الأحد 24 نوفمبر 2024

"حارة الدرب الأصفر".. بيوت أثرية يهددها غياب الترميم

  • 1-5-2017 | 00:00

طباعة

كتبت : اماني محمد

تبدو كزقاق صغير يتفرع من شارع عريق يضاهيان في تلاحمهما التاريخ وعبقه، هي حارة الدرب الأحمر أحد أفرع "المعز لدين الله الفاطمي"، والواصلة بينه وبين شارع الجمالية، على مقربة من بوابتي النصر والفتوح ليرسموا جميعا جزءا من تاريخ مصر الإسلامي في العصور الماضية.

لا تختلف "الدرب الأصفر" عن السمت العام لشارع المعز، فهي تضم البيوت والأسبلة الأثرية والكتاتيب ومنها سبيل قيطاس بك الواقع على رأس الدرب باتجاه الجمالية، وكان عبارة عن منشأة خيرية كان الهدف منها تسبيل المياه للمارة ويعلوه كُتاب اُستخدم لتعليم الأطفال القرآن الكريم والحساب والقراءة.

ويوضح «العم كمال» أحد أبناء الدرب أن مباني تلك الحارة عتيقة منذ مئات السنين لكنها بحالة جيدة بسبب منحة فرنسية قبل عشر سنوات أو أكثر لترميم المكان وإعادة الحارة لمكانتها، وأهمها بيت السحيمي الأثري لتصبح بحال أفضل من كافة الجوانب، ثم افتتحوا الشارع لينضم إلى قائمة المناطق السياحية.

وقال إن "المنحة الفرنسية" –حسب تأكيده- تلك غيرت من وضع الدرب تماما فأعادوا تصليح شبكات الصرف الصحي وغيروا أرضية الشارع إلى الأحجار الموضوعة حاليا وأعادوا ترميم البيوت كلها، أما عن وضع السياحة الآن أوضح "بعد أن كنا نرى أفواجا منهم اليوم لم يعودا موجودين"، ينفي تأثر محله بأزمة السياحة لأن الأرزاق بيد الله هو من يرسل لكل فرد رزقه من أي طريق.

وأكدت «أم محمد» إحدى قاطنات الدرب أن الحارة يسكنها عشرات من الأسر وهي محدودة العدد مقارنة بما حولها من مناطق، وأن الوضع داخلها جيد فلا توجد به مشاكل في خدمات البنية التحتية سواء في المياه أو الصرف الصحي أو الكهرباء وكذلك الأمن مستقر بعد انتشار شرطة السياحة والخيالة المتواجدين أغلب الوقت يتفقدون الوضع بالمنطقة.

ويقول محمد خليل مدير إدارة الوعي الأثري بالجمالية إن بيوت الدرب الأصفر الأثرية عانت خلال الفترة الماضية من عدم الاهتمام بالنظافة وانتشار القمامة داخلها كبيت السحيمي، لكنه بدأ يعود لرونقه بعد أن تعاقدت وزارة الآثار مع شركة للنظافة وازداد الاهتمام بنظافته وبقية آثار الحارة والمتمثلة في ثلاثة بيوت أثرية وسبيل قيطاس بك.

وأضاف أن تلك البيوت مثلها مثل كل الآثار الإسلامية تحتاج إلى صيانة دورية وترميم، موضحا "بيت السحيمي منذ افتتاحه في أبريل عام 2000 لم يدخل به مشروع ترميم متكامل ، وهو ما أثر عليه سلبا فأضحت الأرضيات تعاني بعضها من الهبوط لكن وزارة الآثار وضعت خطة للاهتمام وترميم منطقة الجمالية وشارع المعز وقد يدخل بها حارة الدرب الأصفر.

وأشار إلى أن الأنشطة الثقافية التي يقدم مركز إبداع بيت السحيمي ومختلف أنشطة شارع المعز كمهرجان الطبول وغيره مجانية ولا تدر دخلا للوزارة المسئولة عنها وهي وزارة الثقافة، مؤكدا أن وزارة الآثار تعاني في الفترة الأخيرة من أزمة تمويل بعد أن توقفت السياحة التي كانت مصدرا هاما للوزارة ذاتية التمويل وهو ما أثر بالتأكيد على مشروعات الترميم التي تحتاج للمال في حين أن الوزارة لا تحصل على ميزانية من الحكومة.

ويعد بيت السحيمي أحد أبرز البيوت الأثرية في القاهرة، والذي يعود إلى الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي الذي شيده ي فالعام 1648، وأضاف الحاج إسماعيل شلبي في العام 1699 قاعة رئيسية للبيت بالطابق الأرضي، وكان آخر من سكنه هو أسرة الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك في الأزهر، والذي توفيّ العام 1928، ثم اشترته الحكومة المصرية بعدها.

على امتداد نحو نصف فدان يقع البيت، والذي لا يزال يحتفظ برونقه وطرازه العثماني حيث التقسيم إلى السلاملك هو الطابق الأرضي المخصص للرجال والطابق الثاني الحرملك للنساء، وأضحى اليوم معرضا مفتوحا ومتحفا للعمارة الإسلامية يقصده الزوار من جميع الفئات لما يقدمه البيت من أنشطة ثقافية وفنية.

يضم البيت الآن مركز الإبداع الفني التابع لصندوق التنمية الثقافية والذي يستضيف فرق التراث الشعبي بمختلف أنواعها من فنون موسيقية وفن الأراجوز وفن خيال الظل، كما تقام به ورش عمل لتعليم الشباب أصول هذا الفن، فضلا عن المعارض والعروض الفنية التي يقدمها البيت على مدار الأسبوع.

أما منزل مصطفى جعفر والذي يعود لنفس حقبة بيت السحيمي ويشابهه أيضا في التخطيط والبناء يحتل المرتبة الثانية في قائمة بيوت الدرب الأصفر الأثرية، والأول من حيث مكانه فهو يقع على رأس الدرب ويطل بواجهته على شارع المعز لدين الله الفاطمي ويتميز بمشربياته وشبابيكه الخشبية.

    الاكثر قراءة