الجمعة 22 نوفمبر 2024

فن

"شخليلة" حكاءة الأطفال.. تحافظ على التراث بحكاياتها.. مي سالم: دخلت عالم الحكايات من أجل استثمار طاقة التمثيل بداخلي

  • 27-12-2020 | 13:17

طباعة

منذ نعومة أظافرها وهي تراودها رغبة التمثيل، لكنها لم تجد من يسلك معها هذا الدرب، ترعرعت وأصبحت زهرة في بستان الشباب، التحقت بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة فغادرت السويس محل إقامتها، لبدء دراستها الجامعية، إلى أن تخرجت من الجامعة وأصبحت فنانة تشكيلية، شاركت بلوحات فنية في عدة معارض، لم تكتف بالفن التشكيلي، فاتجهت لعالم الحكاية وأصبحت حكاءة للأطفال ومن ثم حكاءة للكبار وذاع صيتها باسم "شُخليلة".



مي سالم من مواليد محافظة القاهرة، لجأت لمسرح الجامعة لرغبتها الكامنة منذ الطفولة في ممارسة التمثيل، كما انضمت لفرقة "الطمي" من خلال أصدقائها في ذات المجال، وشاركوا جماعيا في عرض مسرحي باسم "فانتازيا اللجنة" وهو مقسم لسبعة أجزاء، كان يقدم خلاله حكايات واقعية من الشخصيات المقدمة للمسرحية، وكان كل ممثل من أفراد المسرحية، يقدم مقتطفات من حياته تكاد لا تصدق من شدة واقعيتها ويحسبها المستمع فانتازيا، مع الاعتماد على جذب المستمع وتشويقه بطريقة سرد الأحداث والمواقف على خشبة المسرح، وتم تقديم العرض لسنوات طويلة في داخل مصر وخارجها في عدة دول.



مشوارها مي سالم، في التمثيل والمحاولات الجادة لكي تصبح ممثلة مشهورة، جعل لها أعمال فنية قوية تنافس بها العلامات البارزة في الفن قرابة نحو الـ 18 عام، لكنها لم تجد الفرصة المناسبة للتمثيل بل لم تجد بعد وسيلة جيدة تخرج من خلالها طاقة تمثيلية قوية، فوجدت ضالتها في فن الحكايات حيث كان التمثيل هو الباب الرئيسي لدخوله.


 مرت سنوات تعيش فيها سالم، حكاءة مشوقة وجذابة بأسلوبها ومنذ فبراير الماضي ابتكرت إسم شخليلة ليكون اسما تعرف به في عالم الحكية، وطورت من أدائها وكذلك أدواتها المستخدمة من تصوير الحكايات لإضافة ديكورات خاصة، حتى أنها أنشأت قناة خاصة بها على موقع اليوتيوب،  لتقوم ببث أعمالها وحواديتها عليها، فمي سالم حين تحكي حكاية، تقوم بالتمثيل، ترتدي ملابسا  تناسب الشخصيات التي تجسد حكاياتها، كما أنها تستخدم طبقات صوتها بطريقة تتناسب مع كل شخصية في الحدوتة التي تحكيها لجمهورها.



لم ننس أبلة فضيلة، ذات الصوت المميز العذب وحكاياتها التي بثها الراديو في الثمانينات، التسعينات وحتى وقت قريب، تأثرت بها مي كبقية رفاق جيلها لكنها لم تكن مستمعة فقط، بل أصبحت حكاءة، وكانت أول حدوتة أو حكاية مصورة لها إحدى حكايات "ألف ليلة وليلة"، ووجهت حكاياتها للأطفال بداية من عمر سبعة سنوات، تحاول أن تجلب لهم المتعة والفائدة والتثقيف، وكان رمزها الأول للاستمتاع بحكايات الأطفال "شخليلة" وهي أداة أو لعبة يلهو بها الأطفال، حتى أصبح اسمها.


