الأحد 2 يونيو 2024

غدا.. ذكرى وفاة «سنكلير لويس».. صاحب القدرة الفائقة على الوصف التصويرى

فن9-1-2021 | 21:24

قالت لجنة نوبل إن فوزه بالجائزة جاء بسبب قدرته الكبيرة على الوصف وخلق الشخصيات، وبهذا أصبح أول أمريكي يحصل على نوبل في الآداب، هو الروائي، الكاتب المسرحي، والصحفي هاري سنكلير لويس. 


يوافق غدا 10 يناير ذكرى وفاة الأديب الأمريكي سنكلير لويس، وهو ولد في 7 فبراير 1885 في سوك سنترمينسوتا بالولايات المتحدة الأمريكية، حين أتم عامه الـ 21 عاما استقر لفترة وجيزة في هيليكون هول وهو مركز لمجموعة اشتراكية. 


تخرج لويس من جامعة ييل عام 1908 وبعد تخرجه عمل لفترة في الصحافة، وأصدر كتابه الأول "هايك والطائرة" عام 1912 للأطفال كأول إنتاج له، ثم بعدها نشر روايته الأولى بعنوان "صاحبنا السيد رن" عام 1914. 


وفي عام 1922، كتب رواية "بابت" وتعتبر من أشهر أعماله، وكذلك في عام 1925 نشر روايته "أروسميث" وفي العام التالي لنشرها حازت على جائزة البوليتزر ولكن رفضها سنكلير وردها مرة أخرى، ربما لرغبته في إيصال رسالة فحواها "أنه كان ينبغي أن يحصل على الجائزة في وقت مبكر عن ذلك "


وفي عام 1927، صدرت رواية "إلمر غانتري" وتعتبر من أهم وأشهر رواياته والتي تناول سنكلير فيها النفاق الديني وفساد رجال الدين، وعموماً فقد حازت كل أعمال سنكلير على شهرة عالمية بسبب مهاجمتها لكل أشكال الضعف التي رأها في المجتمع الأمريكي، وقد كتب لويس بأسلوب بسيط ممتع، وبلغة محلية تتناسب والمحيط والناس والعادات التي قدمها لقرائه، وقلده كثيرون من بعده. 


وفي عام 1928، تزوج لويس من دوروثي طومسون وهي كانت مراسلة أجنبية شهيرة، وكاتبة عمود صحفي، وقد انتهى زواجهما بالطلاق عام 1942.


وفي مجلة الفيصل العدد 210 ذكر عن سنكلير لويس، إن أهم أعماله كانت رواية الشارع الرئيسي وكذلك رواية بابيت وقد كان كاتباً واقعياً ينتقد معايب المجتمع الأمريكي وهو في الشارع الرئيسي يصور لنا حياة فتاة رومانسية متوسطة التعليم غارة في تطلعاتها وأحلامها، ثم تتزوج من طبيب في مدينة صغيرة، وهنا تصطدم أحلامها بالواقع مثل مدام بوفاري والتي وصفها جوستاف فلوبير في فرنسا، وكذلك مثل رواية أنا كارنينا التي كتبها تولستوي في الأدب الروسي، ولكن مدام بوفاري ينتهي أمرها بالانتحار بالسم، وأنا كارنينا تنتهي بالموت تحت عجلات القطار، أما أختها الأمريكية كارول بطلة الشارع الرئيسي فإنها تثور في البداية على الواقع الذي يخنقها بها فيه من ملل ورتابة، لكنها في النهاية تستسلم وتتكيف مع زوجها وقدرها، وقد كان سنكلير لويس متأثراً بهنري ثورو، وذلك في تصويره لفكرة ثورو عن دافع الفرد إلى الحرية وتعمد المجتمع إحباط ذلك، فكانت رواية الشارع الرئيسي هي بمثابة تنويعات على اللحن الأساسي.


وهكذا تتعلم البطلة کارول كيف ترضی بواقع عالم لا تستطيع فيه تحقيق مثلها العليا التي تحلم بها، وهنا نجد أن سنكلير لويس ينتقد الحياة الأميركية ونوع حضارتها  التي لم تستطع إشباع أحلام کارول. 


وفي عام 1930، حصل سنكلير على جائزة نوبل في الآداب، وأثناء مراسم جوائز نوبل لم يعثر عليه ليتسلم جائزته من يد الملك السويدي ووجد نائماً في دورة المياه التابعة لدار الكونشرتو وهو في أسوأ حالات السكر وقد أغلق عليه باب المرحاض، وتوفي سنكلير لويس عام 1951 بسبب إدمانه على شرب الكحوليات.