السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

ارتفاع حاد لهجمات القرش القاتلة في أستراليا

  • 26-12-2020 | 12:37

طباعة

على الرغم من وجود عدد من أكثر المناطق المائية التي تنتشر فيها أسماك القرش في العالم، إلا أن فرصة التعرض للقتل في هجوم لسمكة قرش في أستراليا كانت ضئيلة للغاية على مدى عدة عقود ماضية. ولكن في عام 2020، اتخذت هذه الاحتمالات منحى سيئ الحظ.

وحتى الآن هذا العام، سجلت أستراليا ثماني هجمات قاتلة لأسماك القرش. 

وعلى مدار نحو 50 عاما، كان يتم تسجيل نحو حالة واحدة سنويا في المتوسط، وفي عام 2019، لم يتم تسجيل أي حالة.

وقالت فيبي ميجر، خبيرة أسماك القرش في حديقة حيوان تارونجا، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "لم نشهد هذا العدد الكبير من الوفيات نتيجة التعرض للعض من أسماك القرش في أستراليا منذ عام 1934".

واعترفت ميجر بأن "هذا قد يخيف الناس عند سماعه"، لكنها أكدت أنه لا داعي للبدء في الخوف من الظل الذي يلوح في الأفق للكائن الأبيض الكبير الذي يبحث عن فريسته التالية.

وتُظهر بيانات مأخوذة من ملف هجمات أسماك القرش الخاص بحديقة حيوان ترونجا - وهو المصدر الرئيسي لبيانات هجوم أسماك القرش في البلاد - أن عدد الحوادث ظل كما هو.

وتقول ميجر: "إذا نظرنا إلى الوراء في العقد الماضي، فإنه (العدد) في المتوسط إلى حد كبير. عدد الهجمات غير المبررة يتراوح تماما بين 15 و25 هجوما".

وتم تسجيل 20 هجوما غير مبرر حتى الآن هذا العام. بينما تم تسجيل 17 هجوما في عام .2019

وتدرس الوكالة الوطنية الأسترالية للعلوم سلوك أسماك القرش البيضاء الكبيرة - وهي أكبر أسماك القرش آكلة اللحوم في العالم - والتي تتورط بشكل شائع في الحوادث المميتة.

حتى الآن تقول الوكالة إنه لا توجد "طريقة محددة" لتحديد ما إذا كان التغير القاتل في المد ناتجا عن تحول ثابت في سلوك أسماك القرش أو أن الأمر مجرد صدفة.

وقال كولوم براون، أستاذ الأحياء البحرية بجامعة ماكواري في سيدني: "إنه أمر غريب للغاية".

وقال: "كان الجميع يقول: يا للهول، لايمكن! أسماك القرش تصاب بالجنون"،

ولكن حسبما تشير فيبي، فإن عدد الهجمات ظل كما هو إلى حد ما خلال السنوات العشر إلى العشرين الماضية".

وأضاف براون أنه في العام الماضي "خرجنا فقط من الموقف الصعب عدة مرات" مع توافر فرق طوارئ لعلاج ضحايا الهجوم على الفور. 

ويقول براون: "هناك عاملان فقط مهمان عندما يتعرض المرء للعض من سمكة قرش: مكان العضة ومدى سرعة حصوله على المساعدة. أعتقد هذا العام أنه بإمكاننا أن نقول ونحن مطمئنون إننا لم نكن محظوظين للغاية في كلا العاملين".

وتعزى الهجمات غير المبررة عموما إلى خطأ في تحديد الهوية.

وتقول ميجر: "البشر ليسوا جزءا طبيعيا من النظام الغذائي لأسماك القرش".

وتوضح أنه "عندما تعض أسماك القرش البشر، فإنها عادة ما تأخذ قضمة واحدة فقط ثم تذهب بعيدا. إذا كانوا مهتمين بنا حقا، فإنه كان عليهم أن يعودوا، ويأخذوا قضمات قليلة أخرى، ويلتهموننا تماما".

وفي الفترة من عام 1791 إلى عام 2019، تم تسجيل 37 حالة فقط في أستراليا لالتهام البشر جزئيا أو كليا أو حالات عدم استرداد الجثة والاشتباه في أن سمكة قرش التهمتها.

وأضافت ميجر "أسماك القرش تحصل على سجل سيئ. إنها محصورة في صورة الوحش هذه من أفلام مثل الفك المفترس، لكنها في الحقيقة ليست كذلك".

وقالت: "هناك الآلاف من أسماك القرش في الماء والقليل جدا من حوادث العض. هذا يجب أن يطمئن الناس. من الأرجح (أكثر من هجمات القرش) أن تموت غرقا على شواطئنا".

وأشار روبرت هاركورت، الباحث في سلوك أسماك القرش في جامعة ماكواري، إلى أن الهجمات القاتلة هذا العام وقعت على طول السواحل الغربية والشمالية الشرقية للبلاد، مما يدل على أنه "لا يمكن أن يكون هناك عامل واحد".

وفي حديثه لوكالة الأنباء الألمانية بينما كان على وشك الذهاب لركوب الأمواج، قال هاركورت إنه ليس قلقا بشأن زيادة الهجمات المميتة، وشارك زميله في الجامعة براون وأيضا الخبيرة ميجر رأيهما بأن "هذا مجرد حظ

سيئ".

يقول هاركورت: "تحب أسماك القرش الأسماك الدموية الكبيرة الدسم مثل السلمون الأسترالي. وعندما أقول دموية، أعني أنها مليئة بالدماء. إنها تهاجر صعودا وهبوطا على الساحل الشرقي وتتجمع في الخلجان حيث تأتي أسماك

القرش لتتغذى عليها" .

وأوضح أن "القاعدة الأهم هي عدم السباحة في المناطق التي من المحتمل أن يتغذوا بها".

وتحتوي الشواطئ الأسترالية على أنظمة أمان خاصة بأسماك القرش، بما في ذلك الشباك التي تمتد مئات الأمتار لحماية السباحين.

    الاكثر قراءة