الأربعاء 15 مايو 2024

كل يوم كتاب| «واحة الغروب» لـ بهاء طاهر

فن12-1-2021 | 17:21

"واحة الغروب" هي رواية شهيرة للكاتب الكبير بهاء طاهر، وقد نشرت لأول مرة عام 2006، وتنتمي لنوع الأدب الخيالي التاريخي، وقد حصلت على الجائزة العالمية للرواية العربية في دورتها الأولى في عام 2008.


بهاء طاهر هو روائي وقاصّ ومترجم مصريّ، ولد في عام 1935،  في صعيد مصر، وحصل على ليسانس الآداب في التاريخ عام 1956، ودبلومة الدراسات العليا في الإعلام والتاريخ الحديث في نفس العام. ، سافر إلى جنيف ليعمل في الأمم المتحدة منذ عام 1981م وحتى عام 1995، وكانت أول مجموعة القصصية لبهاء طاهر بعنوان الخطوبة عام 1972، وقد حاز على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1998م، وجائزة جوزيبي اكيربي الإيطالية عن روايته خالتي صفية والدير في عام 2000. 


من أهم أعمال بهاء طاهر، الخطوبة، بالأمس حلمت بك، أنا الملك جئت، خالتي صفية والدير، نقطة النور، لم أعرف أن الطواويس تطير. 


"واحة الغروب" رواية تدور أحداثها في القرن التاسع عشر، عندما يتم نفي ضابط البوليس  محمود عبد الظاهر ومعه زوجته إلى واحة سيوة. 


تنغمس كاترين وتخطف زوجها معها في رحلة للبحث عن مقبرة الأسكندر الأكبر وبينما تشعر كاثرين أنها تسعى إلى تحقيق هدفها واكتشافها مقبرة الاسكندر، وتجد في ذلك متعة كبيرة تنسيها كل مساوئ الحياة في ذلك العالم البدائي، تضيق نفس محمود بمهمته، وتتكثف أحاسيسه برفض واقعة الملبد بوقائع الخيانات الكبرى والخيانات الصغيرة. وتفتر علاقته بزوجته. ويكتشف أن المسؤولين في ”المحروسة“ قد دسوا عليه ضابطا صغيرا يزيف عنه التقارير ويسعى إلى الإيقاع بينه وبين أهالي الواحة.


وأثناء كل هذه الأحداث المتشابكة تحضر إلى سيوة  "فيونا"، وهي  أخت كاثرين، للاستشفاء من مرض صدري، فيغرم بها الضابط محمود ويقع  في حبها دون أن يكشف عن ذلك. ولكن صحة فيونا تتدهور دون حتى أن تعرف بحبه لها. وفي اللحظة التي تسقط فيها فيونا على فراش الموت. 


فجأة يحسك محمود في نفسه أمرا، ثم يتوجه إلى القسم. هناك يلتقي بغريمه الجديد الذي اكتشف خيانته. ويحاول هذا الغريم أن يبرر له أفعال خيانته والوشاية به، لكن محمود يقول له: لا تشرح أي شيء. لا أريد أن أسمع أي شرح. الغلطة في الحياة نفسها.


ثم يذهب إلى المعبد الذي كان ينقب فيه مع زوجته عن مقبرة الأسكندر الأكبر، وكان قد زرع ديناميت هناك، ثم تتفجر أركان المعبد ويرتطم حجر برأس محمود، الذي يحكي آخر لحظات موته: “توهج فجأة نور في داخلي. نعم، الآن يمكن أن أرى كل شيء. أن أفهم كل ما فاتني في الدنيا أن أعرفه. أحاول أن أرفع رأسي فلا أستطيع. يخبو النور وتحل هجمة السبات الثقيل. 


وفي دراسة نقدية للباحث فتحي أبو رفيعه يقول، خيوط متداخلة لا نهائية كالأسئلة التي يطرحها الراوي على لسانه ولسان شخوصه: ”لماذا ما زلت حتى الآن أسأل الأسئلة التي عذبتني في شبابي؟ اقتربت النهاية ولم أعرف طمأنينة القلب“.


ومع اقتراب النهاية، يحاول محمود عبد الظاهر أن يضع يده على المشكلة الحقيقية في حياته:”المشكلة هي أنت بالضبط يا حضرة الصاغ! لا ينفع في هذه الدنيا أن تكون نصف طيب ونصف شرير. نصف وطني ونصف خائن. نصف شجاع ونصف جبان.نصف مؤمن. نصف عاشق. دائما في منتصف شيء ما. تحمست فترة للوطن والثوار، وعندما جاءت لحظة الامتحان أنكرتهم ثم توقفت في مكاني.


 لم أكن أبدا شخصا واحدا كاملا في داخله. طلعت كان أوضح مع نفسه. ما دام قد خان فليكمل الطريق إلى نهايته. باع نفسه وقبض الثمن الذي يريده. أما أنا فبعت بلا ثمن، وبقيت قانعا بالسخط على نفسي وعلى الإنجليز وعلى الدنيا كلها دون أن أعرف ماذا أريد. حتى الحب اكتفيت منه دائما بالمتعة ثم وقفت لا أكمل الطريق. تركت نعمة التي أحببتها تضيع مني".


ويبقى تساؤل مهم: لماذا اختار محمود الموت؟!

    Dr.Radwa
    Egypt Air