لم تكن هباء، تجعلك تشعر بأنهم قاموا بدراسة الهندسة.

 

وأضافت جاكلين عزيز (القبطية)، في تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن فن العمارة الإسلامية له احترامه، ولا بد أن نعطيه مكانته الخاصة لأن دراسته ليست سهله على الإطلاق.

وأكدت جاكلين عزيز أنها لم تواجه أي رفض من والدها عند علمه بمقابلتها لوزير الأوقاف، وتكليفها بالعمل مع الوزارة على ترميم  11 مسجداً أثرياً، مضيفة: "دائمًا ما كان يكره والدي أن يُنادى بكلمة خواجة أو مقدس وبقول أنا في الأول والآخر مصري"، كما أنه عندما كان يقول له أحدهم صلى على النبي كان يرد : "اللهم صل عليك يا نبي".

وأوضحت الخبيرة المعمارية أنها لا تحب التفريق بين مسلم أو مسيحي مؤكدة أنها عادةً ما كانت تشارك أصدقائها المسلمين في الاحتفاء بالأجواء الرمضانية والأعياد قائلة: "أنا شبراوية حتي النخاع.. وأتحداك تعرفي تفرقي بين مسلم ومسيحي في شبرا".

 

أفضل مشروع ترميم بالعالم

 

 وحول أبرز الأماكن التي ساهمت بالعمل بها ، أشارت إلى أنها (جامع الفتح- عابدين- جامع الرفاعي- جامع الشافعي- جامع الغوري- جامع المسبح- جامع السيدة عائشة)، كما أن لديها العديد من المشاريع المهمة في مصر، ولم تقتصر على ترميم المساجد فقط، بل أيضًا أشرفت على ترميم كنيسة ماري جرجس اليونانية المعلقة في مجمع الأديان بمصر القديمة، والتي جعلتها تحصل على جائزة أفضل مشروع ترميم على مستوى العالم من الولايات المتحدة الأمريكية.

وأشارت جاكلين عزيز إلى أن الدين لا يقف حاجزًا أمام الفن، كما أن التعصب موجود في الكثير من البيئات عند المسلم والمسيحي واليهودي، ولكنه يختلف باختلاف نشأتك وتربيتك، منوهه بأنه لا يجب تعميم التعصب، فمن الممكن أن تجد التعصب في العمل- فعلى سبيل المثال- تري مهندس زميل ينزعج مني لأنني أصبحت مديرته، لأنه غير متقبل لتولي شخص مسيحي منصب أعلى، مشيرة إلى أنها عندما تذهب إلى مسجد ترتدى إيشارباً، احتراما لمعتقدات المسلم، كما أنها جاءت لمساعدة المكان وليس لإزعاج أحد، مضيفة أن التعصب لا ينسب للدين على الإطلاق بل ينسب إلى الإنسان وتفكيره.

وأشادت جاكلين بالدور الذي يقوم به وزير الأوقاف ومدي تقبله للآخر، معربةً عن امتنانها له على ثقته بها، وإجراء بروتوكول عمل بينهم، وكل هذا يرجع إلى المصداقية في العمل لأن العمل في النهاية ما هو إلا إيمان وعقيدة.

 

وذكرت أن بعض الأشخاص رفضوا تواجدها في وزارة الأوقاف بسبب شكلها ولكنها فوجئت بالمعاملة الطيبة من الدكتور محمد مختار جمعة.

تطوير عقلية الشباب

 

لم تقف جهودها فقط عند الترميم بل اتجهت إلى تطوير عقلية الشباب صغير السن، وبدأت في القضاء على الروتين الرسمي الممل في العمل لدرجة أنها كادت تُفصل من عملها لعدم اهتمامها بالبروتوكول والتدرج الوظيفي، قائلة: "معنديش هيبة إني رايحة أقابل وزير، أنا مش جاية أخد منصب أنا جايه أخلص شغل"، كلمات تحمل الشغف والتعلق بعملها.

واختتمت حديثها أن الآثار شيء جميل له قيمة، فما بالك إذا كانت هذه الآثار دينية، كما أنها تعتز بالعمل على العديد من المشروعات المختلفة مثل دار الأوبرا، ومشروع نقل مسلة التحرير، والاتحادية، وقصر عابدين، موضحة أن العمل على الآثار الفرعونية ليس أمرًا سهلًا.

 يذكر أن جاكلين عزيز تخرجت من كلية الآثار جامعة القاهرة، وتخصصات في قسم الترميم المعماري، وتهتم كثيرًا بالمباني ذات القيمة الأثرية العريقة، ولكن بالرغم من أن دراستها لم تعطها المعلومات الكافية لتساعدها في مجال العمل إلا أن احتكاكها فيما بعدها بالأقصر والمكان أصبح يمثل قصة تحمل طلاسمها الخاصة بالنسبة لها.