تشهد مصر خلال الفترة الحالية حروب الشائعات خاصة في ظل انتشار فيروس كورونا، مما تعد أحد الحروب النفسية التي تتبعها بعض الأفراد لكسر عزيمة الشعب، لذا نصح خبراء علم النفس والاجتماع بضرورة وجود منصة تقوم بنشر كافة المعلومات والقرارات وتوضيحها لعدم انتشار الشائعات.
والجدير بالذكر أن هناك المركز الإعلامي لمجلس الوزراء، يقوم برصد الشائعات وتفنيدها من على مواقع التواصل الاجتماعي والإلكترونية، ويقوم بإصدار نشرة أسبوعية كل يوم جمعة، بها الشائعة والحقيقة، ويصل متوسط عدد شائعات أسبوعيا نحو 15 شائعة، يتم نشرها بشكل أسبوعي، أي أن متوسط إجمالي عدد الشائعات خلال 2020 نحو 780 شائعة.
وجاءت أبرز الشائعات حول ملف الدعم التمويني من حيث رفع أسعار الزيت أو الأرز، نقص الاحتياطي الاستراتيجي من السلع الغذائية، فرض ضرائب جديدة، إلغاء امتحانات، فصل الموظفين من القطاع العام، عدم وجود سرير في المستشفيات لاستقبال مرضى فيروس كورونا (كوفيد 19)، نقص أدوية كورونا.
منصة إلكترونية لمواجهة الشائعات
فمن جانبها قالت الدكتورة هالة منصور، أستاذ علم الاجتماع بجامعة بنها، إن السبب وراء الشائعات وانتشارها هي ندرة المعلومات، فإذا كان ليس هناك معلومات كافية وواضحة بشأن قضية ما، يبدأ مروجو الشائعات في إطلاق الأكاذيب التي قد تكون جزء من الحرب النفسية.
وأضافت منصور في تصريحات خاصة لـ "الهلال اليوم"، أن الإعلام والقيادة السياسية عليهم دور في توضيح كافة المعلومات خاصة إذا كان هناك قرارات جديدة سوف تتخذ، مما يقطع الطريق على مروجي الشائعات في بث سمومهم التي قد تكون حرب نفسية وضغوط على مستقبلي تلك الشائعات.
وطالبت بضرورة وجود منصة عليها خدمة البحث عن أي معلومة وكافة التفاصيل والمعلومات يلجأ إليها المواطن إذا تم سماع أي شائعة يريد التأكد منها أو نفيها، مشيرة إلى أن تلك المنصة ستكون هي الجهة الوحيدة الموثوق منها وتشرف عليها كافة الوزارات وتنشر عليها المعلومات وكافة التفاصيل بشكل مستمر، بحيث في حالة انتشار أي خبر يستطيع الفرد الدخول على المنصة وقراءة التفاصيل، لمنع أي حروب نفسية، خاصة خلال الفترة الحالية التي نعيشها وهي انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) ففي الأزمات تنتشر الشائعات.
مواجهة حرب الشائعات
وفي نفس السياق قال الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن الشائعات تجد البيئة الخصبة لنموها عندما تقل المعلومات وتصبح مبهمة غير مفهومة أو غير واضحة، لذلك تنمو وتنتشر أسرع من تصحيح المعلومة، مطالبا من الإعلام توضيح كافة الحقائق والمعلومات حول القرارات التي تصدرها بشكل يومي من الحكومة.
وأضاف فرويز، في تصريحات خاصة لـ"الهلال اليوم"، أن قوى الشر تلعب بشكل كبير على نشر الشائعات خاصة في الفترة التي نمر بها الآن في ظل انتشار فيروس كورونا، وستزداد خلال الفترة المقبلة، وإذا لم يكن هناك متابعة بشكل دوري لكافة الأخبار والمعلومات التي تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي "تويتر - فيس بوك"، سوف تنمو الشائعات وتبدأ الحرب النفسية.
وأشار استشاري الطب النفسي، إلى أن بداية العام 2021 جاءت مع بداية انتشار فيروس كورونا، أي أن الشائعات سوف تنتشر بشكل أسرع من السابق، لذا يجب على وسائل الإعلام توضيح الحقائق والمعلومات.
وطالب فرويز المواطنين بتجنب الأخبار السلبية من أجل رفع المناعة وعدم التعرض لأي ضغوط نفسية، مؤكدا أن الضغوط النفسية تقلل المناعة، مما سيسهل تمكن فيروس كورونا من الفرد.