أكدت الصحف اللبنانية، الصادرة صباح اليوم، أن الجمود التام يسيطر على عملية تشكيل الحكومة الجديدة، مع عدم وجود بارقة أمل بانفراج حكومي قريب، مشيرة إلى أن عددا من المؤشرات تفيد أن الملف الحكومي تحول إلى ورقة عالقة في قبضة إيران بانتظار أن يحين أوان وضعها على طاولة التفاوض مع الإدارة الأمريكية الجديدة.
وأعربت صحف (النهار والجمهورية ونداء الوطن واللواء والشرق) عن تخوفها من تحول أزمة تشكيل الحكومة الجديدة إلى صراع سياسي مفتوح لا تقف حدوده عند المعالم المعروفة للخلاف بين رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس الوزراء المكلف سعد الحريري حول التشكيلة الحكومية التي قدمها الأخير.
وأوضحت أن ما تسرب من معلومات في الأيام القليلة الماضية عن خلفيات فشل المحاولة الأخيرة لدفع جهود تشكيل الحكومة، ينذر بمرحلة فراغ حكومي طويلة قد تمتد حتى الربيع المقبل، لافتة إلى أن حكومة تصريف الأعمال القائمة برئاسة الدكتور حسان دياب، لن تكون قادرة على إيفاء متطلباتها في ظل الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية الكارثية التي يمر بها لبنان.
وأشارت الصحف إلى أن حجم الخلاف بين عون والحريري واتساعه أصبح يؤكد أن الوصول إلى تفاهم بينهما على حكومة هو أمر شبه مستحيل، وأن خلفية موقفيهما تبعث على التأكيد أن أي حوار بينهما لن يوصل إلى نتيجة مهما طال أمده، وأن أي جهد يُبذل في سبيل دفعهما إلى اللقاء والتحاور في ظل وجود خلاف جوهري، هو جهد فارغ ولا طائل منه.
ونوهت إلى أن مسار التأليف الحكومي أمامه تعقيدات كثيرة، من بينها الصراع بين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء المكلف على وزارتي الداخلية والعدل، ورغبة الرئيس عون وفريقه السياسي (التيار الوطني الحر برئاسة النائب جبران باسيل) بالاستحواذ على الثُلث الوزاري المعطل، والخلاف على تسمية الوزراء.
وأكدت الصحف أن الرئيس اللبناني، وفريقه السياسي، يحظيان بدعم من حزب الله في الموقف المتشدد إزاء عملية تشكيل الحكومة الجديدة، الأمر الذي يشير إلى أن ثمة معركة سياسية حادة يخوضها الفريق الرئاسي مدعوما بحليفه القوي لتشكيل الحكومة التي تلائم أهدافهما طويلة المدى للسنتين المتبقيتين من ولاية الرئيس عون.