بالنظر إلى شمشون فاركاس، يتضح لنا من الوهلة الأولى أن الصغير يبدو كثائر الأطفال الذين من نفس عمره ولا يوجد شيء يجعلك تشك أنه طبيعي كالآخرين، فهو يحب العناق واجتماعي بصورة كبيرة، لكن خلف هذا البطل حكاية بطلتها العناية الإلهية.
وتخفي ابتسامة الطفل الرائع بداية حياته الصعبة، والمعاناة التي مر بها وكادت أن تقضي عليه، وبدأت عندما أكتشف الأطباء ولادته بنصف قلب، وخضع شمشون لعمليتي قلب مفتوح، وتوفي إكلينيكيًا تسع مرات، وتحدى الأطباء الذين أخبروا والديه أنه لن يمشي أو يتحدث أبدًا بعد إصابته بجلطة دماغية أثرت عليه بصورة كبيرة.
ووفقًا لصحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فإن معركته من أجل البقاء لم تنته بعد مع اقتراب إجراء عملية قلب ثالثة، واكتشفت والدة شمشون رينيه ماكنتوش في الأسبوع السادس عشر من الحمل أن طفلها الذي لم يولد بعد مصاب بمتلازمة القلب الأيسر الناقص التنسج، وهو عيب خلقي نادر يؤثر على تدفق الدم الطبيعي عبر القلب، وتحدث الحالة لطفل بين كل 5 آلاف مولود.
وقالت والدة كيرنز لصحيفة ديلي ميل أستراليا: "أخبرني الأطباء بفصل أجهزة الإعاشة لكن شيئًا ما في ذهني أخبرني أن هذا الطفل يريدنا ويريد أن يعيش معنا، إنه أجمل فتى ويقع في غرامه كل من يقابله، إنه يجعلني أقف مذهولة أمام كل الصعاب التي هزمها بقلب شجاع، لم أقابل أبدًا أي شخص لديه مثل هذه الإرادة القوية والرغبة غير المتوقعة في العيش، وسيظل هكذا حتى يوم وفاته".
كان وزن شمشون 1600 جرامًا فقط عندما ولد مبكرًا في 31 أسبوعًا وقضى أول 54 يومًا في أجهزة دعم الحياة، وإنه واحد من ثمانية أطفال يولدون كل يوم مصابين بأمراض القلب الخلقية، وتتذكر ماكنتوش قائلةً: "في الأسبوع الثلاثين، نقلتني خدمة Royal Flying Doctor Service من كيرنز إلى بريزبين، ليبدأ رحلته مع كل هذه الصعاب".