فاز الشعبوي صدر جاباروف بفارق كبير الاحد في الدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية في قرغيزستان، الاولى بعد أزمة سياسية شهدتها البلاد اخيرا.
وافادت اللجنة الانتخابية أنه حصد أكثر من ثمانين في المئة من الاصوات بعد فرز أكثر من تسعين في المئة منها، فيما حل منافسه أداخان مادوماروف ثانيا بحصوله على أقل من سبعة في المئة من الاصوات.
ويخشى معارضو جاباروف أن يفضي فوزه الى حكم تسلطي على غرار ما حصل في كازاخستان واوزبكستان وطاجيكستان المجاورة منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق.
وتحدث جاباروف مساء الاحد في مقر حملته الانتخابية، واعدا باجتثاث الفساد "المتجذر في غالبية مجالات الحياة" في البلد الفقير. وقال "لن نكرر اخطاء الحكومات السابقة".
في العاصمة بشكيك حيث تتسبب البرودة الشديدة بغطاء سميك من الضباب الدخاني نتيجة تشغيل أنظمة تدفئة ملوِّثة وتقادم وسائل النقل، أعرب العديد من الناخبين عن نيتهم دعم جاباروف.
وقالت فيرا بافلوفا (69 عاما) التي اعترفت بأنها لا تعرف الكثير عن المرشحين الآخرين، "لقد وعد (جاباروف) برفع الرواتب".
وتابعت "لم أر ملصقاتهم في أي مكان. فقط ملصقات جاباروف".
كذلك، صوت سكان قرغيزستان الاحد على تعديلات دستورية تهدف الى تغيير النظام السياسي في البلاد. وأيد أكثر من ثمانين في المئة منهم تعزيز صلاحيات الرئيس الجديد.
واكد جاباروف الاحد أنه يعتزم إجراء استفتاء على الدستور لاقرار التعديلات مع تنظيم انتخابات تشريعية بحلول يونيو.
قدم جاباروف الذي خرج من السجن على يد أنصاره خلال الأزمة الأخيرة قبل أن تبطل محكمة إدانته، نفسه على أنه معارض للجريمة المنظمة والفساد المنهجي.
ووجه انتقادات لاذعة إلى منتقديه الذين تكهن بعضهم بأن شبكات إجرامية تقف وراء صعوده إلى السلطة.
لكنه استخدم لهجة لتوحيد الناخبين في آخر ظهور له ضمن حملته الانتخابية، الجمعة في بشكيك.
وفي ظل اقتصاد متهالك تأثر سلباً بتفشي جائحة كوفيد-19، من المرجح أن يكون الزعيم المقبل لقرغيزستان أكثر اعتمادا على حسن نوايا الحليفين، روسيا التي تعدّ وجهة لمئات الآلاف من المهاجرين القرغيزيين والصين المجاورة.
ووصف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أخيرا الإطاحة بالحكومة السابقة بأنها "محنة".
وفي المؤتمر الصحافي الذي عقده في نهاية العام، انتقد بوتين السياسيين في قرغيزستان لمحاولتهم تقليد الديموقراطيات الغربية.
والتقى سفير بكين مسؤولين قرغيزيين عدة مرات العام الماضي لمناقشة أوجه حماية الشركات الصينية، والتي تعرض بعضها للهجوم خلال الاضطرابات.
اندلعت الأزمة التي سمحت بالصعود السياسي لجاباروف على خلفية حملات شراء الأصوات لصالح الأحزاب المقربة من الرئيس السابق سورونباي جينبيكوف.
واستقال جينبيكوف بعد أقل من أسبوعين بسبب إصرار أنصار جاباروف وبعد الموافقة على تعيين البرلمان جاباروف رئيساً للوزراء.
وتعاني قرغيزستان من عدم استقرار أدى إلى وقوع ثورتين وسجن ثلاثة من رؤسائها أو إرسالهم إلى المنفى منذ الاستقلال عن الاتحاد السوفياتي عام 1991.
وأصبح جاباروف رئيسا بالوكالة بعد استقالة جينبيكوف.
وألزم الدستور جاباروف التخلي عن منصبه للتنافس في انتخابات الأحد، لكنّ خصومه شكوا من أن حملته استفادت من موارد الدولة حيث يشغل حلفاؤه الآن مناصب عليا.
وأدلى تالانت ماميتوف، رئيس البرلمان الموالي لجاباروف، بصوته صباح الأحد في بشكيك، حسبما شاهد صحافي وكالة فرانس برس.
والجمعة، قالت لجنة الأمن القومي التي يترأسها حليف آخر لجاباروف إنها تحقق في تخطيط "بعض المرشحين للرئاسة وأنصارهم" لاضطرابات بعد التصويت، لكنها لم تذكر أسماء المرشحين المعنيين.