الأربعاء 22 مايو 2024

فى ذكرى ميلادها.. هذا سر علاقة مريم فخر الدين بـ«الشعراوى»

فن8-1-2021 | 12:42

تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين، حسناء السينما المصرية، التي قدمت أعظم الأدوار الرومانسية مع ألمع نجوم الشاشة.


ولدت مريم محمد فخر الدين عام 1933 بمدينة الفيوم لأب مصري وأم مجرية، وهي الشقيقة الأكبر للفنان يوسف فخر الدين، وأجادت 5 لغات، حصلت عليها من خلال دراستها بمدرستها الألمانية بباب اللوق، والدها كان صارمًا ومسلمًا محافظًا، وأمها كانت مسيحية متدينة، لكنهما عاشا سويًا مع تمسك كل منهما بديانته.


دخلت مجال السينما في سن صغيرة، بعد فوزها بجائزة أجمل وجه من مجلة “إيماج” الفرنسية، وتحدثت عن طفولتها في أحد البرامج وقالت إنها درست في مدرسة للراهبات، وسجلتها والدتها في المدرسة باسم ماري فخري، وليس باسمها الحقيقي وظلت حتى سن الثانية عشرة لا تعرف شيئا عن الدين الإسلام، ثم اكتشف والدها الأمر فذهب للمدرسة ووضح حقيقية ديانتها.


كانت لا تعرف مريم فخر الدين كيفية أداء الصلاة، وذلك لفترة طويلة من حياتها، وقالت في لقاءات لها، أنها لجأت للفنانة شادية، كي تعلمها طريقة أداء الصلاة، وساعدها الشيخ محمد متولي الشعراوي، حيث أرسلت إليها شادية كتاب "المسلم الصغير" ولكنها لم تفهم منه شيئا، وفوجئت بالشيخ الشعراوي يتصل بها ليساعدها، وعندما أخبرته أنها لا تستطيع حفظ "التشهد" أباح لها قراءة الفاتحة ثم التسليم.


كما أباح لها أن تستحم قبل كل فرض لعدم إدراكها لفكرة الوضوء، حتى تمكنت من تعلم الوضوء وحفظ التشهد بعد أن روت لها إحدى صديقاتها قصة الإسراء والمعراج.


طلبت من والدتها أن تلتقط لها صورة فوتوغرافية تذكارية فاستجابت الأم لرغبتها على أن يكون ذلك بدون علم والدها وأخيها الأصغر يوسف فخر الدين، وفي الاستوديو لفت المصور نظر الأم إلى أن مجلة "ايماج" الفرنسية، التي تصدر عن مؤسسة دار الهلال، أعلنت عن مسابقة لأجمل صورة، ويلتقطها المصور مجانا، فوافقت الأم ونسيت الأمر إلى أن تم نشر الصور وفازت بلقب "فتاة الغلاف".


فتحت لها أبواب الشهرة وبدأت يتوافد على منزلها الصحفيين والفنانين والمخرجين منهم أنور وجدي وحسين صدقي، وكان والدها يطردهم قائلا: "ليس لدينا بنات لهذه المسخرة".


وفي يوم من الأيام، زارهم المخرج أحمد بدرخان، بصحبة صديق العائلة عبده نصر، وعرضا على والدها رواية بعنوان "اللقيطة" لتعلب ابنته دور بطولتها، فوافق بعد أن اقتنع بها، حيث رأى أنها رواية إنسانية تنصف اللقيط ووافق حتى تكون ابنته مثلا أعلى لبنات جيلها، واشترط والدها أن يكون أول مشهد لها في رواية "اللقيطة" وهي تصلي وكانت هذه هي البداية.


كان زوجها الفنان والمخرج محمود ذو الفقار قاسيًا عليها، تحكم في كل ما يتعلق بحياتها من اختيار أدوارها والاستحواذ على أجرها ومنحها فقط منه مصروفا خاصًا بها.


استمر هذا لفترة طويلة حتى نصحها البعض بأن عليها رفع أجرها دون علم زوجها لتدخر الفارق حتى علم وثار غاضبا عليها، وأهانها، وضربها، فانتقمت منه بأن منحت أثاث شقته لأحد العمال في البلاتوه، فطلقها على الفور.


تزوجت مرة ثانية من الدكتور محمد الطويل بعد 3 شهور من طلاقها من محمود ذو الفقار وأنجبت منه أبنها أحمد واستمر زواجهما 4 سنوات. وفي عام 1968 سافرت إلى لبنان وتزوجت هناك من المطرب السوري فهد بلان إلا أن زواجهما لم يدم طويلاً بسبب مشاكل أبنائها معه، وبعد طلاقها من فهد بلان تزوجت من شريف الفضالي ليكون زوجها الرابع، وظلت معه فترة ثم تطلقوا.


مرت حياة مريم الفنية بمرحلتين الأولى في الخمسينات والستينات في أدوار الفتاة الرقيقة الجميلة الرومانسية مثلالبنات والصيف والأرض الطيبة والأيدي الناعمة، وفي السبعينات بدأت في تقديم أدوار أكبر في العمر كدور الأم في فيلم "بئر الحرمان" مع سعاد حسني، وصرحت مريم أنها بعد عودتها من لبنان حملت حفيدتها الأولى وكانت مريم تبلغ حينها 36 عاما، لذلك طلبت من المخرجين أن تأخذ دور الأم.


شاركت مريم فخر الدين في أكثر من 200 فيلم سينمائي، ويعتبر من أبرز العمال السينمائية التي قامت بها فيلم "رد قلبي" عام 1957 مع شكري سرحان وحسين رياض، وإخراج عز الدين ذو الفقار، وفيلم "أقوى من الحياة عام 1960 مع عماد حمدي وكمال الشناوي، وإخراج وتأليف محمد كامل حسن المحامي، وفيلم "الأيدي الناعمة" عام 1963 مع صباح وأحمد مظهر وصلاح ذو الفقار.


أنتجت مريم فخر الدين 9 أفلام، وساهمت في الإنتاج المصري الإيطالي من خلال فيلم "كريم ابن الشبح"، كما اشتركت بعدد من المسلسلات التلفزيونية، منها مسلسل "المرسى والبحار" عام 2005، و"أوبرا عايدة" عام 2000، ومسلسل "الوتر المشدود" عام 2009، الذي يعد آخر ظهور لها على الشاشة.


كان لها تصريحات جريئة، أغضبت كثيرين منها، حيث هاجمت فاتن حمامة وعادل إمام ويوسف شاهين وغيرهم، كثيرا ما أخبرت المحاورين بعدم اقتناعها بموهبة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، واعتبرت أن سعاد حسني هي المتربعة على عرش نجمات السينما وقتها، كما كانت تشيد بنجومية وموهبة شادية وهند رستم


نالت مريم فخر الدين عن مشوارها الطويل في التمثيل، الذي اقترب من الـ60 عامًا، عدد من الجوائز وشهادات التقدير، أبرزها جائزة عن دورها في فيلم "لا أنام"، ونالت تكريمًا خاصًا من مهرجان الإسكندرية السينمائي لعام 2009.


رحلت عن عالمنا الفنانة الكبيرة مريم فخر الدين، في 3 نوفمبر 2014 بعد مرضها، تاركة ورائها أفلام وأعمال تنتمي للعصر الذهبي للسينما.