الأحد 16 يونيو 2024

عظيمات الدبلوماسية يعزفن سيمفونية على أوتار الوطن

سيدتي25-12-2020 | 20:10

عظيمات مصر لقب أطلقه فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسى ومنحه لنساء مصر وفتياتها لإيمانه بدورهن فى صناعة مستقبل وطننا المشرق،  فقد كانت المرأة ولاتزال القوة الدافعة لكل نجاح وهى الحصان الرابح فى أى معادلة سواء على مستوى الحياة الاجتماعية الشخصية داخل أسرتها أو على المستوى المهنى فى أى موقع تتولاه وتُكلف بمسئولياته،  فتكون درعاً واقياً ومدافعاً عن هذا الكيان مهما كلفها من أعباء أو مشاق، فها هى المرأة المصرية حصن حصين وصمام الأمان للوطن، تناصرها القيادة السياسية وتدفع بقدراتها نحو التمكين العادل والشامل والمستحق للنهوض بمقدراته ومجالاته نحو الارتقاء، فليس هناك ثمة تطور وتنمية بدون المرأة العماد الحقيقى للحياة بأسرها. 

وتتمتع المرأة المصرية بخصال إنسانية تتجلى فيها الإرادة والقوة والصدق والولاء والوطنية والتحدى والإخلاص والعطاء والصلابة والإصرار والإنجاز. ومن ضمن المجالات التى أبدعت فيها المرأة المصرية مجال العلاقات الخارجية والدبلوماسية، فسفيراتنا الجليلات فى كل مكان يعملن كملكات النحل داخل خلاياهن لإنتاج عسل يشفى الأبدان السقيمة، فأيضاً ملكات الدبلوماسية المصرية ينتجن عسلاً يشفى العلاقات العليلة ويداوى الجروح العتيدة ويخلقن جسوراً من المحبة والوئام بين الخليقة لرفع اسم بلدنا فى كل ربوع البسيطة. فنقف لهن بكل تقدير وانحناء لأدوارهن البارزة والمشرفة فى مواقع مختلفة تمس أمن وأمان وهيبة الوطن، فكل واحدة فى موقعها تعزف بوطنيتها على أوتار مصر الغالية فى أى دولة تتقلد فيها مسئولية لتصدح نغماتها عالياً فيصفق الجميع لهذا العزف البديع تقديراً لجهود كل عظيمة من عظيمات مصر فى السلك الدبلوماسى، كما تتفاعل الأدوار كل فى موقعه وبانفرادية الشخصية وما تملكه من حنكة ومهارة، فما كان من الدولة إلا أن تلقى عليها أعباء جسيمة لتنتظر منها مزيد من العطاء والتفرد لعزف مقطوعة حوارية نقاشية جدلية تبدع فى أدائها مع كل من يحيط بها فى موقع مسئوليتها لتتحول لمايسترو حاذق متميز وقائد بارع، ومن هؤلاء العظيمات تتشكل سيمفونية رائعة يسجل التاريخ نغماتها على جدران الوطن فى الداخل والخارج، فكما كانت جدران المعابد دليلاً وشاهداً على عظمة تاريخ أجدادنا الفراعنة وما تحلت به حضارتنا من تقدير عظيم مشهود للمرأة المصرية، فإن تاريخنا الحديث سجل هذه الأسماء بأحرف من نور على جدران سفارات الخارجية المصرية.

وبالطبع لا يمكننا حصر جميع العازفات الماهرات فى سيمفونية الدبلوماسية المصرية، لكننا سنتطرق لعلامات جلية مضيئة لبعض نماذج من عظيمات مصر المخلصات، من عملن بجد واجتهاد وتركن بصمات لا تنسى ولازلن يقدمن من طاقتهن لرفعة راية المحروسة. وأذكر بعض الأمثلة اللاتى لهن فى قلبى مكانة وفى قلب مصر كرامة.


