منذ سنوات بعيدة، عندما كان التليفزيون المصري صاحب السيادة والريادة بحق، كانت القناة الأولى تعرض برنامج "حق الجماهير"، الذي كان يستضيف أحد النجوم ، في ديكور يشبه قاعة المحكمة، ويتلقي النجم كل الاتهامات ويبدأ في الدفاع عن نفسه.
وفي أحدي الحلقات كان الضيف أو "المتهم"، هو أحمد زكي، وفي تقرير مصور، باغته الفنان هادي الجيار بسؤال عن عدم تحقيق وعده، موضحا أنهم عندما قدموا مسرحية "مدرسة المشاغبين" كان معظمهم ما زال في بداية الطريق، وتعاهدوا وقتها أن من يحالفه النجاح ويصعد في سلم النجومية، سيعمل على مساعدة الآخرين ومنحهم الفرصة، وهو ما لم يفعله أحمد زكي الذي فوجيء باتهام هادي الجيار، وكان رده ساذجا، حيث قال إنه لا يتدخل في اختيارات الممثلين في الأفلام التي يشارك بها، رغم أن الجميع يعلم أنه كان يختار الأبطال الذين يشاركونه أفلامه في كثير من الأوقات، ولكنها الشلل والصداقات، فهناك فنان كان مشارك دائما في أفلام أحمد زكي، فهو صديقه المقرب.
كما كان مصطفي متولي مشارك دائم في أعمال عادل إمام السينمائية والمسرحية فهو زوج شقيقته كما نعلم جميعا.
أما هادي الجيار فمعروف عنه الهدوء وعدم التواجد في الحفلات والتجمعات، وليس له شلة أصدقاء يساندونه فعاني من تنكر أبناء جيله، وعاني كذلك من التهميش من قبل المخرجين فلم تستغل موهبته ولم يحقق النجومية التي يستحقها بقدر موهبته، فلم يشارك إلا في أفلام قليلة ( 7أفلام فقط)، ولكنه مع ذلك نجح في الوصول إلي قلوب المشاهدين من خلال الأعمال التليفزونية المتميزة التي قدمها ومنها بالطبع "المال والبنون" و"العصيان" و"الوجه الآخر" و"الضوء الشارد" .
وشارك مؤخرا في مسلسل "البرنس"، الذي عرض في رمضان الماضي، كما تعاقد للمشاركة في الجزء الثاني من مسلسل "الاختيار"، ولكن القدر لم يهمله فهزمته الكورنا ليغيب عن عالمنا أحد الفنانين الذين كنا نشعر معهم بالألفة وكأنهم أحد أفراد الأسرة.. رحم الله لفنان القدير هادى الجيار وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله الصبر والسلوان.