"النداهة" هي قصة من ضمن مجموعة قصصية
للكاتب والروائي الكبير يوسف إدريس، والتي نشرت لأول مرة عام 1969 ضمن مجموعة
قصصية بنفس الاسم، وقد نشر معها قصص أخرى وهي "العملية الكبرى"، ما خفي
كان أعظم، دستور ياسيدة" وغيرها.
يوسف إدريس هو كاتب
قصصي، مسرحي وروائي مصري ولد في 19 مايو 1927، وتوفي في 1 أغسطس 1991، عن عمر
يناهز 64 عاماً، ولد في البيروم التابعة لمركز فاقوس، وقد حاز على بكالوريوس الطب عام 1947 وفي 1951
تخصص في الطب النفسي.
ويعد يوسف إدريس واحد
من أَهم الكتاب والروائيين الذين أنجبتهم مصر والعالم العربي، وأكثر الروائيِين
اقترابا من القرية المصرية؛ لذا لقب ﺑ"تشيخوف العرب"، نسبة إلى الأَديب
الروسي الكبير "أنطون تشيخوف".
وقد ذكر شريف الوكيل
في دراسة له عن يوسف إدريس فقال إن أهم ما تتميز به أعمال يوسف إدريس أنها كانت
انعكاسا للواقع المصري، فأبرز تركيب الشخصية المصرية في أعماله بلغة بسيطة عامية،
فكانت شخصيات قصصه؛ تدور حول محورين أساسين هما، شخصيّة المرأة باعتبارها عنصرا
مهمشا أكثر من غيره، فطوع حياته للدفاع عنها وللكتابة من أجلها، بالإضافة إلى
الشخصيات الرجولية وهي شخصيات، في معظم الحالات، من الشريحة المظلومة في قاع
المجتمع المصري وهي تمثل الإنسان المصري الذي يعيش على هامش الحياة المصرية بكل
مستوياتها.
ومن أعمال يوسف إدريس،
العيب، الحرام، ملك القطن، "النداهة" هي قصة جسدت اغتيال أضواء المدينة
لبراءة أهل الريف وقد تم تحويلها إلي فيلم سينمائي بطولة ماجدة وشكري سرحان وإيهاب
نافع، فتحية بطلة النداهة الريفية البسيطة تتزوج من حامد، وتذهب معه للقاهرة،
فتسيطر على عقلها حالة من الدهشة والانبهار بالمدينة وضجيجها وزحامها والتكنولوجيا
فيها والتي ربما كانت تظنها خيال فقط؛ انبهرت بكل هذا لم تكن تدرك أن هذا الزحام
المبهر ستكون ضحيته.
تندمج فتحية مع جارها
الذي يسحرها بتقنيات المدينة الحديثة ثم يساومها على نفسها فيما بعد فيراها زوجها
حامد والذي يحاول قتلها، ولكن تهرب منه فتحية لتتوه مرة أخرى وسط صخب وأضواء
المدينة ولكن هذه المرة بمفردها.
يتناول يوسف إدريس
أيضاً في مجموعته "النداهة" الفوارق الطبقية والفوارق الجوهرية بين سكان
الريف وسكان الحضر في الستينات، وقد حاول الكاتب أيضاً من خلال تلك المجموعة أن
يستعرض عددًا من سلبيات مجتمع الستينيات ومنها التصادم الفكري والحضاري، وهي تشتمل
إلى جانب قصة النداهة على قصص "العملية الكبرى، ما خفي كان أعظم، دستور يا
سيدة، المرتبة المقعرة، قصة النقطة"، والكاتب دقيق الملاحظة، يملك موهبة
ابتكار الأشخاص واختلاق الأحداث التي تبدو فيها سماتهم الخلقية والنفسية وتتكشف
طبيعة الإنسان على نحو يشهد له بالبراعة ويضعه بين أكبر قصاصي القصة القصيرة في
العالم.