ماسة فى عُقر الدبلوماسية


قامة وقيمة وطنية فخر لكل امرأة مصرية وعربية، تتفرد بمنصبها الحالى ليس على مستوى بلدنا فقط، وإنما قلما تتقلده امرأة على المستوى الدولى، هى ابنة مدينة الصمود بورسعيد التى لا تقبل الهزيمة السيدة السفيرة فايزة أبو النجا التى كلفها سيادة الرئيس بواحد من أهم الملفات شديدة الحساسية فى الوقت الراهن كأول سيدة تشغل منصب مستشارة لرئيس الجمهورية للأمن القومى، وهو ما يدلل على شخصيتها النادرة وما تمتلكه من مصرية خالصة، فهى هادئة رقيقة لكنها تتحدى الصعاب وتواجه أعتى المشكلات فى ظل خوض مصر لحرب وجود، فملف الأمن القومى من أخطر الملفات الشائكة فى ظل كافة التحديات الداخلية والخارجية ومواجهة شراسة الإرهاب الغاشم وأصحاب الأفكار الظلامية، لكنها من اعتادت على النضال والتحدى تناضل من أجل الدفاع عن أمن مصر القومى، كما دافعت من قبل فى كثير من المواقع الدبلوماسية حيث شغلت كأول امرأة مصرية منصب مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة فى جينيف وكافة المنظمات الدولية فى سويسرا، وأيضاً مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية، وكان لتواجدها فى هذه المنظمات دور بالغ التأثير فى العديد من المشاركات الدولية لصالح الدولة المصرية مثل المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية، ومؤتمر مراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، ومؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية وغيرها. كما تقلدت منصب نائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الإفريقية الثنائية، وكان لها دور بارز فى تحسين العلاقات المصرية مع نظرائها الأفارقة، ووقع الاختيار على اسمها ضمن القيادات النسائية الأحد عشر الأكثر قوة فى إفريقيا. ولا يمكن أن نغفل دورها الدبلوماسى الرائع مع فريق الدفاع المصرى فى لجنة تحكيم طابا فى جينيف، مما كان له أطيب الأثر فى استعادة الدولة لأرض سيناء كاملة بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة. 

وعلى المستوى المحلى حظيت فايزة أبو النجا على حقائب وزارية عديدة؛ منها وزيرة الدولة للشئون الخارجية، ووزيرة التعاون الدولى، ثم وزيرة التخطيط والتعاون الدولى. لذا فهى تحمل فى جعبتها الكثير من أسرار الوطن نتيجة لتعدد مواقعها الكثيرة ذات المسئولية السياسية. 

وعلى المستوى الشخصى صديقة صدوقة، مخلصة لكل من يتعامل معها، تتمتع بأناقة فهى ملكة للذوق الرفيع، بشياكتها ورقتها، وكاريزمتها المتفردة، فهى حقاً شخصية حازمة جسورة، امرأة تؤمن بدورها الوطنى متسلحة بخبرتها وحنكتها وإيمانها بالحفاظ على مقدرات مصرنا الغالية. 


كنز الشمس المشرقة 


حينما أتحدث عنها أشعر بفخر فهى مثال للصلابة والإصرار، وقفت أمام الجماعات الإرهابية الغاشمة، برعت فى احتواء كيان المجلس القومى للمرأة والحفاظ عليه من كيد وتشويه بل وهدم هذه الجماعة المحظورة بعد أن ترأسته فى أعقاب أحداث يناير 2011، فكانت خير مدافع، لا تخشى فى الحق لومة لائم، استطاعت أن تتحدى الأفكار الرجعية وكشفت ألاعيب إخوانية حمقاء وعززت دور المرأة المصرية فى مواد الدستور إبان جلسات لجنة الخمسين لوضع دستور 2014، مما أدى لتضمين مواد الدستور لما يزيد عن ثلاثين مادة أنصفت المرأة المصرية، إنها السفيرة العظيمة ميرفت التلاوى ابنة المنيا عروس صعيد مصر.

وعلى مدار عقود تألقت التلاوى خلال مسيرتها المهنية فى المناصب المختلفة التى شغلتها محلياً ودولياً،  حيث عملت فى وزارة الشئون الخارجية، وتولت منصب سفيرة مصر بدولتى اليابان والنمسا، ووكيلة وزير الخارجية للشئون السياسية والاقتصادية، ورئيسة وفد مصر فى المفاوضات متعددة الأطراف حول التعاون الاقتصادى الإقليمى، وترأست وفد مصر الاقتصادى فى المفاوضات التى نتجت عن اجتماعات مؤتمر مدريد للسلام بين مصر وإسرائيل، ولا يمكن أن نغفل منصبها الدولى البارز كأول مصرية تشغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للأسكوا، كما شغلت منصب وزيرة الشئون الاجتماعية وأول سيدة من السلك الدبلوماسى تنال لقب ودرجة سفير ممتاز، هذا وقد حصلت على وسام الشمس المشرقة من دولة اليابان باعتباره أعلى وسام يمنحه الإمبراطور، حيث تبعث بآشعتها المعرفية والخبراتية لكل من حولها. وبالإضافة لهذه الإنجازات فقد كُرمت ميرفت التلاوى من السيد الرئيس السيسى كأحد النماذج النسائية المشرفة. 

