أثار منع النظام الإيراني مؤخرا استيراد لقاحات من بريطانيا والولايات المتحدة، احتجاجا واسعا من قبل النشطاء الإيرانيين على مواقع التوصل الاجتماعي، حيث اعتبر البعض منهم أن قرار المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي حظر استلام لقاحات فعالة "فتوى بقتل الشعب الإيراني".
ورفضت اليوم، شريحة واسعة من الإيرانيين حظر المرشد الأعلى شراء لقاح فيروس كورونا من بريطانيا والولايات المتحدة.
ونقل موقع 'إيران إنترناشيونال عربي' تغريدة لأحد النشطاء قال فيها متوجها لخامنئي، "لا يمكنك اتخاذ قرار لـ80 مليون إيراني".
وكان خامنئي قال الجمعة إن الولايات المتحدة وبريطانيا "غير جديرتين بالثقة" وإنهما ربما سعيتا لنشر العدوى في بلدان أخرى.
وأدان النشطاء تصريحات خامنئي واتهموه بتجاهل الحق في الحياة وتمتع الشعب الإيراني بالصحة واعتبر بعضهم أن أوامر المرشد الأعلى "فتوى بقتل الشعب الإيراني".
وسار الرئيس الإيراني حسن روحاني السبت على خطى الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي في رفض استيراد لقاحات من بريطانيا والولايات المتحدة لمكافحة الوباء وإنقاذ الإيرانيين.
ويبدو أن النظام الإيراني يكابر على وقع التوتر مع واشنطن بعدم الخضوع للتجارب الغربية وفضل التشبث بالخلافات والعداوة مع الغرب على حماية مواطنيه من الموت، في خطوة تهدد حياة شعبه في وقت تشهد فيه إيران تفشيا مروعا للوباء.
وتصنف إيران على رأس قائمة البلدان الأكثر تضررا من الوباء في منطقة الشرق الأوسط، حيث سجلت منذ بدء انتشاره أكثر من 56 ألف وفاة وحوالي 1.3 مليون إصابة.
وغرد أحد النشطاء قائلا، "إن قرار خامنئي بمنع وصول ملايين الإيرانيين من الحصول على لقاحات حيوية أميركية وبريطانية، هو تجاهل الحق في الحياة والصحة. إنه يلعب بحياة الملايين من الناس. يجب أن ينتهي هذا التجاهل المخزي لالتزامات حقوق الإنسان".
وقال آخر "إن خامنئي وبعد منع الاستيراد القانوني للقاحات من بريطانيا والولايات المتحدة، فتح الطريق عمليا أمام المهربين لتهريب اللقاح بشكل غير قانوني إلى البلاد، وخلق سوقا سوداء لصالح الحرس الثوري".
وطالب بعض الإيرانيين بمحاكمة خامنئي في المحاكم الدولية بسبب منعه استيراد لقاحات غربية اعتبرها كثيرون أنها ناجعة وحيوية، حيث كتب أحد النشطاء على تويتر، "يجب تقديم خامنئي للعدالة، فهو لا يستطيع أن يقرر بشؤون تتعلق بصحة الشعب".
ويشار إلى أن بيع الدواء إلى إيران لا يخضع للعقوبات الأميركية، ما يدل على أن النظام الإيراني وعلى رأسه خامنئي هو من يعرقل مسار استلام لقاحات ناجعة من الغرب.
ووضعت العقوبات الأمريكية الاقتصاد الإيراني على حافة الانهيار، وهو ما يؤثر على قدرة إيران في مواجهة الوباء من دون مساعدات دولية ويشكك في توصلها لإنتاج لقاح ناجع بالنظر إلى هشاشة القطاع الصحي وإمكانياتها المتواضعة.
إن تصريحات خامنئي مزيج من نظرية المؤامرة وعقلية الضحية، فلو أن واشنطن رفضت إعطاء اللقاح لإيران لقال إن عداوة الولايات المتحدة امتدت لمنع الدواء علينا.
وبدأت إيران أواخر الشهر الماضي تجربة أول لقاحاتها المحلية المرشحة للوقاية من كوفيد-19 على البشر، وقالت إنه قد يساعدها على هزيمة الوباء رغم العقوبات الأمريكية التي أربكت عمل قطاعات عدة في إيران من بينها الصحة.
وانتقد النشطاء استناد خامنئي لنظرية المؤامرة لتبرير رفضه للقاحات بريطانيا والولايات المتحدة، معتبرين حديثه عن عدم فاعلية تلك اللقاحات بالمعلومات الخاطئة والمضللة.
وقال المرشد الأعلى الجمعة إن "استيراد اللقاحات الأميركية والبريطانية للبلاد أمر محظور، إذا كانت شركة فايزر بإمكانها إنتاج لقاح، عندئذ لماذا يريدون أن يعطوه لنا؟ يتعين أن يستخدموه لأنفسهم حتى لا يتكبدوا المزيد من حالات الوفاة، مثلما الحال مع المملكة المتحدة".
وردّ أحد المغردين على ذلك قائلا، "لم يعطوا خامنئي معلومات دقيقة، فالوضع المتدهور لكورونا في الولايات المتحدة وبريطانيا ليس لأن اللقاحات غير فعالة، بل لأن معظم الناس لم يتم تطعيمهم بعد، سيتضح الفرق بين التطعيم وعدم التطعيم في غضون 6 أشهر أخرى".
بدوره قال آخر "إن تصريحات خامنئي مزيج من نظرية المؤامرة وعقلية الضحية، فلو أن واشنطن رفضت إعطاء اللقاح لإيران، لقال إن عداوة الولايات المتحدة امتدت لمنع الدواء علينا".
وفي تصريحات تفند مزاعم خامنئي قالت الباحثة الاجتماعية مهتا بذرافكن، "أيها المستشارون فكروا قبل تقديم الاستشارات، فقد منحت الجمهورية الإسلامية قبل عامين جائزة لمنتج لقاح فايزر كأفضل عالم إسلامي. على الأقل احترموا كرامتكم واعتباركم".