في حياتنا أسماء مهمة لعبت دورها معنا، وتركت عظيم الأثر.. لو بحثنا في طريقنا سنجد أناسا كانت في مقام الأمهات، وأعتقد أنه ليس من الضروري أن المرأة في العمل تمتلك نظرة وإحساس الأم تجاة بناتها.. بالعكس قليلات من يكتشفوا وجوه جديدة تدفعهم للأمام وتحفز الإرادة الداخلية لهم التى تولد الطاقة الضرورى وجودها، حتى تستطيع أن تسابق أحلامك وأمنياتك فبدون ذلك الدعم النفسي والتحفيز الإنسانى من السهولة أن تسقط فى منتصف الطريق، فمن يقدم لك يده وأنت فى محاولات الصعود هو من يقدم لك عاملا من عوامل النجاح بجانب السعي وراء بناء المعرفة، حيث ينبغي العمل على الاستكشاف، والتجربة، وتحسين الشخص من نفسه، وعدم الاقتصار على السعي وراء النتائج فقط.
في أول يوم دخلت فيه (ماسبيرو) أبلغوني أنني سأتدرب في القسم الثقافي في إذاعة صوت العرب.. وعرفوني بالأساتذة هناك.. وكلمتني سيدة وجهها طيب قالت لى أنا عايدة الخطيب أهلا بيكي.. وراقبت سكوتي وصمتي لساعة وأنا ببدأ يومي الأول.. وفورا قالت لي "مالك؟ قلتلها أنا مش عايزه القسم ده" ..وفتحت نقاش "معايا مع كوباية شاي كانت الأولى ليا في ماسبيرو"..واتتهينا إلى أن أبدأ بالتحرك لتبليغ الإدارة فورا بالقسم الذي أرغب فيه لأنه يجب أن أحب ما أعمل وده الدرس الأول.. أن ذلك الدرس الذى لا تتعلمه وحدك حتى لو كنت تعرفه لكن سماعه من أساتذة لك، يخبرك أنك على أول طريق وبدايات سلم النجاح، كل منا بداخل ذلك الصوت الذى يظل يخبره بأنه قارب على الوصول إلى هدفه وأن أحلامه على وشك التحقق.
لكن عندما يكون الصوت من أهل الخبرة والعلامات النادرة فى تاريخ الأوطان، فأنت تمتلك حظ وهبة لم تُعط لغيرك.
فأنت قد تمتلك عوامل النجاح الكثيرة كأن تمتلك قرار ثابت لتحقيق النجاح الذي تهدف إليه، حتى لا يؤثر عليه أي شيء آخر يمنعه من تحقيق أهدافه، فقد تواجه فى حياتك بعض الصعوبات، بل من المؤكد أنك ستواجهها فلا يوجد نجاح بدون صعوبات، ولكن أثناء تحقيق الهدف قد تخفت وتتراجع الرغبة الشديدة في الوصول إليه، ومع ذلك يجب أن تحرص على الاستمرار وبذل الجهد والكثير من المحاولات، على أن تأخذ بعين الاعتبار بأن الصعوبات لابد من وقوعها، وأنها مجرد عقبة على الطريق، يمكن التغلب عليها بشتى الطرق.
والحمد لله أننى كنت من هؤلاء المحظوظات القلائل اللاتي سمحت لهن الفرصة وأعطاهن القدر أناسا ساهموا بل صنعوا معى أحلامى وجعلوها واقعا وأمرا حقيقيا أعيشه.
ثم انتقلت بعدها إلى قسم المنوعات مع الأستاذة أمينة صبري.. كانت جادة في حديثها وسؤالها لي ليه طلبتي تيجي هنا؟ وعرفت إن الرحلة مش سهلة.. كانت في نظري سيدة صعبة لأنها قالت لي "هتروحي قسم الموسيقى والغناء مع الأستاذة سامية عبدالمجيد الله يرحمها وهذا قسم تقوم باختيار أغاني اليوم فيه، وتقوم بكتابتها وكانت بتحاول إنها تعرفني أهمية القسم وإني أنا "اللي بختار الأغاني اللي هيسمعها الناس".. وبدأت العمل بكل اجتهاد ورغبة فى النجاح وإثبات أننى أستطيع، ومع العمل اليومى بينى وبين الأستاذة سامية، أحببت أستاذة سامية أكثرمن قسم الموسيقى.
ثم جاءت خطوة على درجة من درجات سلم تحقيق الأمنيات والنجاح، حيث بدأت أمينة صبري ترسل لي حلقاتها القديمة أقوم بتفريغها وسماعها. فى البداية استغربت المهمة.. حتى استمعت واستمتعت بعظمة الحوارات وقالت لي أ. سامية: أمينة بتعلمك.. وبالفعل وأنا أخطو أولى خطواتى داخل ذلك الصرح الإعلامى العظيم، جاءتنى الفرصة أن أجهز لأول برامجى، وبتشجيع كبير من أ. أمينة وقدمت حلقة من البرنامج لمهرجان الإعلام وكانت المفاجاة، التى غيرت مجرى حياتى في الإذاعة كلها أن الحلقة فازت وأنا "لسة سنة أولى ماسبيرو".. حبيتهم وحبيت كل المكان بأمهاته الأساتذة الإذاعيات الجليلات.. "وحبيت أستاذة إيزيس اللي كانت بتعزمني على القهوة وتحكيلي عن صوت العرب... الله لسة فاكره صوتها... وأصواتهن جميعا أما رباب البدراوي فهي دايما تقول عندي ريهام في البيت بنتي وريهام في الإذاعة بنتي كمان" ...شكرا لكن جميعا