اعتبر لبنانيون أن حكومتهم المستقيلة لم تكن أفضل من الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب في التعامل مع تفشي وباء ”كورونا”؛ ما أدى إلى زيادة حادة في عدد الإصابات بفيروس ”كوفيد- 19“ وإثارة المخاوف من حدوث كارثة صحية وطنية نظرا لهشاشة القطاع الطبي الذي يعاني أزمة مثله مثل القطاعات الأخرى المنهارة.
وأعرب عدد منهم عن اعتقادهم بأن هناك تخبطا واضحا من جانب حكومة رئيس الوزراء المستقيل حسان دياب في التعامل مع الوباء، وعدم وجود خطة حقيقية للسيطرة على تفشي الفيروس ،متهمينها بعدم الاكتراث بقرارها السماح للمطاعم والأندية والملاهي والحانات بإقامة حفلات صاخبة في أعياد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وقررت السلطات اللبنانية في اجتماع طارئ أمس، فرض حظر تجول كامل على مدار اليوم لمدة 11 يوما بدءا من صباح الخميس المقبل بعد ارتفاع عدد الإصابات اليومية بفيروس ”كورونا“ إلى أكثر من 5000 إصابة للمرة الأولى منذ تفشي الوباء منذ نحو عام.
وأشار تقرير لجامعة ”جونز هوبكنز“ الأمريكية التي ترصد تطور حالات فيروس ”كورونا“ في العالم، إلى أن عدد الإصابات في لبنان بلغ نحو 222391 إصابة بحلول الليلة الماضية توفي منهم حتى الآن 1629.
وأظهر التقرير أن الإصابات تسارعت بشكل كبير منذ بداية العام الجاري، إذ تجاوز العدد 30 ألف إصابة، فيما تم تسجيل رقم قياسي في عدد الإصابات يومي الجمعة والسبت الماضيين بتجاوزه 5 آلاف إصابة يوميا مقابل أقل من ألف إصابة يوميا قبل 3 أشهر.
ورغم عمل وزارة الصحة خلال الأسابيع الأخيرة على زيادة عدد الأسرّة الخاصة بالمصابين، لم يكن ذلك كافيا، فيما أعلن وزير الصحة حمد حسن أنّ أحد أهداف المرحلة المقبلة هو ”تحويل كامل أقسام العناية في المستشفيات الحكومية إلى أقسام خاصة لعلاج مرضى كورونا“، على أن تزيد المستشفيات الخاصة من سعتها.
ويأمل لبنان في الحصول على أول دفعة من اللقاح المضاد لفيروس كورونا من شركة ”فايزر-بايونتيك“، أوائل شهر فبراير المقبل.
وفور إعلان قرار منع التجول الكامل، شوهدت طوابير ضخمة أمام المحلات التجارية لشراء ما يلزم من مواد غذائية قبل سريان الحظر؛ ما اثار مخاوف جديدة من زيادة تفشي فيروس ”كورونا“ بسبب تزاحم الأشخاص خاصة وأن كثيرا منهم لم يكن يضع كمامات .
وعلق أحمد نعيمة من مدينة ”صور“ الجنوبية على قرر منع التجول قائلا: ”يبدو أن الحكومة استيقظت الآن وتريد اتخاذ تدابير حقيقية بعد أن وصلنا إلى ما وصلنا إليه.. إذ كان عليها التفكير بذلك في بداية الوباء وليس الآن.. إنها حكومة فاشلة حقا“.
ويأتي تسارع تفشي فيروس ”كوفيد- 19“ في وقت يشهد لبنان أسوأ أزماته الاقتصادية التي ضاعفت معدلات الفقر، ما دفع جهات اقتصادية إلى الاعتراض على قيود الإغلاق بدعوى ان لبنان لا يتحمل اغلاق كامل لفترات طويلة وان ذلك قد يثير احتجاجات شعبية واسعة.
وأعلن وزير المالية في حكومة تصريف الأعمال غازي وزني إنه أعطى توجيهاته لدفع ”75 مليار ليرة (50 مليون دولار) كسلفة خزينة ”للهيئة العليا للإغاثة“ لمساعدة الأسر التي ترزح تحت أوضاع معيشية حادة“ نتيجة إجراءات الإغلاق.
ويعتبر لبنان البالغ عدد سكانه نحو 6.5 مليون نسمة بما فيهم مليون لاجئ سوري و نصف مليون لاجئ فلسطيني، من اكبر الدول المدينة اذ يزيد الدين العام على 90 مليار دولار فيما وصلت معدلات التضخم الى اكثر من 300% العام الماضي وسط استمرار انهيار الليرة اللبنانية، التي فقدت اكثر من 90% من قيمتها بوصولها الى 8500 مقابل الدولار الامريكي في السوق غير الرسمي الثلاثاء مقارنة مع سعر رسمي يبلغ 1507.