الأربعاء 15 مايو 2024

كل يوم كتاب| الأجنحة المتكسرة.. أكثر روايات جبران خليل جبران رومانسية

فن6-1-2021 | 20:15

"الأجنحة المتكسرة" هي رواية للشاعر والرسام جبران خليل جبران، وتعتبر من أشهر قصصه وأكثرهم رومانسية، ونشرت للمرة الأولى في عام 1912، وتتحدث عن حب شابين لم يستطيعا أبداً أن يجتمعا بسبب قسوة الحياة.


وجبران خليل جبران شاعر، كاتب، رسّام وفيلسوف لبناني ولد عام 1883 في الشمال اللبناني، ويعدّ أحد أهم وأشهر أدباء المهجر، حيث هاجر مع أمه إلى الولايات المتّحدة صغيرًا، وهناك درس الفنون وكانت انطلاقة مشواره الأدبي، وبرع جبران في جميع مجالات الأدب فكتب الشعر والرواية والفلسفة والروحانيات والسياسة وله العديد من المؤلفات باللغتين العربية والإنجليزية.


"سلمى كرامة" وهي المحبوبة الجميلة التي وقع في حبها الشاب (جبران خليل) في روايته، وهي ابنة فارس كرامة وكان هو صديق لوالد الشاب العاشق.


دعا فارس والد سلمى الشاب لمنزله، للحديث معه عن صداقته بوالده وكان يعتز به كثيراً لأنه يذكره به. 


زار الشاب منزل فارس كرامه، وهناك رأى سلمى لأول مرة، وعلى مايبدو إنه وقع بغرامها من النظرة الأولى، ظل الشاب يتردد على منزل فارس كرامة وفي كل مرة يزداد تعلقه وحبه بسلمى.


وفي ذات يوم، دعى مطران البلدة فارس كرامة للحديث معه، فانتهز الشاب الفرصة، وذهب إلى سلمى واعترف لها بحبه، فصارحته هي أيضاً أنها تكن له نفس الحب.


عاد فارس كرامة والدها من زيارة المطران، وأخبر سلمى بالخبر الصاعق إنها سوف تتزوج من ابن أخو المطران، والذي يدعى "منصور بك" وهو شاب يريد أن يتزوجها طمعاً في ميراثها، لم يكن والدها موافقاً على منصور، ولكن سيطرة رجل الدين آنذاك والمتمثلة في المطران جعلت والدها لم يستطع الاعتراض.


بالفعل أجبرت سلمى على الزواج من منصور، وأثناء زواجها منه لم تكن تستطع نسيان حبيبها، فكانا يلتقيان مرة في الشهر في معبد صغير بعيد عن بيتها يتبادلان الحديث والهموم.


وفي السنة الخامسة لزواج سلمى و"منصور بك"، حملت سلمى بطفل وبعد الولادة توفيت هى وطفلها، وتخلصت للأبد كما كانت تريد من قيدها البشري.


جبران في هذا العمل يتأرجح بين الثنائية الرومانسية الروح والمادة فيقدِّس الروح ويجعل منها مخرجًا لتجاوز الجسد، لذلك يرى جبران أن قمة التحرر من عبودية الجسد تتمثل في فكرة الموت، حيث تنصرف الروح إلى مرجعيتها المفارقة لتتجاوز أغلال العالم المادي.


قال الكثيرون عن هذا الكتاب إنه سيرة ذاتية لجبران وسلمى تمثلها إليزابيث هاسكل معشوقته النادرة، ولكن كان جبران يصر على أن كل أعماله من وحي خياله. 


ويقول في الأجنحة المتكسرة، إن النفس الحزينة المتألمة تجد راحة بانضمامها إلى نفس أخرى تماثلها بالشعور وتشاركها بالإحساس مثلما يستأنس الغريب بالغريب في أرض بعيدة عن وطنهما.. فالقلوب التي تدنيها أوجاع الكآبة بعضها من بعض لا تفرقها بهجة الأفراح وبهرجتها.


وفي كتاب، قاموس جبران خليل جبران يقول الكاتب إسكندر نجار، إنه على صعيد الشكل، يلاحظ القارئ أنّ الحبكة الرومانسية تطغى عليها الأفكار والاستطرادات التأملية، وأنّ القضة ليست أكثر من ذريعة تتيح للمؤلف صوغ الأفكار المعتملة في صدره، رفض التقاليد البالية التي تقيد المرأة الشرقية، انتقاد السلوك الإقطاعي لرجال الدين، مثلين بالمطران، إلى موضوعات أخرى كالكآبة والموت والجمال والثورة والحب والأمومة والطبيعة. 


وما يشفع ل الأجنحة المتكسرة على المستوی الشكلي هو النَفس الشعري الذي بث الحياة في مجمل النص، فأشكال المجاز والرموز المائلة حتى في عناوين الفصول تثير باستمرار خيال القارئ، عدا أنّ وتيرة الجمل موقّعة بحيث يخيّل إليه أنّه أمام قصيدة نثر وهي نوع من الشعر كان جبران سبُّاقا إليه في الأدب العربي.


    Dr.Radwa
    Egypt Air