تنشر بوابة "الهلال اليوم"، قصة "علاقة تعيسة"، للكاتبة أسماء حسين، من مجموعتها القصصية "فسحة بويكا" الصادرة عن دار "فصلة" للنشر والتوزيع في طبعتها الأولى يناير 2018.
علاقة تعيسة في موعده الأسبوعي بعيادة الأسنان، استرخى في مقعده كالمخدّر، معلمة مادة الرياضيات كانت تنتظر دورها مثله، كانا يجلسان مقابل بعضهما، يفصلهما باب غرفة الطبيب الخاصة بالفحص، وضعت يدها المتوترة على فكها الأيمن، بينما فكه الأيسر كان يبدو منتفخًا ومترهلًا مثل حبة خوخ طرية جدًا، لم يبق في العيادة أحدًا سواهما، مرت أكثر من ساعة على انتظار دور أحدهما، حتى صارت حركاتهما على المقعد متململة، الضجر وجد خصوبته فيهما، تكاثر الضجر داخلها حتى همّت بالخروج، في حين كان الرجل يتلفت حوله، رآها تغادر في تثاقل ببراعة امرأة اعتادت على ألم الأسنان، تبعها دون وعي، ثم افترض القدر صدفة أن يركبا نفس سيارة الأجرة، غير أنه لم يمهد لأن يتعرّفا على بعضهما، ريح خفيفة تمر بأنفاسهما المهملة، وقبل أن ينزلا لمح وجهها في المرآة الأمامية للسيارة، أحس بمحصول حقل يحصده من الندم، لماذا لم يسألها عن أي شيء محاولًا التعرف إليها؟ على الأقل اسمها! عاد إلى بيته، تطلع إلى المرآة، وسأل وجهه: أي فهرس سيدلني على اسم تلك المرأة؟!
صار الرجل يذهب إلى عيادة الأسنان كل أسبوع، حتى بعد أن خلع آخر سن من فمه، في آخر زياراته أخبره الطبيب أن المرأة التي يبحث عنها، كانت تأتي إلى العيادة كل أسبوع مثله، وتأخذ أسنانه التي يخلعها، لتزرعها في فمها، ودائمًا كانت تقول: فقط لو أعرف من صاحب هذه الأسنان التعيسة.