الجمعة 17 مايو 2024

أبرزهن أسمهان.. 4 مطربات انتهى مشوارهن بسبب أم كلثوم

فن31-12-2020 | 13:18

حجبت الحنجرة الصداحة لكوكب الشرق أم كلثوم، أصوات مطربات شهيرات، وذلك بالتزامن مع صعود نجمها فى الغناء.


ويرصد هذا التقرير، أبرز المطربات الاتي نافسن كوكب الشرق أم كلثوم ومنهم من اختفى بسبب نجوميتها.

منيرة المهدية

مغنية وممثلة مصرية. اشتهرت بلقب سلطانة الطرب. وهي أول سيدة تقف على خشبة المسرح في مصر، ولدت في قرية المهدية مركز ههيا التابع لمحافظة الشرقية. توفي والدها وهي صغيرة وتولت شقيقتها رعايتها. بدأت منيرة المهدية حياتها الفنية كمطربة تحيى الليالى والحفلات في مدينة الزقازيق. وذات يوم شاهدها أحد أصحاب المقاهي الصغيرة في القاهرة، فأعجب بجمال صوتها واستطاع إقناعها بالسفر في العام 1905.


وفي القاهرة، ذاع صيتها ولقبت بسلطانة الطرب وسريعًا ما افتتحت ملهى خاصًا بها أطلقت عليه اسم «نزهة النفوس» تحول إلى ملتقى رجال الفكر والسياسة والصحافة في مصر وبلاد الشام والسودان بفضل ما كانت تتمتع به من شخصية قوية وقيادية.

وفى عام 1948 قررت منيرة المهدية أن تعود إلى الفن مجددًا، بعد اعتزال دام عشرين عامًا غير أن الأخبار عن الموهبة الجديدة أم كلثوم أزعجتها، فما كان من السلطانة سوى أن تخفت في "ملاية لف" وبرقع لتستطلع أمر تلك الفتاة الريفية، وأيقنت أنها أمام موهبة جبارة وصوت فريد من نوعه.

لجأت منيرة المهدية، إلى الصحفي محمد حلمي، صاحب مجلة المسرح، وطلبت منه أن يشن حملة صحفية ضد أم كلثوم، فكتب أول مقال له بعنوان "مئات العشاق ولا أدري ماذا يحبون فيها؟"، وقد استغل في مقاله حادثة تعرضت لها أم كلثوم في بلدتها القديمة، حين حاول أحدهم هناك اغتصابها فحررت محضرًا ضده، وكادت تلك المقالة أن تنال من كوكب الشرق لولا تدخل الشيخ أمين مهدي، الذي أخبرها أن الهروب سيثبت الشائعات، وأنها لا يمكن أن تترك النجاح الذي وصلت إليه بتلك السهولة.

وبالفعل واجهت أم كلثوم الحملة بشجاعة، ما زاد من شعبيتها في المقابل، أصابت حلمي لعنة الصحفي بعد أن غدرت به منيرة المهدية، ليتوفى بعدها بأيام أما المهدية، فاستسلمت أمام منافستها واعتزلت الفن، بل أصبحت واحدة من معجباتها.

أسمهان

أسمهان أو آمال الأطرش والدها فهد الأطرش وهو درزي من جبل الدروز في سوريا وكان مدير ناحية في قضاء ديمرجي في تركيا، ولديها شقيقين هما: فؤاد وفريد الأطرش المطرب والموسيقار المعروف والذي كانت على وفاق تام معه وهو الذي أخذ بيدها إلى عالم الفن وجعلها نجمة غناء لامعة إلى جانب شهيرات ذلك الوقت أم كلثوم، نجاة علي لكن وفاتها المفاجئة كتبت نهاية لمسيرتها الفنية اللامعه.

علاقة أم كلثوم بأسمهان بدأت منذ أن كانت الأخيرة تعيش باسمها الحقيقي آمال أو إميلي في لبنان، خلال مراهقتها، وفترة اكتشاف موهبتها، عن طريق ترتيل ألحان الكنيسة أو ألحان أغاني أم كلثوم، قبل أن يسمعها المطرب محمود صبح صدفة، وهي تدندن أغنية "سكت والدمع اتكلم" لأم كلثوم.

ووصف ما سمعه للشيخ داوود حسني، الذي كان أول من قارنها بكوكب الشرق، حين قال لها: "يا بنيتي أنتي شيء خارق للعادة، فمنذ عامين اكتشفت صوت فتاة جميلة مثلك، وعلمتها الغناء لأجعل منها مطربة ترقى إلى صف أم كلثوم، إلا أنها توفيت بعد أن نضج صوتها"، وأطلق عليها بعد ذلك إسم أسمهان، وهو أول من أدخل إلى قاموسها معنى أن تكون كأم كلثوم.

نقل داوود حسني بدوره سيرة خليفة أم كلثوم الجديدة إلى زميليه: محمد القصبجي وزكريا أحمد، اللذين اتفقا على تبني موهبتها، وبالفعل خطت أولى خطواتها نحو الاحتراف معهما، ومع أم كلثوم أيضًا، فكانت أغنية "أين الليالي" أولى أغانيها المسجلة مع شركة "كولومبيا لإنتاج الأسطوانات" عام 1932، وهي من ألحان محمد القصبجي، بعدها سجلت أسمهان نحو 15 أسطوانة، من بينها أغاني لأم كلثوم.

