الخميس 23 مايو 2024

معالم الثقافة الألمانية الأخيرة بين تأييد ومعارضة الألمان

1-5-2017 | 17:49

اختلف الشارع الألماني حول المعالم الرئيسية للثقافة والتقاليد الألمانية التي حددها وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزير، خلال تصريحات له، حيث انتقدت تصريحاته من قبل معارضين، في حين قوبلت هذه التصريحات باستحسان أعضاء بالتحالف المسيحي الديمقراطي الذي تتزعمه المستشارة أنجيلا ميركل والذي ينتمي إليه الوزير.

وفسر عدد من الخصوم السياسيين للوزير الألماني هذا النقاش الذي أثاره دي ميزير باعتباره معركة انتخابية وإثارة للنعرات اليمينية.

ودعا دي ميزير مواطنيه إلى تبني أطر ومعالم أساسية تكون بمثابة أركان رئيسية للتقاليد الألمانية قائلا في مقال بصحيفة "بيلد" أمس الأحد: "إن من يثق في مجموعه الثقافي يكون قويا".

ورأى الوزير الألماني أنه عندما تكون هذه الثقافة الخاصة بالألمان "هي التي نهتدي بها.. فسيكون لها تأثير على الآخرين يساهم في تشكيلهم بمن فيهم أولئك الذين يأتون إلينا ويسمَح لهم بالبقاء عندنا".

ذكر توماس دي ميزير قائمة من عشر نقاط اعتبرها وبمنأى عن الحقوق الأساسية والدستور بمثابة المجموع الثقافي أو المرجع الثقافي للألمان وقال إن هذه النقاط العشر ليست قواعد قانونية "بل قواعد ضمنية لتعايشنا" يمكن أن تسمح بإضافة المزيد من النقاط إليها.

وأبرز دي ميزير خلال النقاط العشر التي تميز الثقافة والتقاليد الألمانية أن المجتمع الألماني "مجتمع منفتح" وأضاف: "نحن نكشف عن وجهنا، فلسنا مجتمع برقع" مشيرا بذلك لرفض النقاب أو البرقع من قبل المجتمع الألماني.

كما رأى الوزير الألماني أن الدين في ألمانيا "هامشي وليس ركنا في المجتمع" حيث إن المناسبات الكنسية "تصبغ إيقاع العام وتميز أبراج الكنائس صورة بلدنا" وفي الوقت ذاته فإن ألمانيا محايدة فيما يتعلق بالعقيدة الدينية "و الاحترام والتسامح مهمان بالنسبة لنا".

كما أكد دي ميزير أن مبدأ الاحتكام للأغلبية يتضمن أيضا حماية الأقلية وأن العنف مرفوض في المجتمع الألماني مضيفا: "نحن لا نربط تصورات عن الشرف بالعنف" وأن الألمان "وطنيون واعون و الوطني الواعي يحب بلده ولا يكره البلدان الأخرى". وتابع دي ميزير مُعدِدا النقاط العشر الأساسية التي تميز الثقافة الألمانية في نظره قائلا: ".. إن من بين سمات هذه الثقافة الرئيسية وجود نموذج تعليمي بشكل ما يحتذى به وفكرة مرشدة وإرث للتاريخ الألماني يتضمن علاقة خاصة بإسرائيل والثراء الثقافي.."

وقوبل هذا "الكتالوج الثقافي" للوزير الألماني بمعارضة من قبل الحزب الاشتراكي الديمقراطي، الشريك في الائتلاف الحاكم، والحزب الديمقراطي الحر وحزب الخضر حيث قالت كاتارينا باريلي، الأمين العام للحزب الاشتراكي الديمقراطي، في معرض ردها على هذه النقاط: "إن مجموعنا الثقافي اسمه الدستور والذي ينظم جميع الجوانب الهامة للتعايش في ألمانيا، المساواة بين الرجل والمرأة، حرية الصحافة والرأي والدين وكذلك انفراد الدولة باستخدام القوة لتنفيذ القانون". ورأت باريلي أن دي ميزير "اقتصر في رسائله على الحساسيات اليمينية". وانضمت الاشتراكية هانيلوره كرافت، رئيسة وزراء ولاية شمال الراين فيستفاليا إلى زميلتها باريلي في اعتراضها على النقاط العشر للوزير دي ميزيير. من جانبه قال رئيس الحزب الديمقراطي الحر، كريستيان ليندنر، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الوزير دي ميزير لا يسعى من وراء هذه التصريحات إلا إلى شن معركة انتخابية وأضاف: "مقال السيد دي ميزير مناورة لتشتيت الانتباه، الحزب المسيحي الديمقراطي لا ينفذ سياسة هجرة حديثة قائمة على أساس قانوني، وبدلا من ذلك فإن هناك دفع لجميع النقاشات".

أما السياسي البارز يورجين تريتين، وزير البيئة السابق عن حزب الخضر، فاعتبر تصريحات دي ميزير في تغريدة له على موقع تويتر بمثابة "تأجيج خالص للمشاعر". ورأت رئيسة حزب الخضر، زيمونه بيتر، أن ألمانيا ليست بحاجة لنقاش عن الأطر الرئيسية للثقافة الألمانية بل لـ "سياسة داخلية جديدة تدفع بالاندماج للأمام وتراقب الشبكات اليمينية وتسلط الأنظار على الإسلاميين الذين يمثلون مصدر خطر" وذلك حسبما جاء على حسابها في موقع تويتر.

وفي السياق نفسه هاجمت فراوكه بيتري، رئيسة حزب اليسار، وزير الداخلية الألماني بشكل شخصي قائلة بعبارة ألمانية مُقفَّاة: "النموذج دي ميزير، نسف الثقافة الرئيسية أثناء الفترة التشريعية، والقيام بدور المدافع الأكبر عن الثقافة قبل أسبوعين من الانتخابات".