الإثنين 20 مايو 2024

هيلانة سيداروس.. أول طبيبة مصرية

سيدتي25-12-2020 | 21:10

أيقونة الأمل .. نبض ضمير الأمة والحارس على وجدان الوطن كما وصفها السيد الرئيس / عبد الفتاح السيسي فلا تمر مناسبة ولا تنطوي صفحات خطاب ولا تنتهي رسالة له إلا وهو يشدد ويثمن ويقدر دور المرأة المصرية الأم والأخت والزوجة وشريكة المسار والقرار.

وهذا اليقين الرئاسي هو الذي دفع عظيمات مصر للاتفاق في حالة حب وتقدير واحترام للسيد الرئيس.

ونحن نثمن ونقدر عظيمات مصريات أعطين في سبيل نهضة المجتمع كثير ولم يأخذن من الشهرة والأضواء ما يستحقن ...

عظيمات لهن إسهامات علمية وأدبية ملهمة ولم ينلن حقهن من الظهور في حياتهن ولا التكريم. 

بوصفي طبيب الخير أحدثكم عن أول طبيبة مصرية  هيلانة سيداروس هذه الفتاة التي تنتمي إلى أسرة متوسطة الحال ولكنها استطاعت أن تتغلب على كل الصعاب وأن تحطم كل القيود التي فرضت وقتها على بنات جيلها فلم يكن مسموح لهن بالتعليم ولو سمح فلم تتعد الصف الثالث الابتدائي ثم يمكثن في بيوتهن حتى يتزوجن.

ولدت هيلانة سيداروس في 13/1/1904 ولدت في طنطا وألحقها أهلها بكلية البنات القبطية وهي مؤسسة تعليمية أنشئت عام 1910 .... ولم تكن هيلانة طالبة عادية ولكنها أظهرت نبغة وتفوقا عظيما مما شجع أهلها على إلحاقها بالقسم الداخلي بمدرسة السنية بالقاهرة .

ثم ألحقت بكلية إعداد المعلمات وفي أثناء دراستها جاءتها بعثة للسفر إلى إنجلترا لدراسة الرياضيات .... وفي لندن عرض المستشار الثقافي أن تدرس الطب وأخبرها أن مصر تعكف على تدريب فريق من الطالبات المصريات في مجال الطب ليتولين إدارة مستشفى النساء والذى سيبنى من خلال جمعية كيتشز الإنجليزية بالقاهرة .

اختيرت هيلانة لتكون ضمن خمس مصريات يلتحقن بمدرسة لندن الملكية للنساء عام 1922 وكان مشوارا حافلا مليئا بالصعاب ولكنها أثبتت تفوقا أذهل أساتذتها الإنجليز. 

تخرجت هيلانة بعد سبعة أعوام أي عام 1929 فى كلية الطب الملكية بلندن وأصبحت أول طبيبة مصرية وعربية وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من عمرها. 

عادت للقاهرة في عام 1930 لتعمل في مستشفى كيتشز وأصرت أن تفتح عيادة خاصة بها وتتلقى مرضاها ولم يكن الأمر مألوفا فقد كان أقصى ما يمكن أن تمتهنه المرأة المصرية هو التدريس أما مهنة الطب فقد كانت قاصرة على الرجال فقط، اختارت باب اللوق مقرا لعيادتها بجانب عملها في المستشفى القبطي والذي كانت تقوم فيه بعمليات التوليد وذلك بدعم من د. نجيب محفوظ رائد علم أمراض النساء، المثير أيضا أن هيلانة هي أول سيدة تقود سيارة في مصر. 

هيلانة لم تكن طبيبة فقط ولكنها مصرية ممن تحملن هموم الوطن انحازت للمرأة والطفل وقبلهما الوطن .

فترددت على منزل سعد زغلول لتشارك في اجتماعات الحركة النسائية لمناهضة الإنجيز وانضمت إلى الجمعية التي أنشأتها هدى شعراوي والتي كانت تسعي للحصول على جميع حقوق المرأة.

هيلانة إحدى المؤسسين للمستشفى القبطي والذي يعمل حتى الآن، عملت به حتى أتمت عامها الثاني والسبعين ولكنها شعرت أنها تعبت صحيا ولم تعد قادرة على العطاء في مهنة الطب فبدأت في اعتزال المهنة خوفا على مرضاها من تأثير الشيخوخة وأكملت مسيرة العطاء للوطن وعملت مترجمة لقصص وكتب الأطفال الذين اهتمت بهم اهتماما خاصا إلى أن رحلت في عمر أربعة وتسعين عاما ولأن النبلاء لا يموتون فلم تمت هيلانة سيداروس ... ولكنها عاشت في قلب مصر.