في ثاني أيامها، صدمت 2021، الوسط الفني والثقافي، برحيل أحد أهم الكتاب في تاريخ السينما المصرية، وهو الكاتب الكبير وحيد حامد، الذي رحل عن عالمنا صباح اليوم، عن عمر يناهز 77 عاما بعد أزمة قلبية نقل على إثرها لأحد مستشفيات القاهرة.

 وحيد حامد، حصل علي التقدير في حياته، حيث حصل علي أرفع الجوائز من الدولة، وهي "النيل"، بالإضافة إلى جائزة الدولة التقديرية، وجائزة الدولة للتفوق في الفنون، وأخيرا، جائزة فاتن حمامة للتميز الذي تسلمها من الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة المصرية، في افتتاح الدورة الأخيرة من مهرجان القاهرة، والتي بكي عند استلامها وأبكى جميع الحضور تأثرا، حين قال "الحمد لله إني عشت لحد ما اتكرمت في مهرجان القاهرة".

ولد في الأول من يوليو 1944، بمحافظة الشرقية، وتخرج من قسم الاجتماع بكلية الآداب جامعة عين شمس عام 1967، وربما لا يعرف الكثيرون أنه بدأ حياته ككاتب قصة قصيرة، وليس سيناريست، حيث أصدر أول مجموعة قصصية بعنوان "القمر يقتل عاشقه".. ولكن في هذا الزمان كان هناك كبار، يتابعون المبدعوين الصغار ويرشدونهم للطريق الصحيح، وهو ما فعله الكاتب الكبير يوسف إدريس، عندما نصحه بالاتجاه لكتابة السيناريو، هذه النصيحة الذهبية، التي منحتنا كاتب سيناريو متفرد ومتميز.

 كان مسلسل "أحلام الفتي الطائر" سنة  1978، هو وثيقة التعارف مع الجمهور، حيث حقق المسلسل نجاحا متفردا، وفي كل مرة من مرات إعادة عرضه، كان يلتف حوله جميع أفراد الأسرة يتابعونه بشغف.

ثم بدأ حامد مشواره السينمائي الكبير بفيلم "طائر الليل الحزين"، ثم "فتوات بولاق" إخراج يحيى العلمي.

وانطلق في عالم السينما، ليحفر اسمه بحروف من ذهب في أفلام مع كبار مخرجي السينما المصرية، مثل سمير سيف، وعاطف الطيب، نادر جلال، وخيري بشارة، وعلي عبد الخالق، وسيمون صالح، ومحمد نبيه، ومحمد ياسين وتامر محسن.

تميز الكاتب الراحل، بأنه كان متجددا دائما، ولم يتوقف تعاونه مع مخرجي جيل معين، بل تعاون مع كل الأجيال، كما ناقش كل القضايا التي عاصرها، مثل مشكلة الإرهاب التي ناقشها بقوة في كثير من الأفلام.

وقدم ثنائيات متميزة مع عدد من المخرجين مثل سمير سيف الذي قدم معه تسعة أفلام، بدأت عام 1982، بفيلم "غريب في بيتي" بطولة نور الشريف وسعاد حسني، ثم "الغول" و"الهلفوت"، و"الراقصة والسياسي"، و"آخر الرجال المحترمين"، و"معالي الوزير".

 وقدم حامد مع المخرج عاطف الطيب خمس أفلام، منها "البريء" بطولة أحمد زكي، و"التخشيبة"، و"الدنيا على جناح يمامة"، بطولة محمود عبد العزيز وميرفت أمين. 

وتعاون مع حسين كمال "كل هذا الحب"، و"المساطيل" و"نور العيون"، وكتب "حد السيف" للمخرج عاطف سالم.

أما أكثر تجاربه تميزا، فكان الثلاثي، الذي كونه مع المخرج شريف عرفة، والفنان عادل إمام، حيث قدموا معا، مجموعة من الأفلام التي نجحت نجاحا جماهيريا كبيرا، وناققشت قضابا اجتماعية وسياسية هامة، وهي "اللعب مع الكبار"، و"الإرهاب والكباب"، و"المنسي"، و"طيور الظلام"، و"النوم في العسل".

وقدم مع المخرج محمد ياسين ثلاثة أفلام هي؛ "محامي خلع"، بطولة هاني رمزي و"دم الغزال"، بطولة نور الشريف ومني زكي و"الوعد"، بطولة محمود ياسين وآسر ياسين.

وتعاون أيضا مع المخرج يسري نصر الله في فيلم "احكي يا شهرزاد" بطولة مني زكي"، وتعاون مع ابنه مروان حامد في فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي كتبع عن قصة لعلاء الأسواني، وتعاون مع المخرج تامر محسن ف فيلم "قط وفار".

وكما بدأ وحيد حامد مسيرته بكتابة المسلسلات التليفزيونية، فقد كان آخر ما كتب له السيناريو، هو "مسلسل الجماعة"، الذي كتب منه جزأين، الأول من إخراج محمد ياسين، بطولة إياد نصار، والثاني من إخراج شريف عرفة.

وكان آخر تصريح لوحيد حامد لـ"الهلال اليوم" منذ عدة أيام، وقال فيه إنه يعكف حاليا على كتابة الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة".