الخميس 16 مايو 2024

فى ذكرى وفاته.. «مقال» تسبب فى نفى بيرم التونسى

فن5-1-2021 | 19:08

تحل اليوم ذكرى وفاة الشاعر المصري ذو الأصول التونسية بيرم التونسي الـ60، حيث توفى يوم 5 من يناير 1961.

 

بيرم التونسي  من مواليد مارس 1893 أسمه الحقيقي "محمود محمد مصطفي بيرم الحريري"، ولد لعائلة تونسية تعيش في الإسكندرية، بدأ دراسته  بالمعهد الديني في مسجد المرسي أبو العباس، وعندما توفى والده كان لا يزال في عمر الرابعة عشر عاما انقطع عن المعهد، وأدار دكان أبيه.

 

ومر بيرم التونسي بالعديد من الأمور المحزنة منها وفاة أخته بعد مولدها بثلاثة أيام، وأيضا عندما اكتشفت والدته أن والده كان متزوجاً عليها فنانة، مما أثر علي نفسيته وجعله طفلا حزينًا، وزاده تعاسة موت الأب الذي لم يترك لهم سوى المنزل الذي يقيمون فيه، حيث استولت زوجة أبيه على ثروته التي كانت تقدر بـ 5 آلاف جنيه ذهب، واستولى أبناء عمه علي تجارة أبيه، و نتيجة لذلك انقطع بيرم التونسى عن الدراسة، وعمل كصبي في محل بقالة، ولكنه لم يستمر طويلاً لأنه طرد، وتوفيت أمه عام 1910، و قال عن وفاتها: "ابتدأت حياة من الضياع، فقد انتقلت للإقامة مع أختي أبي المتزوجة من خالي، وكانت تعد علي الأنفاس والحركات والسكنات وتضيق ذرعًا بأية خدمة تؤديها لي".

 

 

 

بدأت شهرته عندما كتب قصيدة ينتقد فيها المجلس البلدي بالإسكندرية بسبب فرضه ضرائب باهظة، تحت عنوان "المجلس البلدي"، ثم بدأ مسيرته الحافلة بالأعمال التي أمتعنا بها.

 

دخل بيرم التونسى مجال الصحافة فأصدر مجلة "المسلة" في 1919، وكان شجاعاً و ينتقد الأوضاع التي لا تعجبه في الدولة، فكتب مقال هاجم فيها زوج الأميرة فوقية ابنة الملك فؤاد، فبسبب هذه المقالة تم نفيه من مصر إلي تونس، ثم سافر لفرنسا، وعمل حمالاً في ميناء مارسيليا لعامين.

 

وحاول بيرم التونسى أن يزور جواز سفره لكى يعود إلى مصر، و لكن ألقي القبض عليه، وتم نفيه إلي فرنسا، وهناك عمل في شركة للصناعات الكيماوية، وفصل منها بسبب إصابته بمرض، ثم واجه ظروفاً معيشية صعبة، ولكنه استمر في كتاباته.

 

شهد عام 1932 ترحيله من فرنسا إلي تونس بعد طردها للأجانب، وهناك أعاد نشر صحيفة "الشباب"، وكان يتنقل بين لبنان و سوريا، ولكن السطات الفرنسية قامت بإبعاده عن سوريا لإحدى الدول الأفريقية، وعندما كان في طريقه إلي المنفي توقفت الباخرة بميناء بورسعيد، و نجح فى أن يهبط ببورسعيد، وذهب للقاء أهله، ثم قدم التماسا إلي القصر وتم العفو عنه، وعمل في العديد من الجرائد منها "أخبار اليوم"، و "المصري"، و "الجمهورية".

 

رغم نفي بيرم التونسى كثيرا، إلا أنه أبدع في كتاباته كشاعر منفى يحن إلى وطنه، وعندما قامت ثورة 1952 فرح بها كثيراً، وأيدها، وقال فيها الأشعار والأزجال، وفى عام 1954 حصل علي الجنسية المصرية، ثم دخل المجال الفني فألف الكثير من الأغاني و المسرحيات الغنائية، وتعامل مع كوكب الشرق أم كلثوم، فريد الأطرش، أسمهان، شادية، محمد فوزي، وغيرهم من الفنانين الكبار.

 

ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر جائزة الدولة التقديرية، عن جهوده في الأدب والفن عام 1960، وبعد عام من منحه للجائزة توفى فى مايو 1961 عن عمر يناهز 67 عامًا.