الجمعة 17 مايو 2024

أخصائي فيروسات يحذر من الانسياق وراء وهم علاج كورونا بالأعشاب

الهلال لايت30-12-2020 | 12:41

لم يكن مجرد فيروس عابر له من نقاط الضعف ما يجعل العلم يقف في مواجهة أمامه، بل أصبح عدو شرس، يشهر كل يوم سلاحا جديدا ليضع العالم كله في حيرة وارتباك، إنه فيروس كورونا الذي أعلنت منظمة الصحة العالمية في تقاريرها اليومية عدم إيجاد علاج جذري للقضاء عليه، ومن هنا بدأت اجتهادات العلماء والأطباء في مختلف أنحاء العالم، فمنهم من أعلن بروتوكولات أدوية اتضح فيما بعد أنها غير مجدية، وكذلك وصفات الأعشاب التي انساق الكثيرون وراءها دون معرفة أضرارها.


وقال الدكتور إسلام عنان محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة بكلية الصيدلة جامعة مصر الدولية والمستقبل، أن التداوي بالأعشاب والخلطات ما هو إلا مشروع دواء، ولكن فكرة تناول الأعشاب في المطلق أمر غير مقبول؛ فجميع المواد المخدرة هي في الأساس أعشاب، وهناك أنواع من الأعشاب إذا زادت عن نسبة معينة تصبح مميتة.


وأشار إلى أنه في عالم الطب ما يطبق على الأدوية، يطبق أيضا على الأعشاب، متابعًا: "معظمنا يعرف أن الدواء لكي يصل إلينا يمر بمراحل تصنيع واختبار كثيرة، وهي مراحل ما قبل الإكلينكية على الحيوانات، ومراحل إكلينكية أولى وثانية وثالثة على البشر، لكي يتم الموافقة على الدواء والتأكد من مدى فاعليته.


وأضاف الدكتور إسلام: "وهذا ما يجب أن يتم تطبيقه على الأعشاب، لأن سوء استخدامها يمثل خطرا حقيقيا، بعكس الاعتقاد الخاطئ الذي يتبناه الكثيرون، وهو أن الأعشاب إذا لم تنفع لن تضر وهذا خطأ كبير لا يجب الانسياق وراءه.


وأوضح محاضر اقتصاديات الصحة وعلم انتشار الأوبئة، أن من أهم مخاطر تناول الأعشاب هو الوهم بمعنى أن الشخص الذي يتناول أعشاب لتحصينه من فيروس كورونا، هو بذلك يشتري الوهم بالأمان، ويترك جميع وسائل الحماية، ولا يتخذ الإجراءات الاحترازية، ومن هنا تتعدد الإصابات، وهناك أيضا الشائعات التي باتت آفة كل العصور، فهي تمثل خطرا ينتهك كل أوصال المجتمع، وتكون أهدافها في 

المقام الأول الدعاية لبعض المنتجات، حتى لو كانت أعشاب.


وأضاف: "على كل حال يجب وضع شروط حازمة للتداوي بالأعشاب، ويكون ذلك على أسس وترخيض من وزارة الصحة، مثلما يحدث مع العلاج الكميائي، ويكون له جرعات محددة".