"ماجدولين" هي رواية للكاتب الفرنسي ألفونس كار، وصدرت لأول مرة عام 1832، ونشرت للمرة الأولى بالعربية عام 1912 عندما أعاد تعريبها الأديب مصطفى لطفي المنفلوطي بأسلوبه الخاص لتجمع الرواية بين أدب ألفونس الغربي وبين أدب المنفلوطي العربي.
ألفونس كار هو كاتب وناقد وروائي فرنسي شهير، ولد في 24 نوڤمبر من عام 1808 و توفي في 29 سبتمبر عام 1890، وتعتبر ماجدولين أول قصص ألفونس "Sous les Tilleuls" وله قصص ومؤلفات أخرى منها "الطريق الأقصر" وقد أسس كار مجلة ساخرة بعنوان الدبابير والتي صدرت بين عامي 1839م-1876م.
تدور أحداث الرواية في ألمانيا بين شاب يدعى استيڤن وفتاة تدعى ماجدولين، وستيڤن من عائلة غنية، لكن طرده والده بسبب معارضته للزواج من الفتاة التي اختارها له، وماجدولين هي فتاة وحيدة لعائلة ثرية ومدللة جداً.
يقابل استيڤن ماجدولين ويقع في غرامها فتحبه هي أيضاً، ويظلا سوياً يتنقلان من حديقة لأخرى إلى أن سكن أستيڤن في نفس بنايتها، وعلم أبيها بحب ستيڤن لها فهدده وطرده.
يتفق ستيڤن مع ماجدولين على التحدي ومجابهة أزمتهم حتى يتزوجا، ولكن سرعان ماتحدث أمور أخرى فيسافر ستيڤن بحثاً عن عمل، ليلمع نجمه في مجال الموسيقي والغناء ويعود بعد فترة لمجادولين والتي يجدها على وشك الزواج من "إدوار" الثري، وهو أحد أقرب أصدقائه له.
يعود استيڤن بخيبة أمل وصدمة كبيرة في حبيبته التي رضخت لمطلب أبيها بالزواج من هذا الشاب الغني، وتمر الأيام ويتبدل الحال وينتقم الدهر؛ فيفقد "إدوار" ثروته وينتحر، تاركًا زوجته فقيرة ومدينة، بينما يرث "استيفن" ثروة كبيرة.
وتشعر «ماجدولين» بالذنب؛ فتذهب لحبيبها السابق معلنة ندمها وتوبتها، غير أن كرامته تسمو فوق حُبِّه؛ فيرفض توبتها، ولكنه يساعدها على تجاوز أزمتها.
لا تستطيع ماجدولين فيما بعد مواصلة الحياة فتنتحر، ووقتها يشعر ستيڤن إن قلبه لا يزال ينبض بحبها فيقع في دوامة من الصمت والإكتئاب حتى الموت مع وصية بأن يرث صديق له نصف ثروته وطفلة ماجدولين نصف ثروته الأخرى وأن يدفن بجوار حبيبته.
والرواية هى باكورة أعمال "ألفونس كار" الأدبية، كتبها متأثر بالمدرسة الرومانسية التي سيطرت على الأدب في تلك الحقبة من تاريخ فرنسا، وقد اعتمد على أسلوب المراسلة في تدوين أحداثها، تاركاً لعنصر الخيال دوراً أساسياً في تحريك أشخاص الرواية بين أحضان الطبيعة الخارجية التي أحبها الكاتب وجعلها الإطار الأساسي لروايته.