الأربعاء 15 مايو 2024

أمين "البحوث الإسلامية": وثيقة الأخوة الإنسانية رسخّت لثقافة الحوار البنَّاء والتعايش السلمي

أخبار12-1-2021 | 20:46

قال وكيل الأزهر الشريف، الدكتور محمد الضويني، إنَّ "وثيقةَ الأخوَّةِ الإنسانيةِ" تحمل بين ثناياها الأملَ في غدٍ مشرقٍ لكلِّ البشرية، وجرى العمل عليها بجِدِّيَّةٍ ونيًّةٍ صادقةٍ لتكونَ دعوةً طيِّبةً لكلِّ مَنْ يحملونَ في قلوبِهِم إيمانًا باللهِ، ويقينًا بوحدِة الأصلِ الإنسانيِّ.


وأشار الدكتور الضويني، خلال اللقاء الثاني من ملتقى الأخوة الإنسانية الذي عُقِد اليوم الثلاثاء، إلى أن هذه الوثيقةُ صارت دليلًا للأجيالِ القادمةِ، تغرس فيهم ثقافةِ التَّعارفِ والالتقاءِ والاحترامِ المتبادَلِ، وحققت مبدأٌ إنسانيٌّ راقٍ أعلنه القرآنُ الكريمُ منذ بدءِ تنزُّلِه؛ فقد قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا).


وأكد وكيل الأزهر أن "وثيقةِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ" الَّتي وقَّعها فضيلةُ الإمامِ الأكبرِ شيخِ الأزهرِ، وقداسةُ البابا فرنسيس في فبراير 2019؛ من أجلِ السَّلامِ العالميِّ والعيشِ المشترَكِ، جاءت بنودُها لتعطيَ للإنسانِ مكانَتَه وقدسيَّتَه وكرامتَه، وتُحييَ مفهومَ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ بين المجتمعِ الإنسانيِّ الَّذي يُعَدُّ من أرقى المفاهيمِ عند العقلاءِ والحكماءِ والمنصفينَ، موضحًا أن وثيقةُ الأخوَّة الإنسانيَّةِ لاقت قبولًا عالميًّا، وفرضتْ نفسَها على المجتمعِ الدَّوْليِّ؛ ما أثمرَ عن تعاونٍ بين منظَّمةِ الأممِ المتَّحدةِ واللَّجنةِ الدَّوليَّةِ للأخوَّةِ الإنسانيَّةِ، لتعميمِ ونَشْرِ مبادئِها الإنسانيَّةِ وتطبيقِهَا على أرضِ الواقع.


وأوضح الدكتور الضويني أن وثيقة الأخوة الإنسانية أكدت على عدة مفاهيم، من شأنِها أن تُسهمَ في احتواءِ كثيرٍ من قضايا التَّطرُّفِ والإرهابِ والعنفِ، وذلك من خلال تركيزها على السَّلامِ الكونيِّ، والإخاءِ الإنسانيِّ، والحوارِ وآدابِه، والتَّعايشِ السلمي، واحترام التَّعدُّدِ، والتَّنوعِ، وغيرِ ذلك من المفاهيمِ الَّتي عُنيَت بها الوثيقة.


وفي نهاية اللقاء، طالب وكيل الأزهر قادة الأديان والرسالاتِ السَّماوية أن يعملوا على إظهارِ مبادئِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ، وتقديمِ يدِ العونِ لكلِّ إنسانٍ لنشرِ ثقافةِ التَّسامحِ والتَّعايشِ والسَّلامِ، والتَّدخُّل لإيقافِ سيلِ الدِّماءِ البريئةِ، وما يشهدُه العالمُ حاليًا من حروبٍ وصراعاتٍ وانحدارٍ ثقافيٍّ وأخلاقي، موضحًا أن "وثيقةِ الأخوَّةِ الإنسانيَّةِ" هي المَخْرَجُ الآمنُ من المشكلاتِ الَّتي تواجهُها الإنسانيَّةَ، بعد أن كَشَفَتْ زِيفَ ادعاءاتِ المتستِّرينَ بالأديانِ لتبريرِ أفعالِهم الإجراميَّة، ومؤكدًا أن الأزهرَ الشَّريفَ يدعمُ كافَّةَ الجهودِ الرَّاميةِ إلى تفعيلِ بنودِ الوثيقةِ، وتضمينِهَا في كافَّةِ الجهودِ التَّعليميَّةِ والإعلاميَّةِ والمبادراتِ التَّربويَّةِ والمجتمعيَّة.