تحل اليوم ذكرى وفاة سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة، وهي علامة بارزة في السينما العربية، حيث عاصرت عقودًا طويلة من تطور السينما المصرية.
أجادت فاتن حمامة، في الأداء رغم ميل كثير من المخرجين إلى حصرها في قالب الفتاة المظلومة أو السيدة الجادة التي تواجه الاضطهاد بالصبر، حصرتها ملامحها البريئة وجسدها الضئيل في بداية مشوارها في أدوار الفتاة البرئية، الرقيقة المغلوبة على أمرها، ولكنها سرعان ما حاولت تغيير جلدها، وكسرت كل القيود.
وحين قررت أن تقوم بدور مختلف في فيلم "لا أنام" الذي أخرجه صلاح أبو سيف عام 1957، فشل الفيلم تجاريًا، وأرجع نقاد فشل الفيلم إلى دهشة المشاهدين أو صدمتهم في نجمتهم المفضلة التي عودتهم على نمط محدد لا يخلو من براءة.
وجسدت دور فتاة شريرة مصابة بعقدة تجاه والدها فلا تحتمل فكرة أن تستمر معه زوجة حيث كانت تسارع إلى تدبير المكائد لزوجات أبيها.
واحتشد الفيلم بأكبر عدد من النجوم الذين لم يتح لفيلم آخر أن يجمع بينهم في تاريخ السينما المصرية ومنهم عمر الشريف ويحيى شاهين ورشدي أباظة وعماد حمدي وهند رستم ومريم فخر الدين.
كانت فاتن حمامة، المتمردة في فيلم "دعاء الكروان" مع الفنان أحمد مظهر، والمخرج هنري بركات.
ابتعدت فاتن عن مصر خمس ستوات تقريبا منذ 1966 وحتى عام 1971، وعللت ذلك الابتعاد بالضغوط السياسية التي عاشتها في مصر، إلا أنها عادت لمصر بعد رحيل جمال عبد الناصر، عام 1971، كان الابتعاد ثم العودة أحد أهم الأسباب في تقديم فاتن لطبيعة أدوار مختلفة، فالفتاة الرقيقة عادت سيدة ناضجة تبحث عن قضايا اجتماعية يجب أن تناقشها، فقدمت ''إمبراطورية ميم".
وتناولت ولأول مرة موضوع الخلع في السينما المصرية من خلال فيلم ''أريد حلا''، وفيلم "أفواه وأرانب" الذي يناقش مشكلة الزيادة السكانية.
كما لعبت في فيلم "لا وقت للحب" دور سيدة من الطبقة المتوسطة وقت المقاومة الشعبية ضد الاحتلال الإنجليزي في يوليو عام 1952، وهو من إخراج صلاح أبو سيف، وبطولة الفنان رشدي أباظة، وأحمد توفيق، وجسدت دور المرأة وحركتها في التغيير الاجتماعي وانخراطها في العمل السياسي.