عاد هاني إلى منزله مساءً، بعد فترة عمل صباحية شاقة، وبعد قليل من الراحة، وتناول لقيمات لسد جوعه، أخبر زوجته أنه سيخرج؛ من أجل العمل على التوك توك، الذي اعتاد العمل عليه كل ليلة، وودّع خلالها نجله الصغير، وهو لا يعلم، أنه لن يعود لرؤيته مجددا.
استقل هاني التوك توك الخاص به، وهو يمني نفسه بحصيلة للوردية، تمكنه من مواجهة الأعباء التي ستطلبها زوجته، عندما يعود للمنزل، وبعد السير قليلا بحثا عن زبون، تلقى اتصالا هاتفيا، من أحد أصدقائه؛ يطلب منه توصيله إلى أحد الأماكن، بمنطقة عزبة برهوم في البدرشين.
واستجاب هاني لطلب صديقه، رغم أنه يعلم أن هذا الصديق لن يدفع له أي أجرة للتوصيلة؛ إلا أن شعر بالخجل من أن يرفض، وذهب بالفعل إلى صديقه، وبعد سيرهما، وأثناء الدخول إلى إحدى المناطق الزراعية، في طريقهما للمكان المراد، فوجئ هاني بصديقه الخائن، يخرج من ملابسه سكينا، ويسدد له طعنة غادرة، سقط على أثرها قتيلا، دون أن يعرف أي ذنب جناه.
حمل الصديق الخائن، جثة ضحيته، إلى وسط الزراعات، واستولى على التوك توك، وفر به هاربا، تطارده روح صديقه التي صعدت إلى بارئها تشكو الخيانة، والغدر.
ولأن القدر يقف بالمرصاد للظالمين، تصادف أن رأى وقائع الجريمة أحد المواطنين، الذين اعتادوا المرور من هذا الطريق المختصر بالنسبة إليه، في هذا التوقيت كل ليلة، وعندما انتبه الجاني إلى أن هذا الشخص رآه حاول الفرار بالتوك توك، إلا أن ارتباكه منعه من حسن القيادة، فتعطل التوك توك، واضطر المتهم إلى الهرب على قدميه.
وأبلغ الشاهد رجال المباحث، وعقب حضورهم إلى مكان الواقعة، وإجراء التحريات، أمكن تحديد هوية المتهم، وضبطه، وبالعرض على النيابة أمرت بحبسه على ذمة التحقيقات.