ما يميز مي سالم، هو طريقة سردها غير المبتذلة، وكذلك استخدام الألفاظ ونبرة الصوت، فقصدت أن تخاطب الطفل بطريقة طبيعية كي يتعلم الطريقة المثلى للحديث والكلمات.



سعادة غامرة كانت تحيط قلب مي أثناء تقديمها للحكايات، فاقتسمتها مع جمهورها من الأطفال والكبار، وما زاد من سعادتها هو إصرارها على تقديم محتوى هادف ونبذ كل ما هو ساذج، فهي دائما تحترم عقل المستمع وتجذبه بالأفكار القيمة والطريقة الجذابة المشوقة، وتعيد حكايات من التراث، الروايات العالمية وكذلك حكايات "ألف ليلة وليلة"، وتعتبرها المراجع الجيدة في تناول حواديتها وأيضا "المكتبة الخضراء" التي تربى عليها أجيال كثيرة، وهذا من دواعي سرورها أن تعيد للجمهور ذكرياته التي مرت عليها سنوات وتقوم بتخليد التراث.



ربما كان المقصد الأول هو الاستمتاع من الحكايات لها والجمهور، لكنها مع مرور الوقت، وعلى مدار عدة سنوات، أرادت أن تقدم ما يؤثر في الثقافة العامة للجمهور، وأن تغذيها بالثمين منها وكذلك الهادف، كما أخرجت فيلما صامتا باسم "من يومها" مستخدمة خبراتها في التمثيل، الإخراج والتصوير وحصيلة علمها من كلية الفنون الجميلة وهي لم تدرس خلالها التمثيل والإخراج فكلها خبرات من ممارسات فنية وشخصية، كما ألفت حدوتة عرضتها في عرض"مد وجزر»، كانت تروي عن مواقف إنسانية في حياتها، كما وشاركت في عرض "الطمى واحد والشجر ألوان"، وهو عبارة عن تقديم أمسيات شعرية وتقديم اشعار للشيخ إمام، وغيرها من الأعمال الفنية التي شاركت فيها.



يعد رأي الجمهور حول حواديتها وتعبيرهم عن السعادة التي يشعرونها من حكاياتها، أمرا داعما لها جدا، ومن أقوى أسباب سعادتها وتشجيعا على تكملة ما بدأته، وهي تحب كل ما يتعلق بالتراث من منازل قديمة وملامح الأشخاص المتقدمين في العمر وخطوط التجاعيد ببشرتهم.


بل كان حب مي سالم للتراث هو ما جعلها تحافظ عليه بكتابة الأشعار وتصميمها بشكل "كاليجرافي" مستخدمة عبارات وأبيات شعر لشعراء مصريين عظماء على الملابس وبيعها في مصر وخارجها، حيث باعت أشعار مصرية على "تي شيرتات" في هولندا وبعض الدول الأوروبية باللغة العربية ومترجمة للغات أخرى، وقد لاقت فكرتها تلك رواجا بين الشباب والكبار، وشاركت في مسلسلات وأفلام مصرية لكنها ما زالت تخطو نحو حلم التمثيل على مهل، ربما لم تأت الفرصة بعد لكنها على أتم استعداد لتكون الفرصة على مقاس أملها الكبير في أن تكون.



شاركت مي سالم في مسلسل "فرح ليلى"، فيلم "ورد مسموم" وأخرجت أول فيلم قصير لها في ٢٠١٧ اسمه "من يومها"، وتشارك في العديد من المهرجانات، وحصلت على جوائز في مجال التمثيل والسيناريو، وشاركت في العديد من الورش والعروض بمصر والخارج في مجالات مختلفة مثل: الحكي والتمثيل الصامت والبانتومايم والرقص المعاصر بصحبة عمالقة في الفن مثل: الفنانة عارفة عبدالرسول، أحمد كمال ومحمد رحمو وغيرهم.

    أخبار الساعة

    الاكثر قراءة