سنوات طويلة مرت على عرض فيلم "كوكب الشرق" للمخرج محمد فاضل، الذى لم يحقق إيرادات جيدة، وتم رفعه من السينمات بعد يوم واحد، واليوم يفتح المخرج قلبه لبوابة "الهلال اليوم"، ليكشف أسباب تلك الخسارة، مشيرا إلى المؤامرة التى تعرض لها الفيلم.
وقال محمد فاضل، إن الحكاية قد بدأت بعد خمسة أعوام فقط من وفاة كوكب الشرق، حيث فكر فى عام 1980، في إخراج مسلسل تليفزيونى عن حياة "أم كلثوم"، واتفق مع الكاتب أسامة أنور عكاشة، على كتابة المسلسل، مستشهدا بحلقة فى البرنامج الذى كان يقدمه الإعلامى مفيد فوزي، وقتها، حيث كان ضيفا على البرنامج، وتحدث عن المسلسل، كما نشر خبر فى مجلة الكواكب -بذات العام- يفيد بأن فردوس عبد الحميد، ستؤدى دور أم كلثوم فى مسلسل تليفزونى يكتبه أسامة أنور عكاشة، ويخرجه محمد فاضل، مشيرا إلى أنهم عقدوا جلسات عمل مع محمد الدسوقى ابن شقيقتها، ولكن المشروع توقف بسبب عدم وجود جهة منتجة فى ذلك الوقت.
وتابع «فاضل»، أنه بعد نجاح فيلم "ناصر 56"، قرر مع السيناريست إبراهيم الموجى، تقديم فيلم عن أم كلثوم، ووقعا بالفعل عقود مع مدينة الإنتاج الإعلامى عام 1998، عندما كان يديرها ممدوح الليثى، ولكن بعد ذلك تولى المخرج يحيى العلمى، وتعاقد على إنتاج مسلسل لأم كلثوم، رغم وجود عقد بإنتاج الفيلم، فقاموا بتصعيد الأمر إلى صفوت الشريف، الذي كان وزيرا للإعلام وقتها، وكان أمين بسيونى رئيسا لمجلس أمناء اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وقال إن القطاع سينتج العملين لأن «أم كلثوم» تستحق.
وأضاف: "كان المتوقع والطبيعيى وقتها أن يتم إنتاج الفيلم وعرضه قبل المسلسل، ولكن «العلمى» أصر علي إنتاج المسلسل وعرضه قبل الفيلم، فقرر هو وإبراهيم الموجى، سحب الفيلم من قطاع الإنتاج والبحث عن منتج آخر، وبالفعل اتفقا مع نجيب ساويرس، الذى كان يمتلك شركة إنتاج فنى، ولكنه لم يأخذ خطوات جادة".
واستكمل المخرج محمد فاضل حديثه، بأنهم عند تلك اللحظة، قرروا تأسيس شركة إنتاج هو والموجى، وفردوس عبدالحميد من أجل إنتاج الفيلم، وحصلوا على قرض من البنك الأهلى قيمته 2 مليون جنيه، وبدأوا التحضير للفيلم، بعدها التقى فاضل بصفوت الشريف صدفة فى افتتاح مسرح محمد صبحي بسينما راديو، وسأله عن أخبار الفيلم، وعندما علم أنه سينتجه من خلال الشركة قال له "هتفلس يا محمد يا فاضل"، وطلب منه أن يذهب للمهندس عبد الرحمن حافظ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، ليكون الاتحاد شريكاً فى الانتاج، كما حدث فى فيلم "الآخر" مع يوسف شاهين.
وعن أجواء المقابلة يقول "فاضل"، إنه ذهب بالفعل لمكتب عبد الرحمن حافظ، والتقى به فى وجود الدكتورة درية شرف الدين، وقال له حافظ، أنه سيشارك فى الإنتاج بشرط تنفيذه في الوقت الذي يقررونه في الاتحاد، فقرر وقتها أن تنتجه الشركة التى أسسوها، وبالفعل تم تصوير الفيلم، وقام بتحميضه وعمل الميكساج فى "تشيكوسلفاكيا".
بعد ذلك، اتفق معه الموزع محمد حسن رمزي على عرض الفيلم، وجعله يطبع 30 نسخة، بدلا من15 فقط كما كان ينوي، لعدم وجوود أموال، وقام بعمل حملة دعاية للفيلم تكلفت 200 ألف جنيه وهو مبلغ كبير وقتها، ثم نظموا عرضاً خاصا للفيلم في سينما التحرير، بحضور عدد كبير من الفنانين والمهتمين الذين أبدوا إعجابهم الشديد بالفيلم، وأكد له مدير سينما التحرير أن هذا الفيلم سيستمر عرضه ثلاثة أسابيع على الأقل، وسيحقق أرباحاً جيدة.
ولكن فوجئ فاضل -حسب كلامه- بعد العرض الخاص، بإعلان عن فيلم أم كلثوم، يتبعه إعلان عن عرض فيلم "الآخر"، بعد أسبوع واحد فقط من عرض "أم كلثوم"، أى أن الفيلم سيعرض لمدة أسبوع فقط، وهذا يعني وجود قرار مسبق بعرض الفيلم لمدة أسبوع واحد فقط، واتصل فاضل بحسن رمزي، وطلب منه سحب الفيلم، وعدم عرضه، ووافق حسن رمزي بسرعة، وطلب منه إرسال فاكس يؤكد فيه هذا الطلب.
وأصر مدير سينما التحرير وقتها على عرض الفيلم ليوم واحد، لحين وجود فيلم آخر جاهز للعرض، لأن السينما لا يمكن أن تظل بدون عرض، وأكد له مدير سينما التحرير أن عرض الفيلم لأسبوع واحد كان قرار من موزع الفيلم، وليس له علاقة بجماهيرية الفيلم لأنه لم يكن قد عرض للجمهور بعد.
وتفسيرا لهذه الأحداث، يؤكد فاضل أنه تعرض للعقاب، لأنه تحدي صفوت الشريف، ورفض أن يشارك اتحاد الإذاعة والتليفزيون فى إنتاج الفيلم، قائلا: "عاقبوني علشان مسمعتش الكلام"، وقرر صفوت الشريف وقتها عدم عرض الفيلم، قبل عرض المسسل، الذي عرض فى رمضان بدعاية ضخمة وحقق نسبة مشاهدة كبيرة، لذلك فقد الجمهور الشغف لمشاهدة الفيلم.
وأضاف «فاضل»: "تحققت تهديدات صفوت الشريف وفعلا فلست واستسلمت للموزعين، وبعت التوزيع الخارجي بتسعين ألف دولار فقط، حتى أسدد جزء من ديوني، وبسبب الخسائر والديون، ذهبت فردوس عبد الحميد لزكريا عزمي، الذي كان مستشارا لرئيس الجمهورية، وعرضت عليه الأمر"، واتصل بدوره بصفوت الشريف، الذى عرض على فاضل الشراكة في الفيلم بنسبة خمسين في المائة، وتشكلت لجنة مكونة من يحيي العلمي ومحمد فوزي وصفوت غطاس، ورغم أن السعر الذي عرضوه للمشاركة في الفيلم كان قليلا إلا أنه وافق لانقاذ ما يمكن إنقاذه، وحصلوا على حق امتلاكه مدى الحياة.
ورغم كل ما حدث يؤكد فاضل، أنه ليس نادما على إنتاج الفيلم، فهو موجود فى المكتبة السينمائية، وما زال يعرض على شاشات التليفزيون، كما عرض فى معهد العالم العربي في باريس، ولاقى إعجابا شديدا.