الجمعة 17 مايو 2024

القاهرة التى لا يعرفها الحاقدون

أخرى5-1-2021 | 17:49

كثير من القنوات المعادية تبث صوراً للعواصم العربية مظهرة حجم التطوير في المدن العربية الغالية على قلوبنا، وتجاهلت تمامًا القاهرة أكبر مدينة عربية من حيث تعداد السكان والمساحة.


القاهرة التي قهرت كل الأعداء ستظل كابوسًا لهؤلاء الحاقدين، تلك المدينة الساحرة التي تحكي شوارعها وجدرانها تاريخ شعب مصر وحضارته العريقة التي أثرت البشرية على مر العصور، القاهرة التي استظل مريم وعيسي بشجرها، القاهرة المسلمة منذ فتحها عمرو بن العاص عام 641م وبنائه لمسجد يحمل اسمه، والذي يعد أول مسجد يُبنى في إفريقيا.


القاهرة التي أسس جوهر الصقلي في عهد الخليفة المعز لدين الله الفاطمي، جامع الأزهر عام 969 م، ليتعلم منه المسلمون قيم التسامح والتعايش في كل الأزمنة.


القاهرة مدينة الألف مئذنة، القاهرة صاحبة الكنيسة المعلقة التي بناها الإمبراطور تراجان في القرن الثاني الميلادي، التي بنيت على أنقاض مكان يقال أنه احتمت فيه العائلة المقدسة (السيدة مريم العذراء، المسيح الطفل، والقديس يوسف النجار)، وبجوارها مسجد عمرو بن العاص ومعبد بن عزرا اليهودي، ألا تستحون وأنتم تتجاهلون القاهرة التي يخجل تاريخها أن يذكر على ألسنتكم.


لن نحكي عن تاريخ الأسر الفرعونية فقد تصابون بصدمة وأنتم تقرأون تاريخ مدينة أعرق من تاريخ أي مدينة في العالم، فعيونكم لن تطول أن ترى إنجازات مدينتنا، وقلوبكم لن تتحمل التطور الحضاري والعمراني الذي حدث بعد أن أطحنا بمخطط الإخوان الخبيث في يونيو 2013، وهرب أنصارها ليعيشوا على فتات ما يلقيه أسيادهم الحاقدون.


لن نحكي عن تاريخ الجنوب أو الأسكندرية منارة البحر المتوسط، والتى تستضيف الآن مبادرات الجذور التى تعنى بالبعد المتوسطى من تاريخ مصر، التى كانت ولا تزال نقطة تلاقى الحضارات والثقافات بين الشرق والغرب.


نعم إنها القاهرة التي تغنى بها الشعراء، واتخذوا من نيلها ملهمًا لروعاتهم، لن أقول أن القاهرة التي يوارى ترابها أجساد دافعت عن الأمة العربية طوال زمانها، كان مؤسسو دولتكم يقبلون أياديهم، أو علماء علموكم كيف تتهجىون الحروف، أو شيوخ وقساوسة علموكم كيف تقرأون القرآن والإنجيل، فترابنا يحمل كنوزًا أغلى من بترولكم الذي سينقضي يوما، ويظل ترابنا يحمل كنوز تتندر عليهم الأنسانية بأجمعها.


القاهرة التى أفصحت عن جمالها وحداثتها بالعرض المبهر الذى قامت به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية على كوبرى "تحيا مصر"، الذى دخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية كأكبر كوبرى ملجم فى العالم- فى يوم رأس السنة، وتابعته كاميرات وكالات الأنباء الدولية، لتدخل القاهرة فى منافسة على الجمال بين أكبر عواصم العالم.. ولا عزاء للحاقدين.