تحل غدًا 25 ديسمبر الذكرى 102 لميلاد الرئيس الراحل أنور السادات، بطل الحرب والسلام، القائد الذي نجح في قيادة مصر في مرحلة حرجة من تاريخها واسترداد أرض سيناء المحتلة كاملة بعد تحقيق النصر المجيد في حرب السادس من أكتوبر 1973، والبطل الذي طالته أيدي الغدر في ذكرى الانتصار.
ورغم مرور السنوات إلا أن مكانة وذكرى الرئيس الراحل السادات لا تزال محفورة في قلوب وذاكرة المصريين، فكلماته وخطاباته للشعب المصري تظل عالقة في أذهان المصريين حتى الآن رغم توالي العقود، فهو صاحب قرار العبور وقائد عملية السلام والتفاوض حتى استرداد آخر شبر من أرض سيناء.
رحلة كفاح
ولد السادات في قرية ميت أبو الكوم بالمنوفية في 25 ديسمبر عام 1918 وتخرج في الكلية الحربية عام 1938، ليبدأ بعدها مسيرة ورحلة كفاح شملت محطات مختلفة حتى الوصول إلى رئاسة مصر، ليصبح بذلك الرئيس الثالث لجمهورية مصر العربية لنحو 11 عاما بدأت من 28 سبتمبر 1970 بالإنابة، ثم تولي المنصب رسميا منذ 17 أكتوبر 1970 إلى 6 أكتوبر 1981، وهو اليوم الذي تعرض فيه للاغتيال.
بدأ حياته السياسية بعد تخرجه في الكلية الحربية، حيث كانت مصر حينها تحت الاحتلال البريطاني، فتمنى أن يبني تنظيمات ثورية بالجيش تقوم بطرد الاحتلال البريطاني من مصر، ليبدأ عقد اجتماعات مع الضباط في حجرته الخاصة بوحدته العسكرية بمنقباد وذلك عام 1938، وكان تركيزه في أحاديثه على البعثة العسكرية البريطانية وما لها من سلطات مطلقة، وأيضًا على كبار ضباط الجيش من المصريين وانسياقهم الأعمى إلى ما يأمر به الإنجليز.
مسيرته السياسية
وفي هذه الحجرة جرى أول لقاء بين السادات وكل من جمال عبد الناصر، وخالد محي الدين، وبعد ذلك تعرض السادات للطرد من الجيش والاعتقال عدة مرات من قبل قوات الإنجليز.
وفي السجن، حاول السادات أن يبحث عن معاني حياته بصورة أعمق وبعد أن مضى عامين (1942 : 1944) في السجن قام بالهرب منه حتى سبتمبر 1945 حين ألغيت الأحكام العرفية، وبالتالي انتهى اعتقاله وفقًا للقانون، لكن اغتيال أمين عثمان عاد السادات مرة أخرى وأخيرة إلى السجن، لكن بعد عدم ثبوت الأدلة الجنائية سقطت التهمة عنه فأفرج عنه.
وفي عام 1951، تكونت الهيئة التأسيسية للتنظيم السري في الجيش والذي عرف فيما بعد بتنظيم الضباط الأحرار فانضم إليها، وكان السادات من أبرز قادة ثورة 1952 حيث كان هو من أذاع بيان الثورة بصوته في 23 يوليو.
وبعد الثورة عين وزير دولة، وبعدها انتخب عضوًا بمجلس الأمة عن تلا ولمدة ثلاث دورات ابتداءً من عام 1957، ثم انتخب في عام 1960 رئيسًا لمجلس الأمة وذلك للفترة من 21 يوليو 1960 حتى 27 سبتمبر 1961، كما أنتخب رئيسًا لمجلس الأمة للفترة الثانية من 29 مارس 1964 إلى 12 نوفمبر 1968.
بطل الحرب والسلام
وفي عام 1969 اختاره جمال عبد الناصر نائبًا له، وظل بالمنصب حتى يوم 28 سبتمبر 1970، حيث توفي عبد الناصر، وبعدها تولى المنصب رسميا.
في 15 مايو 1971 قرارًا حاسمًا بالقضاء على مراكز القوى في مصر وهو ما عرف بثورة التصحيح، وفي نفس العام أصدر دستورًا جديدًا لمصر، ليأخذ بعدها القرار المصيري بتحرير أرض سيناء عبر حرب عسكرية، في عام 1973 ليقود البلاد لتحقيق نصر عسكري مجيد، ويتولى بعدها مسيرة من المفاوضات السياسية والدبلوماسية انتهت بتحرير أرض سيناء يعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد عام 1979.
الانفتاح الاقتصادي والتعددية الحزبية
لم يكن النصر العسكري المجيد في حرب أكتوبر هو الإنجاز الوحيد للرئيس الراحل السادات، فبعد انتهاء الحرب وتحديدا في عام 1974 على رسم معالم جديدة لنهضة مصر بعد الحرب وذلك بانفتاحها على العالم فكان قرار الانفتاح الاقتصادي، كما قرر إعادة الحياة الديمقراطية التي بشرت بها ثورة 23 يوليو ولم تتمكن من تطبيقها.
وبعدها ظهر أول حزب سياسي بعد ثورة 23 يوليو، وهو الحزب الوطني الديمقراطي، وهو الحزب الذي أسسه وترأسه السادات وكان اسمه بالبداية حزب مصر، ثم توالى من بعده ظهور أحزاب أخرى حزب الوفد الجديد وحزب التجمع الوحدوي التقدمي وغيرها من الأحزاب.
وقد حصل على جائزة نوبل للسلام مناصفة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي مناحيم بيجن وذلك على جهودهما الحثيثة في تحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.
أيادى الغدر
في السادس من أكتوبر من عام 1981 تم اغتيال الرئيس الراحل السادات في عرض عسكري كان يقام بمناسبة ذكرى حرب أكتوبر، على يد جماعات الخيانة والإرهاب، في حادث المنصة.