الثلاثاء 4 يونيو 2024

فرنسا: تفاقم الاضطرابات النفسية لدى المهاجرين بسبب جائحة كورونا

عرب وعالم28-12-2020 | 15:02

أكد اثنان من علماء الاجتماع من مدرسة رين للصحة العامة في فرنسا، أن "الاضطرابات النفسية التي لوحظت لدى المهاجرين الشباب بسبب رحلة الهجرة المؤلمة لغالبيتهم في كثير من الأحيان، وما زاد الوضع سوءا أزمة كورونا العالمية التي تسببت في زيادة العزلة لدى الأفراد".


وغالبا ما يكون الوضع الاجتماعي والإداري للمهاجرين متفاوتا في أوروبا، فالبعض أتى للدراسة والآخر قد يكون أتى عن طريق الهجرة غير الشرعية. ومن ناحية أخرى، يتمتع هؤلاء المنفيون بسمات مشتركة تتمثل في كونهم صغارا، حيث يبلغ متوسط ​​العمر 29 عاما في عام 2019 وفقا لـ Eurostat، حسبما جاء في وكالة الأنباء الفرنسية.


وقامت الأستاذة في علم الاجتماع بكلية الدراسات المتقدمة في الصحة العامة، باتريشيا لونكل، بالتعاون مع الباحثة أليسيا لوفيبور، عالمة الاجتماع ومديرة الدراسات في الكلية، بمشروع بحث حول صحة المهاجرين الشباب.


وتؤكد لونكل "لقد مروا بتجارب مؤلمة أثناء رحلة الهجرة، وهم معرضون لأمراض عقلية ونفسية جسدية"، مضيفة أن "الإجهاد المزمن الناجم عن الأحداث المسببة للقلق على مدى فترة طويلة، هي واحدة من الأمراض التي كثيرا ما تذكر".


وتابعت: "هذه السلوكيات يمكن أن تكون خطيرة للغاية في حياة المهاجرين، فنوبات القلق أو الهلوسة تنتج عن الضغط المرتبط بعدم الوعي".


ومنذ بداية الأزمة الصحية، ازداد الشعور بانعدام الأمن بين المهاجرين، وكان توزيع الغذاء في بعض الأحيان غير موجود وزادت العزلة بشكل حاد.


من جهتها، بينت أليسيا لوفيبور "لم يعد هناك دفء عائلي من حولهم بقدر ما يعتمد التفاعل البشري بشكل أساسي على المتطوعين، وقد تدهورت صحتهم العقلية أكثر".


وأضافت لوفيبور "إن الدولة قلقة بشأن وضعهم الإداري، لكنهم موجودون فقط بسبب وضعهم كمهاجرين وليس كأشخاص ضعفاء وكذلك وضعهم المادي المزري، فبعضهم في فقر مدقع".


واعتبرت الأكاديمية الوطنية للطب الوضع الصحي للمهاجرين "مقلقا"، مستشهدة بالاضطرابات العقلية "بمعدل ست مرات أكثر من عامة السكان بالإضافة إلى ظروف الإقامة والنظافة وكذلك التأخر في حصولهم على الحقوق المادية".