من يقابلها ويتعامل معها يلفت انتباهه الكاريزما القوية، والجدية التى تنبع عن شخصية رصينة، أفنت عمرها فى خدمة وطن يستحق، ورغم الصرامة والحزم إلا أنها ودودة حنونة تملك تاريخ من الخبرة أتمنى أن توثق، فهى تمتلك كنزاً من الشهادات الحية التى لا نكل ولا نمل من الاستماع لها، بل والاستفادة منها لتتحول لمرجعية تذخر بها مكتبتنا العربية عن نموذج حقاً نتفاخر به جميعاً. فهنيئاً لمن يتعلم على يديها ويظفر بحكيها المليء بالنوادر والطرائف والمواقف التى تبرهن على امرأة مثابرة شجاعة عظيمة حقاً من عظيمات مصر.


ريادة مستحقة


وننتقل لملكة أخرى من ملكات الدبلوماسية المصرية إنها السيدة السفيرة والوزيرة الدكتورة مشيرة خطاب، شخصية جميلة ووقورة، كما أنها رشيقة وقوية، تتمتع بالعناد الإيجابى من أجل تحقيق الهدف، لديها إصرار على التميز والنجاح، زوجة وأم مصرية ناجحة وعلى المستوى المهنى تقلدت مناصب عديدة أبرزها سفيرة مصر فى تشيكوسلوفاكيا، وأول سفيرة لمصر فى دولة جنوب إفريقيا، وعليه لعبت دوراً بارزاً فى تقوية العلاقات مع دول جنوب القارة السمراء، واختيرت كثالث أعظم ناشطة لحقوق الإنسان فى منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ضمن خمس أخريات، وهى نائبة رئيس لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بجينيف.

بخلاف توليها مناصب محلية كثيرة ومشرفة حيث شغلت منصب وزيرة الدولة للأسرة والسكان، ووزيرة الدولة للشئون الخارجية، وشغلت منصب الأمين العام للمجلس القومى للأمومة والطفولة. وكانت أحد الأعلام المصرية التى تم تداول اسمها على المستوى الدولى بعد أن تم ترشيحها لمنصب الأمين العام لمنظمة اليونسكو التابع للأمم المتحدة، نتيجة لخبرتها الواسعة فى مجالات التعليم وحقوق الإنسان ومكافحة التمييز والإتجار بالبشر.

سيدة دولة راقية إسهاماتها تعددت داخلياً وخارجياً، وشرفت بلدها بحصولها على عدة أوسمة منها الرجاء الصالح من رئيس دولة جنوب إفريقيا، كومنداتورى وفارس الصليب الأعظم من رئيس جمهورية إيطاليا. وعينت مؤخراً عضوة باللجنة الإفريقية لحقوق ورفاهية الطفل بعد قرار الدورة العادية للمجلس التنفيذى للاتحاد الإفريقى، ويأتى هذا المنصب تثميناً لجهودها الحثيثة فى الدفاع عن أطفال مصر والدول العربية ومناهضة ختان الإناث وزواج القاصرات وغيرها من القضايا الملحة وذلك من أجل واقع أكثر عدالة لأطفال القارة الإفريقية. مسيرة عمل وكفاح لفارسة عربية أصيلة تمتطى جوادها لتحقق المزيد من النجاحات.


النبيلة الملهمة 


لها من اسمها نصيب فالنبل يسبح حول كافة سماتها وعلاقاتها وأدائها، تمشى فى كبرياء وشموخ واعتزاز بمصريتها، رقيقة تتمتع بعزم وإصرار لإنجاح مهمتها التى أوكلت إليها، هى السفيرة النبيلة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، تقلدت عدة مناصب رفيعة المستوى حيث عملت بسفارة مصر بالبرازيل والولايات المتحدة ودبى. لعبت أدواراً مهمة فى العلاقات الدبلوماسية بين معشوقتنا مصر وبعض الدول الأخرى مستغلة خبراتها الدبلوماسية ودراساتها الأكاديمية فى توظيف هذه القدرات لكى تعزف ألحاناً بديعة على أوتار الوطن.

