الخميس 16 مايو 2024

«الهلال اليوم» ترصد معاناة مزارعى البطاطس.. ومطالب بتدخل الحكومة لإنقاذهم من الإفلاس

تحقيقات26-12-2020 | 14:35

تعرض مزارعي البطاطس خلال موسم حصاد العروة النيلية لحالة من اليأس، بعدما ارتفع حجم المحصول لأكثر من مليون طن لأول مرة، حسبما كشف نائب رئيس شعبة الخضار والفاكهة بغرفة القاهرة التجارية، حاتم النجيب، والذي أكد أن كيلو البطاطس تراوح في سوق الجملة ما بين 80 قرشًا إلى جنيه ونصف.


ورصدت "الهلال اليوم" عن قرب معاناة مزارعي البطاطس بمنطقة المنصورية بمحافظة الجيزة، والذين أوضحوا أن تكلفة فدان البطاطس تراوحت ما بين 35 ألف جنيه إلى 45 ألف جنيها، شاملة تكاليف إيجار الأرض والكهرباء والماء والتقاوي والكيماوي والأدوية وأجرة اليومية للمزارعين اليومية.


وظهرت حالة حزن ونظرة شاردة على ملامح محمد عبد الصمد، أحد مستأجري الأراضي الزراعية بمنطقة المنصورية بمحافظة الجيزة، وقال "إن هذا يعد الموسم الثاني من زراعة محصول البطاطس ولم يستطيع جمع تكاليف الإنتاج.. فأكثر من 15 يوم والبطاطس مازالت في الأرض لم يتم حصادها، لعدم وجود من يشتريها.. فالتاجر يأتي لشرائها بأقل الأسعار.. لذا امتنعت عن بيعها وهناك الكثير من الفلاحين اتخذ نفس موقفي".


وأضاف خلال حديثة لـ "الهلال اليوم"، أن تكاليف إنتاج الفدان تصل إلى 40 ألف جنيها، شاملة إيجار الأرض والكهرباء وأجرة الفلاحين والجرار والمياه والكيماوي والتقاوي، حيث يعطي الفدان محصول يتراوح ما بين 10 طن إلى 15 طن، إلا أن تاجر الجملة يأتي ليشتري المحصول ببخس الثمن، فأخر سعر وصل إلى مزارعي منطقة المنصورية 500 جنيها، خسارة في الفدان تصل إلى 15 ألف جنيها، إلا أنه تم رفض هذا السعر، "خلي المواشي تكلها".





وأشار إلى أن بسبب ظلم التجار للمزارعين لجأ الكثير من الفلاحين إلى ترك مهنة الزراعة والبحث عن عمل آخر أو العمل باليومية في الأراضي الزراعية الأخرى، مطالبا الحكومة بالتدخل وحماية الفلاحين من بطش تجار.


وعلى بعد أمتار جلس رضا مسعد، أحد مستأجري الأراضي الزراعية بمنطقة المنصورية، يطمئن على محصول البطاطس المتروك في الأرض دون حصاده، لعدم وجود من يشتريه، بعدما عرض عليه أحد تجار الجملة شراء الطن بنحو 700 جنيها أي بخسارة تصل إلى 15 ألف جنيه دون تحقيق مكسب للفلاح، أو دفع ثمن إيجار الأرض الذي يتعدى الـ 20 ألف جنيها في العروة الواحدة، مؤكدا أن صاحب الأرض لا يهمه إذا كان الفلاح باع المحصول أم لا أهم شيء الحصول على الإيجار.


وقال أنه ذهب إلى سوق الجملة بمدينة 6 أكتوبر ووجد السيارات البطاطس تقف منتظرة من يشتريها من تجار الجملة، فوصل سعر البطاطس إلى 80 قرشا وربما أقل من ذلك وفقا لجودة ثمرة البطاطس،  متسائلا " لماذا لا يوجد من يشتري البطاطس.. هل لدينا محصول كثير .. أو أن الحكومة لا تستطيع تصريفه الآن.. كورونا أغلقت علينا باب التصدير وليس أمامنا إلا الله يعوضنا عن تلك الخسائر التي تكبدتها لأول مرة".


وطالب الحكومة بالتدخل وأخذ منهم محصول البطاطس بدلا من تحويلها غذاء للمواشي أو تركها تعفن في الأرض دون حصاده، مؤكدا أن البطاطس جودتها عالية، وعلي الحكومة التدخل سريعا، فالعالم الماضي استطعنا حصاد تكلفة الفدان إلا أن هذا العام لم نستطيع حصاد التكلفة اليومية للفدان، لدينا بطاطس بعدد الشعب المصري.