الجمعة 27 سبتمبر 2024

خلافات أم كلثوم وعبد الوهاب.. أشعلها كرسي النقيب وأنهاها «ناصر»

فن31-12-2020 | 13:18


هناك العديد من المحطات التى تخللت العداء المعروف بين أم كلثوم وبين عبد الوهاب، منذ البداية وحتى الصلح الذى تم بينهم، ومهد لفترة التعاون المشترك، لفترة عظيمة لا تنسي في تاريخ الموسيقى العربية.


ويعود اللقاء الأول بين الثنائى أم كلثوم وعبد الوهاب لبداية العشرينات من القرن الماضى، وقد غنا معاً دويتو، في أغنية سيد درويش الشهيرة "على قد الليل ما يطول"، وهي من أوبريت "العشرة الطيبة".


أما بداية الخلافات بينهم كانت لاحقاً، عندما قام محمد عبد الوهاب بتلحين أغنية "غاير من اللى هواكِ قبلى ولو كنت جاهلة"، لتقوم أم كلثوم بغنائها، ولكنها رفضت، فقام بغنائها هو.


وذروة الخلاف والمقاطعة الفنية كانت في عقدى الثلاثينات والأبعينات، عندما كان كل طرف يعتبر نفسه الأحق ليكون أهم وجه غنائى فى مصر وقتها، وكان كل طرف يقلل من شأن الآخر، وكان لكل طرف أنصاره ومؤيدوه.


وتسببت قرارات أم كلثوم في الضغط على الشعراء، لخطف الأغانى المميزة بعد استحواذ عبد الوهاب عليها وبدأه فى تلحينها، مما أدى إلى زيادة الفجوة والكراهية بينهم.


وحاول طلعت حرب، حل الخلافات العلنية بين الثنائى، من خلال جمع القطبين في فيلم مشترك، ولكن الخلافات زادت بعد أن تمسك كل طرف برأيه فى حق اختيار الملحن، فى أغانى الدويتو المشتركة بينهم، ففشلت فكرة الفيلم.


وتسبب قرار أم كلثوم في عام 1941 بإنشاء أول نقابة للموسيقيين، لتهتم بهم وبمشاكلهم فى اشتعال الخلاف بينهم، حيث كانت تود أم كلثوم أن تحوذ على منصب النقيب بصفتها صاحبة المقترح، ولكن اعترض عبد الوهاب، باعتبار أنه لا يجوز أن تتولى "سيدة" منصب النقيب، لتقرر أم كلثوم حل الخلاف بالانتخابات، التى أتت في صالحها ونجحت في هذا المنصب فى كل الانتخابات، حتي أتت الثورة وأطاحت بها من نقابتها باعتبارها "مغنية الملك"، واشتكت لـجمال عبد الناصر فأعادها لمنصبها مرة أخرى، وخلفها في منصب النقيب محمد عبد الوهاب.



وانتهت الخلافات رسمياً فى إحدى الحفلات، عندما جمعهم «عبد الناصر»، معاً أثناء احتفالات الدولة بأعياد 23 يوليو 1963، حيث التقى عبد الناصر مع أم كلثوم وعبد الوهاب وطلب منهم إنهاء خلافاتهم معاً، والبدء في عمل مشترك معاً، فوافق الطرفان



ومن هنا كان التعاون الكبير المنتظر بينهما، وذلك في عام 1964، عبر الأغنية الشهيرة "أنت عمري"، وهي من كلمات أحمد شفيق كامل، وكانت معدة أصلاً ليغنيها عبد الوهاب لكنه تنازل عنها لها، وُطلق عليه "لقاء السحاب" حسبما سماه الكاتب الصحفى الكبير كامل الشناوي.


تلا النجاح الساحق للأغنية، تعاون فني بينهم من خلال 9 أغاني جديدة بالأضافة ل"أنت عمري" وهم: "علي باب مصر"، و"أنت الحب"، "امل حياتي"، "فكروني"، "هذه ليلتي"، "اصبح عندي الآن بندقية"، "دارت الأيام"، "غداً ألقاك"، "ليلة حب".