بدأت الحكومة المصرية ثورة جديدة فى مجال التأمين الصحى بتطبيق المنظومة فى محافظة بورسعيد كمرحلة أولى لتعلن اليوم عن نجاحها.
وأكد الدكتور محمد معيط وزير المالية، رئيس
الهيئة العامة للتأمين الصحى الشامل، أنه لولا الإرادة السياسية القوية ما انطلقت
منظومة «التأمين الصحى الشامل»، لافتًا إلى أن التاريخ يُسَّجل هذا المشروع القومى
الضخم، بأحرف من نور ضمن إنجازات كثيرة غير مسبوقة تشهد مصر انطلاقها.. فليس أثقل
على الإنسان من عبء المرض: ماليًا ونفسيًا، وبين عشية وضحاها قد يجد أحدنا نفسه
فريسة له؛ فيقع بين نارين: الألم، وحيرة البحث عن تكلفة العلاج
أضاف أن تجربة بورسعيد نجحت.. وليس هناك أبلغ
من لغة الأرقام؛ إذ تزايدت أعداد المسجلين بمنظومة التأمين الصحى الشامل لنحو 700
ألف من بين 950 ألف مواطن يقيمون بالمحافظة الباسلة، حيث شعر المنتفعون بتحسن جودة
الخدمة الطبية وسهولة الحصول عليها خاصة فى ظل تمتعهم بالحرية الكاملة فى الاختيار
بين مقدمي الخدمات الصحية الذين يُمثلون 51 جهة منها 8 مستشفيات، و20 وحدة رعاية
أولية، و10 وحدات مركزية.
أشار إلى تردد أكثر من نصف مليون مواطن على
العيادات الخارجية، و166 ألفًا و600 حالة طوارئ تحت مظلة التأمين الصحى الشامل،
وإجراء أكثر من 600 ألف فحص طبى، وتلقى 177حالة العلاج الإشعاعى، و4 آلاف و786
حالة غسيل كلوى، وإجراء أكثر من 32 ألف عملية جراحية منها 7 حالات زرع نخاع، و3
آلاف عملية عيون، و131 عملية قلب بالمستشفيات المعتمدة المنضمة للمنظومة
خطى ثابتة:
أكد أن منظومة التأمين الصحى الشامل، تمضى
بخطى ثابتة؛ فهناك إقبال متزايد من المواطنين على الاشتراك بهذا النظام، وقد
تجاوزت نسبة التسجيل بجنوب سيناء 80٪، والأقصر بلغت 61٪، والاسماعيلية 68٪، وأسوان
47.4٪، ليصل عدد الذين قامت الهيئة بتسجيلهم بهذه المحافظات حتى الآن أكثر من
ثلاثة ملايين مواطن، موضحًا أن المرحلة المقبلة ستشهد التوسع فى التعاقد مع مقدمي
الخدمات الطبية من القطاعين الخاص والعام إلى جانب هيئة الرعاية الصحية، بل سيكون
ممكنًا التعاقد مع الأطباء داخل عياداتهم الخاصة؛ بما يضمن توفير خدمات طبية جيدة
للمنتفعين، وهناك 37 جهة بمحافظات المرحلة الأولى، والقاهرة في طريقها للاعتماد
بالهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية
حلم راود جميع الحكومات
أكد الدكتور سامى المشد أمين سر اللجنة الصحية بمجلس النواب، أهمية تطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، لافتا إلى أنه كان حلما يراود جميع الحكومات فى مصر وكان يحتاج الى إرادة سياسية قوية.
وأضاف "المسد" فى تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن الرئيس عبد الفتاح السيسى طالما أكد على أهمية الصحة والتعليم، باعتبارهما أهم محاور التنمية، مشيرا إلى أن الفترة المقبلة ستمتد لتشمل محافظات المرحلة الثانية (الأقصر والسويس وجنوب سيناء وأسوان).
وأشار أمين سر لجنة الصحة بالنواب إلى المنظومة ستحقق تغطية صحية شاملة على أعلى مستوى تليق بالمواطن المصرى، لافتا إلى أن التحدى الأكبر، الذى قد يواجه تطبيق المنظومة هى المحافظات ذات الكثافة السكانية، موضحًا أن وزير المالية بصفته رئيس هيئة التأمين الصحى الشامل أكد على أنه على استعداد لتوفير أى تمويلات كافية وسيقدم نفس الخدمة بنفس المستوى.
وأكد "المشد" أن الحكومة اكتسبت العديد من المقومات عند تعاملها مع أزمة فيروس كورونا، لذا نحتاج إلى تظافر كل الجهود، والاستفادة من هذه الخبرة فى تقليص الوقت.
عناية خاصة
أكد الدكتور رشوان شعبان عضو مجلس نقابة الأطباء، على أهمية وحيوية منظومة التأمين الصحى الشامل، التى تلقى عناية خاصة من القيادة السياسية، لافتا إلى أنها من أهم المشروعات التى طبقتها الحكومة خلال الفترة الماضية، وتعتبر جزء من استراتيجيتها لتوفير حياة كريمة للمواطنين.
وأضاف «شعبان»، فى تصريحات خاصة لبوابة "الهلال اليوم"، أنه على الرغم من أهمية المنظومة إلا أن تطبيقها فى بورسعيد فقط ليس كافيا، حتى نستطيع الحكم على مدى نجاحها، فالحكم على التجربة يجب أن يتم بعد انتشارها على نطاق كبير.
وأشار عضو مجلس نقابة الأطباء، إلى أن انتشار فيروس كورونا له طبيعة خاصة مرحلية، وليست دائمة، لذا من المبكر أن نتوقع كيفية تناوله داخل منظومة التأمين الصحى الشامل.
اهتمام الدولة بالمواطن
أكدت الدكتورى ليلى أبو إسماعيل عضو اللجنة الصحية بمجلس النواب، أن منظومة التأمين الصحى من أهم البرامج التى تم تطبيقها خلال السنوات الماضية، لافتة إلى أنه بدء تطبيق المنظومة على محافظة صغيرة مثل محافظة بورسعيد كمرحلة أولى حتى يتم تدارك المشكلات المستقبلية.
وأضافت عضو مجلس النواب ، فى تصريحات لـ"الهلال اليوم"، أن أهم هدف فى سياسة الدولة هو المواطن، لذا فإن وجود برنامج سباق مثل التأمين الصحى الشامل سيشكل فارقا فى حياة المواطن.
وأشارت ليلى أبو إسماعيل إلى أن مصر تأخرت قليلًا فى تطبيق المنظومة التأمين الصحى الشامل، إلا أنها بدأت بخطط واعدة ستكلف الدولة مليارات الجنيهات، موضحة أن المنظومة زادت أهميتها خلال انتشار فيروس كورونا، ففى حالة إصابة المواطن واضطراره دخول مستشفى خاص وليس له تأمين صحى، سيواجه أسعارًا فلكية فوق طاقته، خاصة المواطنين أصحاب الدخول المتوسطة.
ولفتت عضو "النواب" إلى أن المنظومة ستأخد وقتًا طويلًا حتى تشمل كل محافظات الجمهورية، لكن البداية مبشرة، خاصة وأن المنظومة تركز على زيادة عدد الوحدات الأولية "الوحدات الصحية "،وليس المستشفيات، كما تحاول الدولة تغطية أى نقص بزيادة الحملات الصحية مثل حملة 100 مليون صحة.