لم تبخل بجهدها وعطائها وجابت الدول شرقاً وغرباً مُناصِرَة لأوضاع المصريين بالخارج، فهى وزيرة غير تقليدية تعمل على الأرض مع كتيبة عمل رائعة داخل وزارتها التى حولتها من مجرد قطاع بوزارة القوى العاملة لوزارة فاعلة كخلية نحل يشعر بوجودها كافة المواطنين، فأدوارها المباشرة تساعد على الارتقاء بأوضاع المصريين فى الخارج وزيادة انتمائهم وولائهم للوطن، وفتح آفاق استثمارية، كذلك متابعة الحالات المتضررة فى الخارج، كما فعلت مع شاب مصرى بالكويت، وحلها لتعقيدات أوراق المصريين المقيمين بالسعودية، وما تعرض له أحد المواطنين من إهانة على متن طائرة رومانية وغيرها من الحوادث التى كادت الوزيرة أن تطير لحل تلك الأزمات وسابقت الزمن للوقوف على الحقائق واستعادة كرامة المصريين بالخارج، وتوفير العناية اللازمة لهم وتوطيد العلاقات معهم لقناعتها بامتداد الجسور للجاليات المصرية، وما ينبغى على الدولة من الاستماع لأفكارهم وشكواهم، وإتاحة سبل الراحة والأمان لهم بالتعاون مع السفارات المصرية، كما تسعى الوزيرة إلى زيادة نسب المشاركة السياسية للمصريين فى الخارج عن طريق تشجيعهم للمشاركة الانتخابية، ومن أكثر الملفات التى تُولي لها نبيلة مكرم أهمية قصوى حل مشكلة الهجرة غير الشرعية وبالأخص لإيطاليا، والعمل على حل مشكلة عمالة الأطفال فى الخارج. وتكريماً لجهودها فقد كرمها رئيس اتحاد المصريين بإيطاليا عيسى إسكندر حيث نالت درع الاتحاد على مجهودها لتحسين أوضاع معيشة المصريين حول العالم.

حقيقة جعلت الوزيرة من وزارتها شعلة نشاط وحماس ليل نهار امتدت خارج الحدود الجغرافية للوطن ووصولاً بكافة البلدان ليستشعر المصريون فى الخارج أن لهم دولة تقوم على رعايتهم وحمايتهم والتصدى لأى معوق يتعرضوا له فى أى مكان، وأصبحت هذه الوزارة على يديها واحدة من أهم وأنشط الوزارات الفاعلة، فهى لا تخشى التحركات أياً كانت، ولا تجلس متربعة على كرسى الوزارة لوجاهة اجتماعية، وإنما إيماناً منها بهذه المهمة الإنسانية والسياسية التى تؤديها بزهو وخيلاء.

حقاً نفتخر بأدائك وإنسانيتك ونبلك الراقى ومحبتك الغالية التى تتدفق فيمن حولك، فتتعالى أسهمك ورصيدك يوماً بعد يوم فى قلوب المصريين داخل مصر وخارجها، ويتلمس المجتمع الدولى تحركاتك الإيجابية فتبرهنى على نجاح اختيارك من القيادة السياسية، وتؤكدى على براعتك القيادية كامرأة مصرية عظيمة وملهمة تعلى دائماً من شعار "مصر تستطيع".


سيدة نساء إفريقيا


شخصية محببة إلى قلبى أحد أسود الدبلوماسية المصرية، أدوارها عديدة لا تقل عن معارك الرجال بحنكة ودهاء المرأة الحديدية، تتمتع بخفة ظل ليس لها مثيل، من يقترب منها يشعر بتلقائيتها وثقافتها وطيبة قلبها، ورغم ما تشعرك به كبنت بلد مصرية جدعة، فهى بنت الأرستقراطية المصرية ببروتوكولاتها، شخصية جاذبة لكل من يعرفها ويتعامل معها على المستويين الشخصى والمهنى، أُلقى على عاتقها واحد من الملفات الثقيلة فى التعامل مع دول إفريقيا للمساندة وتحرير تقدم لإنهاء النزاعات والحروب بين دول القارة لإقرار السلم والأمن بين دولها، بالإضافة لتوليها الرئيس الشرفى لمباردة "تجمعنا قارة". إنها السفيرة الواعية الجريئة منى عمر مساعد وزير الخارجية للشئون الإفريقية سابقاً والمبعوث الخاص للدول الإفريقية، والتى انتخبت كعضوة فى اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان بالأمم المتحدة بجينيف، بخلاف توليها منصب الأمين العام للمجلس القومى للمرأة وعضويتها بالمجلس بقرار فخامة رئيس الجمهورية والتى نشرف من خلاله بزمالتها وصداقتها كأم وأخت وصديقة غالية. 

