السبت 23 نوفمبر 2024

عرب وعالم

"التايم": بايدن يواجه انقساماً أمريكياً أخطر من أزمة "كورونا"

  • 17-1-2021 | 11:01

طباعة

قالت مجلة ”التايم“ الأمريكية إن الولايات المتحدة باتت أكثر انقساما من قبل، وتعاني الآن من الاختلال والاعتلال السياسي، وإن هذه الأزمة التي يواجهها الرئيس المنتخب جو بايدن عندما يتولى منصبه الأسبوع المقبل أخطر بكثير من ازمة ”كورونا“.


ورأت المجلة، في تقرير، أن أعمال الشغب في مبنى ”الكابيتول“ الذي يضم الكونجرس ويعتبر رمز الديمقراطية الأمريكية الأربعاء الماضي، لم يتم الإعداد لها منذ سنوات فقط بل عقود، بسبب ثلاث سمات ميزت المجتمع الأمريكي وتم تجاهلها من جانب السياسيين الأمريكيين لفترة طويلة جدا، وهي الإرث الدائم للعرق والعنصرية والطبيعة المتغيرة للرأسمالية وانقسام المشهد الإعلامي الجماعي في الولايات المتحدة.


وقالت المجلة في التقرير المنشور قبل أيام من تنصيب بايدن الأربعاء المقبل ”لا توجد ديمقراطية صناعية متقدمة في العالم اليوم أكثر انقساما سياسيا أو مختلة ومعطلة سياسيا من الولايات المتحدة اليوم، إذن كيف وصلت أقوى دولة في العالم إلى هذه النقطة“.


أضافت ”لنبدأ بالعرق.. الولايات المتحدة ليست فريدة من نوعها في وجود تاريخ مضطرب مع العلاقات بين الأعراق، لكنها كانت بطيئة بشكل خاص في معالجة الإرث الهيكلي لتلك العنصرية، إذ استغرق الأمر ما يقرب من قرن بعد نهاية الحرب الأهلية لإقرار قانون الحقوق المدنية لعام 1964، على سبيل المثال لا الحصر“.


وأشارت المجلة إلى أنه تم اتخاذ خطوات في العقود الأخيرة للبدء في معالجة هذا الإرث بشكل جدي، وتشمل قوانين مناهضة التمييز وجهود العمل الإيجابي بهدف جلب الأمريكيين السود نحو المزيد من التوازن وتمهيد الطريق أمام الولايات المتحدة لانتخاب أول رئيس أسود لها، مضيفة أن احتجاجات حركة ”حياة السود مهمة“ في الصيف الماضي بعد مقتل مواطن من أصول أفريقية على يد ضابط أبيض أظهرت أنه لا يزال هناك الكثير من العمل.


وبالنسبة للسبب الثاني، وهو الرأسمالية، فقد اعتبرت المجلة أن النظام الرأسمالي في الولايات المتحدة والنمو الاقتصادي الهائل في العقود الماضية أديا إلى توليد كميات هائلة من الثروة، لكن ذلك أدى أيضا برأي المجلة إلى وجود مواطن أمريكي لديه قدر أقل من شبكة الأمان الاجتماعي بالمقارنة مع نظرائه الأوروبيين، فضلا عن إتاحة الفرصة للأثرياء للاستيلاء على النظام السياسي.


وأوضحت ”التايم“ أن هذا الأمر ليس شيئا جديدا ظهر فجأة مع وصول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، إذ إنه سمح منذ فترة طويلة بظهور حالة من عدم المساواة، فيما شهدت البلاد بشكل متزايد في الثلاثين عاما الماضية ارتفاعا في عدم تكافؤ الفرص أيضا.


وذكرت المجلة أن ”هذا ما يقودنا إلى الإعلام، إذ إن شركات التكنولوجيا نفسها التي تشغل عالمنا الحديث أحدثت ثورة في استهلاكنا لوسائل الإعلام، فيما يسارع الكثيرون إلى توجيه أصابع الاتهام إلى شركات التكنولوجيا لتفكيك المشهد الإعلامي لدينا“.


وأضافت“بعد فوات الأوان، اتبع تطور وسائل التواصل الاجتماعي مسارا مألوفا، إذ إنه بعد أن كانت محطات الراديو والأخبار والمدونات، كلها ذات يوم وسائل إعلام جماهيرية للتواصل، أصبحت تخدم مصالح ذاتية وأهدافا شخصية، ما فاقم مشكلة الانقسام“.


وذكرت المجلة في تقريرها أن هناك عوامل أخرى تساهم في الانقسامات السياسية الأمريكية في الوقت الحاضر، إلا أن تلك الأسباب الثلاثة هي الأكثر هيكلية وأهمية على حد تعبيرها.


وذكرت ”التايم“ أن ”الأمر الأكثر إثارة للقلق، بغض النظر عما يحدث مع جهود مساءلة ترامب الأخيرة، أنه من المتوقع أن تزداد هذه الاتجاهات الثلاثة قوة على المدى القريب، وفي ظل غياب المزيد من الجهود الجادة للتعامل مع هذه القضايا وجعل التسويات السياسية ضرورية لمعالجتها بشكل حقيقي، فإن هذه المشكلات ستزداد سوءا“.


واختتمت المجلة تقريرها بالقول إن ”بايدن يواجه العديد من التحديات عندما يتولى منصبه، وعلى الرغم من أن معالجة الوباء قد تكون التحدي الأكثر إلحاحا بالنسبة له، فإنه ليس أكثر صعوبة. يمكن للقاحات أن تقضي على الأوبئة في النهاية، لكن ليس لدينا لقاح لانقساماتنا السياسية“.

    الاكثر قراءة