تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، أحد أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا في قصصهم الحب البعيد عن العذرية، وتحولت أغلب قصصه إلى أفلام سينمائية.

سجل حافل بالأعمال الفنية التي قدمها إحسان عبدالقدوس، لا يمكن لأحد تجاهله عند دراسة تاريخ السينما المصرية أو لدى محاولة التعرف على صورة المرأة في الأعمال الفنية.

قدم نماذج مختلفة للمرأة المصرية على الشاشة، خاصة بعد ثورة 23 يوليو 1952، فقد انفتح الباب لتقديم أشكال مختلفة من النماذج النسائية، بل ظهرت نجمات بالسينما تمثل هذه النماذج مثل الفنانة لبنى عبدالعزيز، والتي كانت أقرب الفنانات شبهًا ببطلاته.

وكان من أبرز أعمال إحيسان عبدالقدوس عن المرأة، فيلم "أنا حرة"، والذي جسدت فيه لبنى عبدالعزيز دور الفتاة المتمردة على قيود المجتمع، الرافض لحقوق المرأة، إلى أن تتعرف على "عباس" الناشط السياسي، والذي يفتح عينيها على حرية أكبر هي حرية الوطن، وهو الأمر نفسه الذي أبرزه في فيلم «في بيتنا رجل»، والذي تواجه فيه "المرأة الوطنية" زبيدة ثروت حبًا مستحيلاً مع الشاب الثائر عمر الشريف، قبل أن يستشهد في تفجير أحد معسكرات الاستعمار الإنجليزي.

ويركز فيلمه "أين عمري" أيضًا على رغبة الفتيات في الاستقلال، وتجسد فيه ماجدة، شخصية شابة سلبت أجمل سنوات عمرها بالزواج من عجوز، لتقرر الانطلاق للحياة وتعويض ما فاتها بعد وفاته.

أما في "البنات والصيف" يكشف عن العلاقات العابرة في شواطئ الإسكندرية، بينما يتناول "لا أنام" نوعًا آخر من الحب، حيث ترفض فيه الفتاة فاتن حمامة أن يشاركها أحد في والدها الذي أحبته وعاشت معه طوال حياتها بعد انفصاله عن والدتها، ولو كان هذا الشخص زوجة أخرى له.

لم ينس إحسان عبد القدوس، "بنت البلد" التقليدية البسيطة التي تساعد زوجها في رحلة صعوده من القاع إلى القمة فصنع شخصية فاطمة كشري التي جسدتها الفنانة عبلة كامل، في مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي".

وفي فيلم "الله معنا "، إخراج أحمد بدرخان، عرض صورة أخرى للمرأة، جسدتها سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، والتي انضمت إلى الضباط الأحرار وساعدتهم في القبض على تاجر الأسلحة الفاسدة، لتعبر عن تطور شخصية المرأة وأنها بإمكانها فعل الكثير.

أما المدرسة فايزة في فيلم "الطريق المسدود" لصلاح أبو سيف، والتي رفضت كل أشكال الفساد سواء في محيط أسرتها التي تعيش على القمار، أو الكاتب الأدبي الذي يتصرف عكس ما ينشر من مبادئ، كما أنها ترفض أشكال الفساد الريفي عندما تعمل مدرسة في إحدي القرى، وقدمتها الفنانة فاتن حمامة.

كما أن شخصية "ماجي" التي جسدتها نادية لطفي في فيلم "النظارة السوداء" لحسام الدين مصطفى، تحولت من امرأة لاهية إلى سيدة تدافع عن حقوق العمال في المصانع.