حقيقة السفيرة منى عمر تتمتع بعلم غزير وعمل جاد، وهى إنسانة محبة للحياة وعاشقة لمباهجها، تتمتع بلباقة ولياقة دائمة، تتذوق الفنون المختلفة، تجدها حريصة على التواصل الاجتماعى والإنسانى مع الجميع، راقية جميلة فى المظهر والجوهر، آراها دائماً سيدة نساء إفريقيا والأسد الشرس والمقاتل بسلاح الدبلوماسية برقتها المعهودة، لكن مع المواقف الثابتة والرصينة والحاسمة لدعم مصر وسط قارتنا الإفريقية. 


رمز الصمود والكبرياء 


ومن عازفة لأخرى تعزف على أوتار الوطن فى سيمفونية الدبلوماسية المصرية حيث يتجلى اسمها الرنان فى المحافل الدولية كنموذج وطنى مشرف، ابنة بارة لفنان أصيل نعتز بمصريته وبكل ما أثرى به حياتنا الفنية والثقافية بموهبته الرائعة، اتسم بدماثة الخلق فكانت هى خير خلف لخير سلف، ولا أتحدث عن فناننا العظيم (سيد مكاوى) فقط، لكنها صناعة أم عظيمة فنانة تشكيلية وبرلمانية قديرة وسياسية محنكة (الفنانة زينب خليل) تحملت صعاب وظروف زوجها فى اختباره ومحنته وكانت خير مساند لرحلة حياة طويلة وشاقة، وأفرزت لمجتمعها بعبقرية الزوجة والأم الحانية الصامدة التى تعمل بصبر وجلد إنتاجاً مثمراً، يتمثل فى شخص السيدة السفيرة إيناس سيد مكاوى، بملامحها المصرية الجميلة، المثال الحى للتواضع الإنسانى والعطاء اللامحدود، حب الخير، التعاون والمؤازرة بجانب الأصالة والشهامة والجدعنة، راقية فى تعاملها، ودودة بشوشة عند استقبالها، تلقى التحايا وتنشر البهجة والابتسامة فى هدوء لافت. أحببتها كما أحبها الجميع، فهى قدوة مشرفة للشباب المقبل على الحياة، اختبرها المولى باختبار قاس، لكن لأنها صابرة وصامدة، وامرأة مصرية تتأطر من داخلها ينابيع المصريين بخصالهم الحميدة فكانت شاكرة حامدة رغم شدة الابتلاء، ودللت هذه المحنة على عشق الجميع لهذه الشخصية المحترمة الأصيلة فكانت مظاهرة حب لها ولفقيدها كريم، ولكن لكرم الله فقد منَّ عليها بالصبر والجلد، ومهما تألمت فلم تتقاعس عن أدوارها الوطنية، واستكملت المسيرة بإيمان بقضاء الله ولطف أقداره.

عملت إيناس مكاوى فى بداية مشوارها المهنى فى مجال الإعلام كمذيعة لمدة عامين ثم اتجهت للعمل فى المنظمات الإقليمية والدولية، لتبدأ مسيرة يكللها النجاح حيث شغلت منصب مديرة إدارة المرأة ثم مديرة إدارة الأزمات بالجامعة العربية وحالياً سفيرة الجامعة العربية فى روما ولدى الفاتيكان وغيرها من المنظمات الدولية فى إيطاليا مثل منظمة الفاو وبرنامج الغذاء العالمى باعتبارها منظمات دولية مهمة جداً فى العالم، كما عملت على قضايا حقوق الإنسان وتمكين المرأة والمساواة بين الجنسين وأوضاع الطفل وتعزيز التعاون الثقافى والتنمية المستدامة وذلك مع عدة جهات دولية مرموقة منها الأمم المتحدة والبرلمان الأوروبى والاتحاد الأوروبى، وأسست حركة بهية يا مصر عام 2012 بغرض استعادة دور المرأة المصرية وحضورها. 

