صدرت حديثًا الطبعة العربية من كتاب "البحث عن اليقين:حول الصدام
بين علم الاحتمال وفلسفته" من تأليف كرزيستوف بوردزي ومن ترجمة أحمد فؤاد باشا.
بحسب المترجم فإن كلمة "احتمال " من أكثر الكلمات المستخدمة
في حياتنا اليومية لتدل على توقع حدوث حادثة ما واحتمالات نتائجها ،مثل احتمال سقوط أمطار في يوم معين أو احتمالات
الفوز في مسابقة معينة ،أو احتمالات نتائج اختبار عقار ما جديد لعلاج مرض
معين أو غير ذلك من صور التعبير عن وقوع
أحداث غير مؤكدة الحدوث أو الحديث عما سوف تسفر عنه هذه الأحداث من نتائج متفاوتة
بين الدحض واليقين ولهذا نشأت الحاجة الماسة إلى وضع مقاييس رقمية ومعادلات
رياضياتية،بدلا من التعبيرات الحدسية ،لتحديد درجة الثقة في التوقعات المختلفة بأكبر
قدر ممكن من الصدق والموضوعية .وكان علم الإحصاء والاحتمالات معنيًا بالبحث في هذه المقاييس والمعادلات الرياضية،مما ترتب
عليه ظهور لغة خاصة بهما ،تناولت فلسفات
مختلفة بالتحليل والتفنيد حتي أصبحت هي الأخرى بنظرياتها ومقولاتها محل تحليل
وتفنيد أيضًا من جانب العلماء والفلاسفة على حد سواء ومن جانب فلاسفة العلم على
وجه التخصيص.
إن هذا الكتاب كما يبدو من عنوانه مكرس للبحث عن اليقين في ظل الصراع
القائم بين علم الاحتمال وفلسفته ،وذلك من من وجهه نظر المؤلف طبعا،وخاصة أنه صاحب
نظرية خاصة في هذا الموضوع حاول أن ينتصر لها بين ثنايا كتابه ،فضلا عن ذلك عرض
الكتاب فصولا مهمة حول نظرية صناعة القرار وسوء استخدام اللغة وطرق تعليم
الاحتمالات وغيرها ،الأمر الذي يرفع من قيمته العلمية عند القراء على اختلاف
مستوياتهم ويجعله مرجعًا مهما لأهل الاختصاص في الإحصاء والاحتمالات و فلسفة
العلوم ،حيث يجدون فيه مادة ثرية تطرح الكثير من الرؤى النقدية و تثير عددا من
القضايا المنهجية والمعرفية التي تحفز الباحثين على القيام بالمزيد من الدراسات
التحليلية المتعمقة.
المؤلف كرزيستوف بوردزي أستاذ
بجامعة واشنطن له العديد من المؤلفات، مترجم الكتاب الأستاذ
الدكتور أحمد فؤاد باشا ـ أستاذ الفيزياء وتاريخ فلسفة العلم ،العميد الأسبق لكلية
العلوم بجامعة القاهرة ،أثرى المكتبة العربية باكثر من 100 عمل مؤلف ومترجم، حصل
على جائزة خادم الحرمين الشريفين العالمية للترجمة في العام 2007 ، من أعماله
:"أساسيات العلوم المعاصرة في التراث الإسلامي "،"العلوم والهندسة
في الحضارة الإنسانية" و"التراث العلمي للحضارة الإسلامية ومكانته في
تاريخ العلم والحضارة".