بينما كان دونالد ترامب الأسبوع الماضي يلقي خطابا تحت شعار ”مسيرة إنقاذ أمريكا“، قام ابنه دونالد جونيور بتصوير فيديو، يظهر العائلة الأولى بما في ذلك الرئيس وإيفانكا ترامب وإريك ولارا ترامب، وصديقة ترامب الابن، كيمبرلي جيلفويل وهم يرقصون على أغنية ”جلوريا“ للمطربة لورا برانيجان، قبل وقت قصير من اقتحام مبنى الكابيتول هيل.
وعلق ترامب الابن على الفيديو قائلا: ”هذا الفيديو لكل الوطنيين الرائعين الذين سئموا من الهراء“، حيث يظهر المقطع الرئيس وابنته إيفانكا وهما يراقبان الحشود المنتظرة، وينتهي بدعوة جيلفويل الحشد إلى ”القيام بالعمل الصائب والقتال!“.
وأشارت صحيفة ”فايننشال تايمز“، في تقرير لها إلى أنه بعد 90 دقيقة على تحريض الرئيس وعائلته للحشود تم اقتحام الكابيتول هيل وهي المرة الأولى التي تعرض فيها لهجوم من هذا القبيل منذ نهبه من جانب الجيش البريطاني عام 1814.
وتحدث أبناء ترامب البالغون قبله، وتعهد كل واحد منهم بخلع أي جمهوري صوت ضد إلغاء الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وكان خطاب دونالد الابن مثيرا للجدل لدرجة أن شبكة فوكس نيوز قطعت بثه بعد أن قال: ”لم يعد هذا حزبهم الجمهوري بعد الآن، إنه حزب دونالد ترامب الجمهوري!“.
وقال تقرير ”فايننشال تايمز“ إن خبراء أبدوا قلقهم من أن ”تغير أسرة الرئيس دونالد ترامب الحزب الجمهوري للأبد“، الأمر الذي سينعكس على الحياة السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف التقرير أن ”10 جمهوريين صوتوا على عزل ترامب الأربعاء الماضي، رغم أنه كان من المفترض أن يكون العدد أكبر، ولكنهم كانوا خائفين من التهديدات بالقتل.. هذا ليس سلوكا لائقا بحزب مؤسسي، بل بطائفة متطرفة تتمحور حول زعيمها وأسرته، وليس أفكاره“.
وتابع التقرير قائلا "ما يوحد تلك الحشود هو الولاء الشخصي لترامب وليس الإيمان بقضاياه.. هذا التفاني سلاح ممتاز للرئيس، ولو حدث التجمع في أي يوم سابق من رئاسته، لتحدث نائب الرئيس أيضا، ولكن بسبب دوره في الإشراف على توثيق الانتخابات، تحول بنس إلى عدو بين عشية وضحاها، وهتف بعض المهاجمين مطالبين بشنقه وهم يحاصرون مبنى الكابيتول، ونصبوا مشنقة أمام المبنى“.
وأشار التقرير إلى أن ترامب وأنصاره لا يثقون سوى في عائلته، فحتى أكثر المقربين إخلاصا مثل كريس كريستي، الحاكم السابق لولاية نيو جيرسي، وويليام بار، النائب العام السابق، وبنس نائب الرئيس، انقلبوا عليه.
وتابع التقرير: ”يبدو أن أبناء ترامب جميعا مستعدون لمواصلة مسيرة والدهم، ويشاع أن دونالد الابن يتطلع إلى الترشح للانتخابات الرئاسية في عام 2024 إذا ما انسحب والده، أو كان عاجزا عن الترشح لأسباب صحية أو قانونية“.
وأضاف: ”كذلك لا تخفي إيفانكا ترامب طموحها في الترشح إما لمنصب حاكم فلوريدا أو لمقعد في مجلس الشيوخ في فلوريدا عام 2022، واشترت هي وزوجها جاريد كوشنر مؤخرًا قطعة أرض بقيمة 30 مليون دولار في جزيرة إنديان كريك في فلوريدا، المعروفة أيضًا باسم مخبأ الملياردير“.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالتحذير من أن ترامب ”يمكن أن يعفو عن عائلته ونفسه في الأيام الخمسة المتبقية من ولايته فيما يتعلق بجرائم ربما ارتكبوها، ما يعني أنه وإن كان قد خسر الرئاسة، ولكن أسرته لم تُهزم“.