كان الملحن والموسيقار رياض السنباطي، أكثر المقتنعين بقدرة أسمهان على منافسة أم كلثوم، وهو أول من حول علاقة الأستاذة والتلميذة، إلى علاقة منافسة، حتى أنه كان دائم القول إنها الوحيدة التي وصلت إلى مرتبة أم كلثوم رغم صغر سنها.

ورغم أن محمد القصبجي كان أكثر المتعاونين معها، وإيماناً بها، كان يرى أنها حالة استثنائية لا علاقة لها بأم كلثوم أو غيرها، مثل فتحية أحمد ومنيرة المهدية، وبقية الملحنين المتعاونين معها كانوا يرون الصورة نفسها عنها. فشقيقها فريد الأطرش كان يرى فيها وسيلته لحفظ ألحانه وأنغامه منذ صغرها، ومشروعه المقبل، ضد ما يراه من اضطهاد من نجوم ذلك العصر كمحمد عبد الوهاب وأم كلثوم.

في يوم الجمعة 14 يوليو 1944 وبينما كانت في رحلة استجمام مع صديقتها ماري قلادة في "رأس البر" التي توجهت اليها بعد أزمة مع زوجها أحمد سالم، فقد سائق السيارة التي كانت تقلهما السيطرة عليها وسقطت في ترعة فماتت أسمهان وماري ونجا السائق الذي فر إلى جهة مجهولة هروب السائق عزز الشكوك في ان الحادث عمل جرمي مفتعل، وثار السؤال الذي مازالت الإجابة عنه مجهولة حتى اليوم: من قتل أسمهان؟

لائحة المتهمين طويلة جدا ولم تنج حتى أم كلثوم منها، الغريب أن شائعة تورط أم كلثوم لم تتم اثارتها إثر الحادث وانما بعد سنوات طويلة، حيث ظهرت في مجلة مصرية ولاقت رواجًا يقال انه آلم أم كلثوم كثيرًا، خاصة انها كانت تكن لأسمهان محبة وانهما التقتا في أكثر من مناسبة وكانت اسمهان تقول لها "غنيلي يا أم كلثوم" فلا تتردد أم كلثوم في ذلك، كما ينقل الإعلامي عبدالله أحمد، كما ان أيا منهما لم تقم بأي إساءة للأخرى رغم ان آراء عديدة كانت تؤكد انهما تتنافسان على زعامة الغناء، ومن بين هذه الآراء ما قاله الملحن الكبير رياض السنباطي عندما أشار الى ان اسمهان هي المطربة الوحيدة التي استطاعت منافسة أم كلثوم، أما الصحفي الياس سحاب فكان يقول ان صوت أسمهان أكثر أنوثة ودفئا انسانيًا، ولكن مساحات أم كلثوم الصوتية أوسع، ما يمنحها تملكا أكبر من الصوت وعظمة أكبر.

نجاة على

هي أول مطربة ظهرت في السينما الصامتة بمصر، ثم شاركت بالغناء والصوت في كثير من الأفلام مع كوكبة من نجوم السينما والطرب، قدمت على العديد من الأغاني في الإذاعة المصرية، وكانت أول من غنى "الأطلال" من ألحان محمد فوزي، قبل أن تُغنيها أم كلثوم.

فتحية أحمد

تحية نشأت في حي الجمالية بالقاهرة، ووالدها كان منشدًا على نطاق ضيق بالمنطقة، كما أن شقيقتها هي المطربة رتيبة أحمد، ووالدتها بمبى كشر، الفنان نجيب الريحاني هو صاحب الفضل الأول عليها قدمها فنيًا وتفوض مع والدتها لكي تقيم في المنزل مع زوجته لكنها تفرغت لأبنائها وتركت الفن بعد مشاكل عديدة تعرضت لها.

قالت فتحية أحمد عن أسباب إطلاق عليها اسم "مطربة القطرين"، قائلة: "كنت في زحلة وأسافر دائما بين مصر وسوريا وشوقي الشاعر قال للناس (توحة) بتاعتكم وبتاعتنا يقصد مصر وسوريا، وعليه لازم أطلق عليها مطربة القطرين، ولقبني رسميًا بهذا الاسم.

هناك مجموعة من العوامل كانت في صف أم كلثوم مثل وجود شخصية المثقف في حياة أم كلثوم مثل دور أحمد رامي، وإدخالها في الأوساط الفنية والسياسية والثقافية، ودعم العائلات الكبرى لأم كلثوم وهذا لم يحدث مع فتحية، وفي حوار قبل وفاتها سؤلت فتحية هذا السؤال وقالت إن أم كلثوم كانت أشطر في إدارة مواردها الفنية وكانت أكثر ذكائي فني واجتماعي مني.

فتحية أحمد، كانت معنية ببيتها أكثر وتنجب أولاد وتغيب لفترة، وشتت نفسها بين المسرح الغنائي وتسجل الأغاني، ولم تتطور مع تطور الذوق العام وظلت تسمع شيوخها المفضلين وطريقة أدائها وقفت عند مطربي السميعة واللي أم كلثوم تجاوزتها وأصبحت تغني بشكل أخر، وأم كلثوم أيضا رأت الاتجاه للسينما ومنحتها دفعة كبيرة، وهذا يعطي انطباع كبير عن الدنيا وصلت بالاثنين فين، وفتحية سنة 55 كانت تتعرض لمضايقات شديدة داخل الإذاعة.