كرمت مؤخراً بمنحها جائرة مارتسانى للثقافة من قبل جمعية كمبانيا الأورومتوسطية برعاية وزارة الخارجية الإيطالية ومجلس النواب الايطالى، وذلك تثميناً لجهودها التى بذلتها لتوطيد العلاقات العربية الإيطالية وبصفة خاصة أثناء جائحة كورونا .الخلاصة إنها رمز للتحدى والسلام الداخلى بشخصيتها البسيطة والعميقة، التى تنم عن عراقة وأصالة ولاد الأصول، تسكن القلب دائماً وإذا اقتحمت وجدانك لا تغادره.

سفيرة المحبة والسلام

وأختتم هذه السيمفونية بمن هى اسم على مسمى، فهى كالندى برقته وبريقه، مثال للأنثى بهدوئها ودلالها، وديعة كالملاك الراقى، صوتها كابتهال فى خشوع، تخطو كالنسمة وسط الجميع لا تشعر بوجودها من شدة لطافة المعشر ودماثة الخلق، تجمع بين التواضع والحنان والمشاعر المتدفقة، تمتلك فهماً عميقاً لأصول مهنتها ودورها الوطنى باعتزاز المصرية الراسخة المتجذرة فى أحضان طمى النيل، سليلة عائلة دراز وحفيدة إمام الأزهر العالم الجليل الشيخ محمد عبد الله دراز الذى درس بجامعة السوربون بفرنسا، وله العديد من الكتب والمؤلفات من ضمنها "مدخل إلى القرآن الكريم" الذى ألفه باللغة الفرنسية ثم ترجم إلى العربية.

إنها السفيرة الجميلة ندى دراز الأخت والصديقة الغالية سفيرة مصر بدولة مالطا والتى زاملتها فى عضوية المجلس القومى للمرأة، صاحبة الشخصية النادرة التى تلقى بنداها العذب على المحيطين، فتبهرك بأدائها المميز الذى يعكس جسارة الدبلوماسية المصرية فى أبهى صورها، شامخة كالجبل، راسخة كالوتد أينما تتقلد منصباً، فقد شغلت منصب نائبة رئيس البعثة الدبلوماسية المصرية بدولة تونس الشقيقة، كما عملت كقنصل عام لمصر فى الدولة الفرنسية على مدار أربعة أعوام فى فترة حالكة من عمر الوطن تصدت خلالها كالحصن المنيع لمحاولات تخريب القنصلية من أذناب الجماعة الإرهابية المتطرفة، أيضاً تقلدت منصب نائب مساعد الوزير للشئون الفرانكفونية وحققت نجاحاً صادقاً فى هذا الملف، وقد حصلت ندى على الماجستير من جامعة لندن فى دراسات الشرق الأدنى والأوسط، كما تعددت دبلوماتها الدراسية فى مجالات حقوق الإنسان وتمكين المرأة والمفاوضات الدولية. وحظيت على وسام الاستحقاق الوطنى الفرنسى بدرجة فارس تقديراً لدورها المهم فى تعزيز العلاقات المصرية الفرنسية.

حقاً هى صاحبة الابتسامة الحانية، ورمز الكرم والدأب والمكابدة فى صمت بالغ، تجدها فى أرقى صورة محافظة على القيم والثوابت الاجتماعية والوطنية كسفيرة للمحبة والسلام.

أرواح تتناغم بالعزف على أوتار الوطن

عازفات حالمات، تُمسكن كل واحدة بما تمتله من كفاءة وإمكانيات وخبرات لتعزف بها أرق الألحان وتشدوا بها أعذب النغمات على أوتار العلاقات الدبلوماسية شرقاً وغرباً، لينسجن جميعهن سيمفونية بديعة تتجلى فى مسامعنا ليل نهار، على صفحات الصحف، وفى الإعلام المحلى والدولى ببديع صنعهن بلياقة الخارجية كمؤسسة لها باع طويل فى العمل الوطنى كأحد أشكال القوة الناعمة للحفاظ على أمننا القومى داخلياً وخارجياً. عشن سيدات الوطن وسفيراته الجليلات والعظيمات العاشقات لرسالتهن وما يحملنه من سلاح يفتك بكل من يعادى مصرنا أو يقترب من ثوابتها ويحاول أن ينتزعها، فتوجه إليه أسلحة العقل والفكر بهدوء وصلابة يجمعهم الحزم والحسم واللباقة والدهاء. وأخيراً تقدير مستحق لعظيمات مصر وسفيراتها الراقيات العازفات على أوتار الوطن.