السبت 27 ابريل 2024

السمع والطاعة بين الحق والباطل

أخرى30-12-2020 | 11:27

إن جماعه الإخوان الإرهابية وكل الفرق والجماعات والتنظيمات التي خرجت من رحمها ، عندما أرادوا تنفيذ ضوابط العلاقه بين الإمام ( المرشد ) والرعيه ( الجماعه) ..أي ضوابط السمع والطاعه عندهم ، فإنها لم تسلم هي الأخرى من الغلو والانحراف حتى خرجوا بها عن وجهها الشرعي تماماً ، ويبدو أن الغلو والانحراف مرض نفسي ما أن يمس صاحب هذا المرض ( الإخواني ) قضية من القضايا أو موضوعا من الموضوعات إلا أضفي عليه من انحرافه ما يفسده ويخرج به عن حد الاعتدال .


فطاعة الأمير في الإسلام ليست مطلقة كطاعة الله ورسوله ، ولكنها مقيدة ومشروطة بأمر الأمير بالمعروف ، كما قال رسولنا الكريم ( إنما الطاعة في المعروف ) ، وقال صلوات ربي وسلامه عليه أيضا (على المرء المسلم السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره، مالم يؤمر بمعصية، فإن أٌمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة) .. صدق رسولنا الكريم .


كما أن الفيصل في تحديد الطاعة والمعصية ليس الأمير( المرشد) بسلطانه ، ولكن نص من الله أو الرسول، قال تعالي ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ ۖ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ ذَٰلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ) . ولكن هذه الجماعات المتأسلمة تقوم بتوسيع دائره طاعة المرشد ، فجعلوها له ثابتة حتى ولو أمر بمعصية الله ، فعندما ناقشت هذه النقطة مع أحدهم في عام 2012 قال لي ( أننا نطيع المرشد في المعروف ونطيعه كذلك في المعصية حال الضرورة ، فللمرشد الحق أن يطاع في المعصية حين الضرورة، وبما أن الضرورة يقدرها المرشد ، فنحن نطيعه في كل ما يقوله ويرشدنا إليه ) ، وعندما سألته على أسانيده القرآنية ، قال لي ( ومن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه ) .

ولكن عندما قلت له بأن المرشد ( الأمير ) بشر يعرف ويجهل ، ويصيب التقدير ويخطئ ويطيع وربما يعصي متعمدا بل وربما يكفر بالله .

فقال لي :- نحن نثق في تقدير مرشدنا ، فنوافقه على ما يرى ، لأنه يعلم مالم نعلمه نحن من ظروف الواقع المحيط بالجماعة ، لذا لايمكننا سؤاله عن العله أو استفساره عن الأسباب .


فمرشدهم في نظرهم هو رجل فذ منقطع النظير قوي الحجة ظاهر الدليل واضح كل الوضوح ... وبهذا نراهم يخالفون القرآن والسنة ، فهم يعطون حق لمرشدهم والعياذ بالله لا يكون أبدا إلا لله سبحانه وتعالي الذي ( لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) .. فهم لا يلتفتون إلى أمر دينهم إلا إلماما ، ولا يهتمون به إلا نافلة أو ناقلة من خيالهم وقد غلبت عليهم شهواتهم ، فاتخذوا هذا القرآن مهجورا واختلفت عندهم الموازين وقلبت الأسماء ، فخون الأمين وأؤتمن الخائن وصدق الكذوب وكذب الصادق .

لعنه الله عليهم إلى يوم الدين

    Dr.Randa
    Dr.Radwa